التعليم.. أولوية للنهوض بالأردن والتنمية الشاملة

آلاء مظهر– التعليم كان وما يزال يأتي في صدارة اهتمامات جلالة الملك عبدالله الثاني الذي لم يتوان عن تطويره والارتقاء بمخرجاته، لنحتل مكانتنا بين طليعة الأمم المتقدمة، والمجتمعات المزدهرة، فلم تخل أي من لقاءات واجتماعات لجلالته، أو حتى كتب التكليف السامية للحكومات المتعاقبة، من التركيز على التعليم العام وتطويره وتحديثه، باعتباره أولوية وطنية، ومحورا مهما في مسيرة التنمية الشاملة المنشودة. وحظيت العملية التعليمية منذ تولي جلالته سلطاته الدستورية، بمتابعته ودعمه المتواصل، ايمانا منه بأهمية انشاء جيل متسلح بالعلم والمعرفة، مؤهل قادر على ان يحاكي تطلعات المستقبل. وتميز النظام التعليمي في الاردن، بتحقيقة لإنجازات انعكست ايجابا على تطوير العملية التعليمية والتربوية بمكوناتها كافة، والتي كان لها الأثر الإيجابي بجعله أنموذجا، وبيت خبرة في المنطقة والعالم، بما حققه من تطورات ملموسة من حيث الكم والنوع في هذا القطاع. وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي، قال إن جلالته أولى ومنذ توليه سلطاته الدستورية اهتماما كبيرا بالتعليم، إذ حظي التعليم بدعم متواصل ومتابعة من جلالته، مضيفا ان رؤى جلالته تجلت في كتب التكليف السامية للحكومات الأردنية المتعاقبة في ضرورة تطوير التعليم، وتجويده، والتوظيف الموسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، والتوسع في التعليم ما قبل المدرسي، وتوفير بيئات التعلم المناسبة، وتوفير برامج متنوعة للتنمية المهنية للمعلمين. وأضاف السعودي أن هذه النظرة الثاقبة لجلالة الملك، تشير الى ان جلالته يعي تماما بأن صناعة الانسان وتمكينه وتأهيله ليكون فاعلا في المجتمع، مسؤولية مؤسسات التربية والتعليم، أكان بالتعليم العام او العالي، بالإضافة الى انها اولوية في الأردن ضمن الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتعليمي الذي تبناه جلالته. وبين أن كل افكار جلالة الملك التي طرحت لتطوير التعليم، تقدمية بشكل كبير، وسببها بعد نظر جلالته بأن الإصلاح في التعليم، هو المركز الرئيس للاصلاح في مجالات الحياة كافة، لذلك “نرى ان التعليم في الاردن تقدم من الناحية النوعية والكمية”. وأوضح ان جلالة الملك، استمر بتطوير التعليم، فكانت البداية بتطويره نحو اقتصاد المعرفة، بمعنى تحويله من التلقين والمعرفة الى المعرفة كوسيلة للتعليم، أي تنمية القدرات العقلية للطلبة عبر اقتصاد المعرفة، وكان هناك قرار بتطوير العملية التعليمية بمكوناتها كافة وبالبنية التحتية ورياض الأطفال والتعليم الاساسي والثانوي والمهني، فسارت هذه الخطة بشكل جيد، بحيث طورت الكثير من القضايا، ومن أهمها تكنولوجيا التعليم”. وبين السعودي، ان مشروع اقتصاد المعرفة استمر بدعم من جلالة الملك بتطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة في مرحلتيه الاولى والثانية، وعقد مؤتمر التطوير التربوي في عهد جلالته عام 2016، بهدف إكمال مسيرة التطوير في قطاع التعليم. وأكد ان التعليم هو الأساس لأي إصلاح، بما فيه الإصلاح الاقتصادي المبني على الإنسان، وإكسابه المهارات والمعارف والقيم، اذ يعد ركيزة أساسية للإبداع والابتكارات التي ينهض الاقتصاد عليها. وبين ان رؤية التحديث الاقتصادي التي اطلقت مؤخرا برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، تبرز قطاع التعليم، باعتباره البوابة والعنوان الرئيسي للإصلاح، ومدخلا لبقية الإصلاحات المطلوبة أيا كان نوعها؛ اقتصادية أو سياسية أو إدارية أو اجتماعية، أو غيرها. وأوضح أن التعليم وإبرازه تحت مظلة الإصلاح الاقتصادي، أمر مهم، كون أساسه المورد البشري وإعداده وتأهيله وتمكينه من الإبداع والريادة والتنافس، في عالم متطور وسريع التغير والتجدد. مدير ادارة التخطيط والبحث التربوي بوزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور محمد ابو غزلة، قال ان النظام التعليمي الأردني حظي دائما بالرعاية الملكية السامية خلال مراحل تطوره كافة، بوصفها محورا مهما في مسيرة التنمية الشاملة المنشودة، منذ عهد التأسيس حتى عهد جلالة الملك. وبين أبو غزلة، ان رؤى جلالة الملك، تجلت بجعل التعليم في أول سلم أولوياته، مضيفا اننا نفخر جميعا بأن جلالته، وجه مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، ويتابع الخطوات التنفيذية لها، فقد وجه جلاله الملك المسار الاقتصادي لأهمية الاستثمار بالتعليم، وركز على مكانته في الأردن حين قال “نريده مستقبلا مشرقا، نعزز فيه أمننا واستقرارنا، ونمضي خلاله في مسيرة البناء إلى آفاق أوسع من التميز والإنجاز والإبداع”، و”نريده مستقبلا نستعيد فيه صدارتنا في التعليم، وننهض فيه باقتصادنا، وتزداد فيه قدرات قطاعنا العام وفاعليته، ويزدهر فيه قطاعنا الخاص”. وأوضح ان على المؤسسات التعليمية التقاط هذه التوجيه الملكي، وجعل التعليم أولوية بالفعل، لتحقيق التنمية المستقبلية، وعلى القائمين على الشأن التربوي، وضع الخطط الكفيلة بتحقيق هذا التوجيه. وأضاف “لا يغيب عنا اهتمام جلالته المتواصل بالتعليم، إذ لا يخلو أي خطاب سياسي له من على التركيز والاشادة بالتعليم والموارد البشرية العاملة فيه، لذا فإن توجيهاته مستمرة في هذا الاطار منذ تولى سلطاته الدستورية، للحكومات المتعاقبة، لوضع التعليم على سلم أولوياتها، وقد وضعته الحكومات في خططها، كما أبرزت هذا التوجيه والاهتمام، الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية والأوراق النقاشية، بخاصة الورقة السابعة منها، والتي رسمت خريطة لتطوير التعليم. وأشار الى اننا نلاحظ في عهد جلالته، نمو أعداد المدارس ووصلت إلى 7390 في المؤسسات التعليمية، وكذلك الطلبة الذين وصل عددهم إلى 2192974، ووالمعلمين ووصل عددهم 138884 في المؤسسات والمرافق التعليمية والتجهيزية. فضلا عن انخفاض نسبة الأمية التي وصلت إلى 4.9 %، وهي من أقل النسب في دول المنطقة وبعض الدول المتقدمة، وتوسعت المكارم الملكية بشمول الطلبة غير المقتدرين بالمنح والقروض، لتمكنيهم من مواصلة تعليمهم في الجامعات، تقديرا لظروفهم الاقتصادية، ما أدى الى وضع التعليم في الأردن على خريطة العالم. ودعا القائمون على الشأن التربوي والتعليمي لإعادة النظر في خطط تمكين العاملين والطلبة، وأسس الاختيار والتعيين والاستقطاب للكفاءات القادرة على ترجمة الرؤى الملكية، والتركيز على تطوير المناهج والكتب المدرسية وموارد التعلم، وتطوير المحتوى التعليمي الإلكتروني، ورقمنة المناهج، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، والتركيز على المهارات النوعية كالتفكير والتحليل وتوليد المعرفة والإنتاج، لتمكين الطلبة من النجاح في مرحلتهم الجامعية. ولفت ابو غزلة، الى ان التعليم والتدريب المهني والتقني، لم يغب عن توجيهات جلالته، بخاصة في ورقته النقاشية السابعة، والاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، فعلى القائمين إعادة هيكلة هذا القطاع، وتوحيده تحت مظلة واحدة، ليأخذ دوره ويصبح قادرا على تخريج قوى ماهرة قادرة على المساهمة في التنمية. وبين أنه علينا كأردنيين، أن نرد على العطاء بالوفاء، وأن نترجم ذلك في عيد ميلاد جلالته، ليكون هذا اليوم المبارك حافزا لنا، وأن نكون على قدر عال في الاستجابة لترجمة ما يطمح له جلالته من نهضة تعليمية لوطننا، وتحقيق التميز والجودة والاتقان. وشاركهم الرأي الخبير التربوي الدكتور سامي المحاسيس، الذي قال إن جلالة الملك عبدالله الثاني، أولى منذ توليه سلطاته الدستورية، اهتماماً كبيراً بالتعليم، لإيمانه بأنه المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي، وركيزة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، ويسهم بخفض معدلات الفقر والبطالة. وأضاف، أن انطلاقا من اهتمام جلالته بالتعليم، خص جزءا من توجيهاته الملكية السامية، لدعم جهود التطوير التربوي، عبر خطب العرش السامية، وكتب التكليف للحكومات المتعاقبة، كما خصص جلالته الورقة النقاشية السابعة التي وضعها للتعليم، مؤكدا فيها أن الأمم لا يمكن لها ان تنهض من دون التعليم. وبين ان هذا الاهتمام، جعل التربية والتعليم في مقدمة الأولويات الوطنية، في إطار السعي للارتقاء بمستوى الكفاءات الوطنية لزيادة تنافسيتها من حيث امتلاك المعارف والمهارات اللازمة، لمواكبة الاحتياجات الراهنة للعمل والتنمية. كما لفت الى أن جلالته، أولى تطوير نوعية التعليم اهتماما كبيرا، وحرص على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم؛ وأطلق مبادرة التعليم الأردنية العام 2003، وأوعز بإدخال الحواسيب للمدارس، وربطها بالبوابة الإلكترونية لوزارة التربية والتعليم وشبكة الإنترنت. كذلك أطلقت مبادرات ملكية، شملت إنشاء المركز الوطني لتطوير المناهج، وبناء وصيانة الأبنية المدرسية والإضافات الصفية، وتجهيز المدارس الحكومية بالمختبرات العلمية والحاسوبية، والمرافق الخاصة لممارسة الأنشطة، والتوسع في رياض الأطفال، ومبادرة جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية، والتوسع بإنشاء مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز، لتشمل المحافظات، ومشروع التغذية المدرسية، والعناية بالطلبة المكفوفين ورعايتهم وإدماجهم في التعليم من خلال أكاديمية المكفوفين. بالاضافة الى التوسع بتنفيذ برامج التعليم غير النظامي والتعليم للجميع، ما أسهم بخفض نسبة الأمية لتصبح 5 %. كما سعى جلالته دائما، للارتقاء بمستوى المعلم المهني والمعيشي والتقني، باستحداث أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، وإطلاق جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم والمرشد والمدير المتميز. وما تزال مسيرة تطور التعليم في تزايد ونماء، كما أدرج التعليم لأول مرة في نطاق الرؤية الاقتصادية، عبر مكونات التعليم الأربعة: رياض الأطفال، التعليم الأساسي، التعليم الثانوي، التعليم العالي والتدريب المهني والتقني، للدلالة على أهمية التعليم كمنطلق أساسي في القطاعات الأخرى.  اقرأ المزيد: اضافة اعلان

السياسة الخارجية.. الحكمة ركيزة العلاقات مع المحيطين العربي والدولي

اللجوء السوري.. عقبة التمويل تستدعي تغيير الخطاب مع المجتمع الدولي

مؤسسة ولي العهد.. شباب قادر لأردن طموح العناية الملكية بالشباب.. دعوات هاشمية نحو التميز والإبداع الملك يوجه التعليم لتجويد مخرجاته التوجيهات الملكية تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة المئوية الثانية التعليم.. أولوية للنهوض بالأردن والتنمية الشاملة التعليم العالي.. لا تنمية مستدامة دون تطوير مستمر

استحداث فرص عمل ومحاربة البطالة.. توجيهات ملكية دائمة

الملك يدق ناقوس خطر تبعات التغير المناخي محليا وعالميا

الاهتمام الملكي بالمياه يترجم إلى تغييرات ملموسة الخدمة المدنية.. تجويد الخدمات استجابة للإصلاح الإداري اقتصاديون: تحسين معيشة المواطنين بقمة أولويات الملك زراعيون: الملك يوجه البوصلة نحو حلول الأمن الغذائي