التضحية

ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أمس أن لاعبي بايرن ميونيخ وأندية ألمانية أخرى، وافقوا على تخفيض رواتبهم من أجل مساعدة مسؤوليهم على مواجهة الأزمة المالية التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد.اضافة اعلان
هذا الخبر "نسخة مكررة" عن غيره من الاخبار التي تواردت في الأيام الماضية من مختلف الدوريات الأوروبية، بعد أن أيقن الجميع حجم الكارثة الانسانية والاقتصادية بفعل إنتشار فيروس كورونا، وحصده أكثر من 17 ألف ضحية جراء إصابة ما يزيد على 250 ألف إنسان في مختلف دول العالم، وبعد أن أصبحت القارة الأوروبية "بؤرة" انتشار الفيروس بعد أن كانت الصين مصدر الوباء.
ورغم أن الأندية الأوروبية والأميركية تملك إمكانيات مالية كبيرة، إلا أن رابطة دوري كرة السلة الأميركي والأندية الاوروبية لكرة القدم شعرت بالخطر وفداحة الخسائر البشرية والاقتصادية، حيث يتوقع أن يبلغ حجم الخسائر المالية نحو 4 مليارات يورو، جراء توقف المباريات واحتمال إلغاء بطولات، وتأثر جميع أركان اللعبة بحالة الشلل شبه التام في مختلف مناحي الحياة ومن بينها الرياضية.
الأندية الأوروبية تبحث عن تقليص الخسائر وتعويض ما فقدته من مصادر دخل، لا سيما وأن الشركات صاحبة حقوق البث الحصري، لن تكون ملزمة بدفع مجمل ما عليها من أموال جراء الاتفاقيات الموقعة والتي لم تأخذ بالحسبان حدوث مثل كارثة كورونا.
محليا، لم تكد بطولة دوري المحترفين لكرة القدم تنطلق في جولتها الأولى، حتى توقفت "عجلات قطار المنافسات"، وإصطدمت بقرار الأندية تعليق المشاركة حتى يتم البت والايفاء بمطالبها المالية، وتزامن ذلك مع تعليق النشاطات الرياضية بمجملها وفق قرار اللجنة الأولمبية، بناء على قرار الحكومة بإغلاق وتعطيل الدوائر الحكومية وما تبعه من قرار فرض حظر التجول.
من المؤكد أن الأندية لا تعرف مصير الدوري، ولا تعرف كيف ستدبر شؤونها واحتياجاتها، وكيف ستدفع حقوق المدربين واللاعبين والإداريين، وفي ذات الوقت لا بد على أركان اللعبة مراعاة ظروف الأندية، وتقديم تضحيات بشأن الرواتب ومقدم العقود، بحيث تكون الأندية قادرة على السير قدما في عملها، إذا ما عادت الحياة إلى طبيعتها في الفترة المقبلة.. بالفعل إنه شعار "التضحية" الذي يرفعه الجميع اليوم.