"التدوير من أجل التعليم".. مؤسسة تحقق أحلام الشباب وتنهض بالمجتمع - فيديو

الناشط الإجتماعي والريادي عبد الرحمن الزغول يقف أمام مشروع لاعادة تدوير البلاستيك- (من المصدر)
الناشط الإجتماعي والريادي عبد الرحمن الزغول يقف أمام مشروع لاعادة تدوير البلاستيك- (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- لم تكن المبادرات التي خرجت من رحم مؤسسة "التدوير من أجل التعليم" عادية، بل كانت تحمل هدفا ساميا يُعنى بالمجتمع أولا، ويساعد الطلبة ممن يحلمون بالتعليم ولكن ظروفهم المادية الصعبة كانت تقف حائلا وراء تحقيق هذا الحلم.اضافة اعلان
كانت البداية بمشروع إعادة تدوير "الخبز من أجل التعليم"، الذي طوره الناشط الاجتماعي والريادي عبد الرحمن الزغول بمبادرته التي حازت جوائز عربية ودولية، وامتدت لتشمل إعادة تطوير الورق والبلاستيك، لتصب جميعها في إطار "التعليم للجميع"، ومساعدة الطلبة بالمخيمات والقرى النائية على إكمال كل من تعليمهم المدرسي والجامعي.
الزغول بين لـ"الغد"، أن المبادرة تحولت فيما بعد إلى مؤسسة خيرية غير ربحية تسهم في توفير فرص التعليم للطلبة من خلال تقديم المنح والدعم لزيادة الفرص للفئات الأقل حظاً.
"إعادة تدوير الخبز"، هي الفكرة الأولى في العالم التي تعمل بهذا المجال من خلال معامل بسيطة خاصة تحول الخبز الجاف لأعلاف بعد جمعه من الفنادق والبيوت والمطاعم ومن ثم بيعه للمستفيدين من هذا المنتج.
ويتم الاستفادة من المردود المادي لمساعدة الطلبة الفقراء الذين يعيشون في المخيمات والمناطق الفقيرة من أجل تمكينهم ليكونوا صناع التغيير في مجتمعاتهم وتوفير مستلزمات التعليم الأساسية لهم في المدارس والمجتمع المحلي.
وبعد ما يقارب 6 سنوات من العمل الخيري في المجال ذاته، ارتأى الزغول تطوير مبدأ إعادة التدوير لمواد صناعية أخرى غير الخبز، كما في إعادة تدوير البلاستيك، وخاصة العبوات التي قام مؤخراً من خلالها ببناء بيت بلاستيكي، ويعمل بنظام كامل على الطاقة الشمسية، وبذلك تم توفير فرص لمجموعة من الشباب من خلال هذا المشروع، ليتم الاستفادة منه في مشاريع تجارية جديدة، وهي استكمال لمرحلة دعم الشباب واليافعين في المجتمع المحلي.
إلى ذلك، تقوم المبادرة على تطوير مبدأ إعادة التدوير من الورق، والذي يتوفر بكثرة في المجتمعات من خلال مشاريع تنموية يمكن من خلالها تحسين الواقعين البيئي والسلوكي؛ حيث إن إعادة التدوير ثقافة مجتمعية يمكن أن تسهم في التخفيف من حدة التلوث البيئي في العالم ككل، وفق الزغول.
ومن خلال دراسته الجامعية في مجال العلوم الحياتية وحصوله فيما بعد على منحة في أميركا، انفتحت أمامه الآفاق بأهمية إعادة التدوير ومدى التحديات التي يمكن مواجهتها بهذا المجال، كل ذلك زاده إصراراً على أن يكون الأول في العالم الذي يعيد تدوير الخبز ليكون هذا "الرزق سبباً في رزق عظيم وهو التعليم" وتكون هذه المبادرة في مصاف المبادرات الشبابية.
ومؤخراً، حظي فريق عمل مبادرة "الخبز من أجل التعليم" بزيارة من جلالة الملكة رانيا العبدالله في مدينة الزرقاء، والتي أبدت إعجابها الكبير بما تقدمه المبادرة من خدمة رائدة إنسانية في مجال زيادة فرص التعليم في الأردن وعبر أفكار رائدة بعقول وسواعد أردنية من الشباب.
الزغول، يبين أهمية الدعم والمساندة من مختلف الجهات لمثل تلك المبادرات والتي من شأنها أن تسهم في تطوير العمل الشبابي التطوعي، فلكل جهة دورها في الدعم والمساهمة في تحديث وزيادة عمل المبادرات الخيرية التي تنبع من الشباب وإلى الشباب، وجميعها تصب في خدمة الوطن.
"الخبز من أجل التعليم" هي فكرة خرجت من الزغول الذي آمن بعمله الريادي، وأن فتات الخبز يساعد غير القادر على التسلح بالعلم، فكلاهما رزق، لذا فإن هذا كان سبباً لأن ينال وسام الاستقلال للتميز من جلالة الملك عبد الله الثاني العام 2017، وجائزة الشيخ محمد بن راشد في دبي كأفضل مبادرة مجتمعية في الوطن العربي في العام 2016، وفي العام الذي سبقه حاز جائزة المنظمة الدولية للشباب، وغيرها الكثير من التكريمات والجوائز المماثلة.
التكريم والتحفيز، كانا دافعاً للزغول بأن يستمر في التطوير والإبداع، لذا حرص على أن يطور الإبداع والتدوير في "الورق والبلاستيك والتكنولوجيا".
يتطلع الزغول لأفكار مستقبلية لمشروعه المؤسسي الخيري الريادي، وتوفير فرص عمل مختلفة للشباب، وذلك بإنشاء مصنع متكامل لإعادة التدوير، ليكون الأول من نوعه في العالم، وأن يكون له خطوط إنتاج مختلفة، من شأنها كذلك أن تسهم في نشر فكرة إعادة التدوير بمختلف المجتمعات، لما لها من أثر اقتصادي وبيئي ومجتمعي.
ويُشار إلى أن أبرز أهداف المبادرة؛ الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة في المجتمع، ودعم الطلبة الفقراء في المدارس من خلال إيجاد مصدر تمويل ذاتي لضمان استدامة المبادرة، والقدرة على إعادة استخدام الخبز مرة أخرى من خلال عمل صناديق داخل المدارس والجامعات وتخصيصها لإعادة استخدام الخبز وبيعه الى تاجر الأعلاف مرة أخرى.
إلى ذلك، توعية الطلاب والمجتمع بأهمية الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة في الطبيعة وكيفية المحافظة عليها، عدا عن تدريب مجموعة من الطلاب والمعلمين على أهمية العمل التطوعي البيئي داخل المدارس لنشر ثقافة العمل التطوعي وإشغال وقت فراغ الطلبة والتفكير بكيفية خدمة المجتمع بطريقة فاعلة.

;feature=youtu.be&fbclid=IwAR2Pct298kfRzvhMBi0nZ9Huiv6g5CR5Imw0zKhzlXWCV9UojWwFzP7ik3I