التحالف يتهم إيران و"حزب الله" بمحاولة هدم اليمن

مقاتلون مؤيدون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في أحد شوارع عدن أمس. -(ا ف ب)
مقاتلون مؤيدون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في أحد شوارع عدن أمس. -(ا ف ب)

عمان-الغد- جدد المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد حسن عسيري، الاتهام، لإيران بالتورط في دعم الحوثيين. وقال إن الحكومة اليمنية عرضت منذ العام 2002 أسلحة إيرانية موجهة إلى الميليشيات الحوثية، لكن المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً. اضافة اعلان
وأشار عسيري في إيجازه الصحفي اليومي بقاعدة الرياض الجوية، إلى الأسلحة والذخائر الإيرانية التي استخدمها المتسللون الحوثيون على الحدود السعودية الجنوبية، في محاولة اختراقها العام 2009. وقال إن إيران ظلت ترسل 14 رحلة جوية من طهران إلى اليمن لتزويد الميليشيات الحوثية بالذخيرة، التي ثبت من مقاطع الفيديو التي التقطتها طائرات التحالف للمستودعات المستهدفة في اليمن، أن حجمها ضخم جداً. واتهم عسيري إيران و"حزب الله" اللبناني بتدريب الميليشيات الحوثية، ومساعدتها في مسعاها الرامي إلى هدم الدولة اليمنية، وفي مهاجمة الرئيس الشرعي لليمن. وزاد: "أؤكد أن هذا المشروع (الحوثي) يهدف إلى تفكيك الدولة وتدمير اليمن. ونحن لن نقبل هذا السلوك، ولذلك نمنعه، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية".
وكان سفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير أبلغ صحافيين أول من أمس في العاصمة الأميركية بأنه لا يوجد اختلاف في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن على حقيقة الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين. وقال إن إيران تقدم للحوثيين دعماً مالياً، وتساعدهم في بناء مصانع الأسلحة، وتزودهم بالسلاح، علاوة على وجود إيرانيين يعملون إلى جانب الحوثيين. وأضاف: "لا نرغب في أن يتكرر خطأ حزب الله في لبنان مع الحوثي في اليمن". وأكد "أن الدعم الذي نجده من شركائنا في التحالف أو من حلفائنا حول العالم، سواء من فرنسا أم بريطانيا أم الولايات المتحدة ينمو بقوة". مؤكداً في الوقت نفسه وجود جهود للبحث عن حل سياسي في اليمن.
وأكد العميد عسيري أمس، سلاسة الاتصالات بين قيادة قوات التحالف والمنظمات الإنسانية والدول في شأن الإغاثة وإجلاء الرعايا من اليمن. وأشار إلى أن الإجراءات التي تفرضها قوات التحالف لتنظيم العمل الإنساني والإجلاء تتم بهدف ضمان سلامة الطواقم والطائرات ومن يتم إجلاؤهم. وقال: "نؤكد أن (هدفنا) السلامة، ثم السلامة، ثم السلامة".
وفي شأن الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة عدن، أوضح أن الاشتباكات الراهنة بين اللجان الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية والمتمردين من الجيش اليمني وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من الجهة الأخرى باتت تنحصر في جزء بعينه داخل عدن، فيما يعم الاستقرار بقية أرجاء المدينة الجنوبية. وأشار إلى بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس عن الوضع الإنساني في عدن، الذي يحمّل الميليشيات الحوثية مسؤولية استهداف المواطنين والمستشفيات وسيارات الإسعاف، مؤكداً استمرار الدعم الجوي للجان الشعبية للتصدي للأعمال التخريبية التي يقوم بها الحوثيون.
وذكر المتحدث باسم قوات التحالف استمرار العمل على تحقيق أهداف الحملة الجوية، بالتركيز على ضرب معسكرات الحوثيين وأنصار صالح في صنعاء وتعز وإب والضالع. وحذر من أن التحالف يستهدف جميع ألوية الجيش اليمني ومواقع الميليشيات ومستودعات الذخيرة والأسلحة. وأكد "أن عمليات التحالف مستمرة، وستحقق هدفها". وأشار إلى أن الغارات استهدفت أمس مستودعاً عسكرياً قرب الضالع، و11 مستودعاً للذخيرة، أحدها في صعدة (شمال اليمن) قرب الحدود الجنوبية للسعودية. وأكد مشاركة طائرات التحالف في غارة على قاعدة العَنَد الجوية في لحج (قرب عدن)، بعدما حاولت الميليشيات الحوثية استعادتها أمس، وتمكنت اللجان الشعبية من فرض سيطرتها على القاعدة.
وفي شأن الحدود الجنوبية للسعودية، قال عسيري، إن وضعها مستقر، وإن القوات السعودية تقوم بمهماتها هناك على أكمل وجه. وأشار إلى غارات على معسكرات الخالد والحمزة والرفاع، حيث تحتشد قوات موالية للرئيس المخلوع، إضافة إلى مواقع خاصة بقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
وزاد: "لن نسمح للحوثيين بتغير الوضع على الأرض". ورفض ما يتردد عن طول فترة العمليات الجوية، قائلاً: إن 13 يوماً تعتبر قليلة في تاريخ العمليات الحربية، وخصوصاً أن التحالف يستهدف ميليشيات، وليس جيشاً نظامياً. وأضاف أن تلك الأحاديث "يرددها من بنوا تلك الميليشيات بكاءً على فشل مشروعهم في اليمن".
ومع اعلان قيادة تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية، أمس، أن العمليات العسكرية في يومها الـ13 "تسير في أحسن حال وفق المخطط لها"، قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إثر لقائه ولي ولي العهد ووزيري الخارجية والدفاع في الرياض أمس، إن الولايات المتحدة تسرع إمدادات السلاح للتحالف، الذي يواجه الحوثيين في اليمن. وأعلن أن واشنطن تسرع تبادل المعلومات الاستخبارية مع قوات التحالف. وأضاف بلينكن أن "السعودية تبعث رسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم بأنهم لن يسيطروا على اليمن بالقوة". والتقى نائب وزير الخارجية الأميركي، أثناء زيارته الرياض أمس، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. ولوحظ أن وفده في المحادثات التي أجراها في الرياض ضم سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ماثيو تولر، الذي يتخذ قنصلية بلاده في جدة (غرب السعودية) مقراً موقتاً لممارسة أعماله.
 ميدانيا، قال سكان إن عشرات من المقاتلين "الحوثيين" اليمنيين اشتبكوا مع اللجان الشعبية في منطقة كريتر في وسط عدن امس، ووجهت المساجد نداءات لقتال "الحوثيين" الذين يحاولون السيطرة على عدن.
وأضافوا أن النار اشتعلت في منازل عدة، بعد إصابتها بصواريخ، وعلى رغم ذلك بقيت الأسر داخلها نظراً إلى احتدم القتال في الشوارع.
وقال أحد السكان إن "الحوثيين" المتحالفين مع جنود موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح دخلوا منطقة كريتر صباح امس بدبابة ومركبتين مدرعتين.
ودعت المساجد في كريتر السكان إلى قتال "الحوثيين".
وقال أحد المقاتلين، واسمه ياسر محمود، إن "الحوثيين" تقدموا من حي دار سعد عند المدخل الشمالي لعدن. وأضاف أن 22 مقاتلاً حوثياً قُتلوا لدى تدمير دبابة ومركبة مدرعة.
وهزت ثلاثة انفجارات المناطق الشمالية من عدن اليوم، وقال سكان إنها نجمت عن غارات جوية للتحالف الذي تقوده السعودية.
وقالوا إن الهجمات استهدفت في ما يبدو مخازن سلاح.
واوضح السكان، أن 13 شخصا قتلوا وجرح العشرات في غارات للتحالف العربي ضد الحوثيين في منطقة بني مطر بصنعاء.
وكان طيران تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية قصف معسكر القوات الخاصة بمنطقة الصباحة غرب صنعاء، كما استهدف معسكري قصال والحمزة بمحافظة إب وسط البلاد .
وذكرت مصادر محلية أن الغارات استهدفت عددا من المناطق الحدودية في محافظة حجة وأصابت عددا من المنشآت والمنازل، كما استهدف طيران التحالف مواقع للحوثيين في محافظات صعدة ومأرب والجوْف والحديدة والبيضاء وذمار، فيما أفادت مصادر بمحافظة تعز بأن الغارات استهدفت اللواء مئة وسبعين دفاع جوي بجبل العلاء وموقعـا للدفاع الجوي بجبل أمـان والمخا على البحر الأحمر في تعز.
إلى ذلك سقط قتلى وجرحى في مواجهات عنيفة بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وبين الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح في محافظة عدن وعدد من الأحياء وسط مدينة عدن منها خور مكسر ومنطقة المطار وكريتر وجبل حديد والمعلا.
من جهة أخرى استأنف طيران "عاصفة الحزم" قصف مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح، في جزيرة ميون التي تتحكم في مدخل باب المندب جنوبي البحر الأحمر.
إلى ذلك أفادت مصادر بأن اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي في محافظة أبين جنوبا سيطرت على عدد من المدن، أبرزها لوْدر والعين.
من جانبه أكد شهود عيان أن الحوثيين تراجعوا عن ميناء عدن وأن اللجان الشعبية استعادت عددا من نقاط التفتيش كان قد أقامها الحوثيون، مشيرا إلى مواصلة حركة النزوح وتردي الأوضاع الإنسانية. -(وكالات)