التركي شاهين يدخل عالم الاحتراف بعد اذن والده

دورتموند - يبدو أن كأس العالم لكرة القدم 2006 قد جاء قبل ميعاده بكثير بالنسبة للاعب التركي نوري شاهين. فحتى إذا نجحت تركيا في التأهل لنهائيات البطولة بألمانيا لا يتوقع أن يكون له دور كبير مع منتخب بلاده خلالها. ولكنه مازال أمامه بطولات 2010 و2014 و2018 و2022 ... وحتى 2026.

اضافة اعلان

فمع حلول ذلك العام سيكون عمر نوري وقتها 36 عاما تقريبا. وهو ليس سنا كبيرا جدا بالنسبة لمدافع كرة قدم يعتني بنفسه جيدا ولديه حظ وفير من الحفاظ على لياقته ومستواه والابتعاد عن الاصابات.

الا أن شاهين لا يهتم بغير الحاضر الان وهذا الحاضر يتمثل في ناديه الجديد بروسيا دورتموند ومسابقة دوري الدرجة الاولى الالماني (بوندسليغا) حيث أصبح اللاعب التركي الشاب أصغر لاعب (سنا) في تاريخ البطولة الالمانية الممتد إلى 43 عاما.

وفي أول أيام الموسم الجديد من دوري الدرجة الاولى الالماني لعب شاهين مباراته الاولى مع بروسيا دورتموند ضد فريق فولفسبورغ وعمره بالضبط 16 عاما و335 يوما ليحطم الرقم القياسي السابق لاصغر لاعب في تاريخ البطولة الذي حققه يورغن فيردل في موسم 1975/1976 عندما لعب لنادي انتراخت فرانكفورت وعمره 17 عاما و26 يوما.

لذلك لم يكن غريبا أن تصفه وسائل الاعلام الالمانية بالفتى "الاعجوبة". والتي أكدت أيضا أن نادي آرسنال بالدوري الانجليزي الممتاز قد تقدم بالفعل بعرض لشراء اللاعب مقابل مليوني يورو.

ولكن شاهين ليس للبيع. فقد وقع اللاعب أو بمعنى أصح والده شافاس عقدا مع دورتموند يقضي ببقاء شاهين الذي يلعب بصفوف المنتخب التركي للشباب تحت 17 عاما بصفوف النادي الالماني حتى حزيران/يونيو 2009.

الطريف أن شاهين صغير السن جدا على أن يكون لاعبا محترفا أو على التوقيع على عقد احتراف. ووفقا للوائح مسابقة دوري الدرجة الاولى الالماني يجب أن يكون اللاعب في الثامنة عشرة من عمره ليتسنى له فعل ذلك. لذلك كان يجب أن يحصل شاهين على تصريح من والديه للعب بالمسابقة الالمانية يوم السبت الماضي.

وبالفعل حصل شاهين على التصريح ولعب مباراته الاولى مع دورتموند لتجده جماهير الفريق يلعب مثل اللاعبين المخضرمين أقرب منه إلى لاعب مبتدئ. حيث فاز في 59 بالمئة من كراته المشتركة وأنهى تقريبا وجود لاعب فولفسبورغ الارجنتيني الموهوب أندريس داليساندرو من الملعب. وقال شاهين لاحقا "كلا لم أكن متوترا قبل إطلاق صفارة البداية ولكنني كنت قلقا قليلا .. عندما تكون في الملعب تنسى كل ذلك على الفور وتفكر في كرة القدم وحسب. ليس مهما أن تلعب ضد أندريس داليساندرو أو غيره فالمهم هو أن تعطي كل ما عندك".

كما لم يخش شاهين خصمه الارجنتيني دييغو كليموفيتش الذي وجه له ضربة قوية في بطن ساقه أثناء المباراة ليرد شاهين عليه بضربة أخرى تسببت في حصوله على بطاقة صفراء برغم ادعاءاته المتكررة لحكم اللقاء بأنه "لم يمسه".

وبعد اللقاء أثنى زملاء شاهين ببروسيا دورتموند على أداء زميلهم المراهق. حيث قال كريستيان فويرنز قائد الفريق (33 عاما) الذي بدأ هو الاخر مشواره المهني في البوندسليغا من سن مبكرة لم تتجاوز 17 عاما "لقد كان نوري رائعا بحق. وبدا وكأنه يلعب معنا منذ سنوات".

بينما قال مدافع الفريق والمنتخب الالماني كريستوف ميتزيلدر "نادرا ما أخفق نوري في أي لعبة خلال الشوط الثاني من المباراة".

كان بيرت فان مارفيك مدرب دورتموند قد فكر طويلا ومليا في تصعيد اللاعب المراهق من فريق الشباب بالنادي إلى الفريق الاول. ولكنه اقتنع تماما بتصعيده بعد لقائه مع اللاعب يوم الجمعة الماضي حيث أكد مارفيك أن شاهين نجح خلال هذا اللقاء في "ترك انطباع جيد عن ثقته بنفسه وقوته البدنية وذكائه" لديه. أما على المستوى الدولي فيبدو الطريق مفتوحا أمام شاهين الذي أحرز في أيار/مايو الماضي لقب بطولة كأس العالم للشباب تحت 17 عاما مع المنتخب التركي في إيطاليا حيث حصل على لقب أفضل لاعب في البطولة. لذلك فإن الحصول على فرصته للعب بمنتخب بلاده الاول مسألة وقت وحسب.

ويتابع الاتحاد الالماني لكرة القدم تطورات شاهين عن كثب. فاللاعب الذي نشأ في ألمانيا يتطلع للحصول على جواز سفر ألماني الا أنه أوضح رغبته في اللعب لبلاد والديه.

وقد خرج شاهين ببعض الذكريات مع داليساندرو من مباراته الاولى بالدوري الالماني.

فبعد 80 ثانية فقط من بداية اللقاء لعب داليساندرو الكرة من بين قدمي شاهين. وهي لعبة كفيلة بإضعاف عزيمة أي لاعب ناشئ في مباراته الاولى بعالم الاحتراف .. باستثناء شاهين الذي قال "لو كان أي لاعب آخر قد لعب هذه الكرة بين قدمي ربما كنت سأجن. ولكن داليساندرو ليس مجرد لاعب عادي .. لم يكن الامر سهلا في البداية ولكنني أصبحت أكثر ثقة في نفسي مع مرور الوقت".

بعد نهاية المباراة توجه شاهين نحو داليساندرو يسأله استبدال قميصيهما. الا أنه كان قد تأخر حيث وصل لاعب آخر قبل شاهين وأخذ قميص داليساندرو. وهو ما كان حظا عثرا بالنسبة لداليساندرو لان قميص شاهين يحمل قيمة تاريخية وقد ذهب الان إلى شخص آخر .. أمه.