التقارب الروسي الإيراني التركي

يديعوت أحرونوت

أليكس فيشمان  20/11/2017

في القدس يخافون من التقارب المتسارع لمحور روسيا- إيران- تركيا. ففي انطاليا في تركيا انعقد أمس لقاء ثلاثي بين وزراء الخارجية لروسيا، إيران وتركيا. ويعد هذا لقاء مفاجئا أي من الاطراف المشاركة فيه لم يعلن عنه مسبقا. لقاء ثلاثي آخر، لرؤساء اركان الدول الثلاثة سيعقد اليوم أو غدا، وفي اطاره ستجرى استعدادات للقاء قمة للزعماء الثلاثة – الرئيس الروسي بوتين، الرئيس التركي أردوغان والرئيس الإيراني روحاني، والذي سيعقد يوم الاربعاء القريب القادم في سوتشي في 22 تشرين الثاني (نوفمبر). والوتيرة التي تجرى بها هذه اللقاءات غير مسبوقة، وهدفها أغلب الظن هو اعطاء جواب للخطوات السعودية ضد إيران وحزب الله، بدعم من أميركا وإسرائيل. اضافة اعلان
وأشارت مصادر مطلعة في القدس إلى أن سلسلة اللقاءات المكثفة هذه تستهدف السماح للاعداد السريع لاتفاق بين الدول الثلاث حول صورة سورية في اليوم التالي للتسوية الدائمة. وحسب المصادر، فإن الحديث يدور عن خطوة مقلقة جدا لإسرائيل، إذ لا شك أن هذا المحور سيمس بالمصالح الإسرائيلية في الساحة السورية قبيل كل تسوية دائمة.
في إسرائيل يتخوفون من أن يكون توثيق أواصر هذا المحور يثبت التواجد الإيراني في سورية ويسمح بحفظ المصلحة الإيرانية فيها، ولا سيما في ضوء الاتفاق الروسي الأميركي الذي وقع مؤخرا في المسألة السورية. فهذا الاتفاق يؤدي عمليا إلى انهاء التواجد الأميركي في المنطقة والتخفيف الكبير للتواجد الروسي على الارض السورية. وإلى هذا الفراغ، كما يخافون في إسرائيل، سيدخل الإيرانيون، باسناد روسي،  لحماية نظام الأسد. وفي الغرب يقدرون أن الرئيس بوتين سيعلن عن اخراج أساس القوات الروسية من سورية ابتداء من نهاية كانون الأول (ديسمبر)، في اثناء انعقاد طاقم القيادة العليا الروسية الذي يقف على رأسه.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أمس بعد لقاء الوزراء بانه بحثت في المحادثات الشروط الثلاثة لتخفيض مستوى العنف في ما يسمى "المنطقة الخامسة" في سورية. والمعنى هو أن الروس، الاتراك والإيرانيين توصلوا إلى تفاهمات حول النفوذ التركي في شمال سورية، في منطقة ادلب- عرفان، المجاورة للحدود مع تركيا. ويدور الحديث عن اتفاق مصالحة اقليمية يمس بمصالح الاكراد السوريين، الذين يسيطرون على اجزاء من هذه المنطقة. ويأتي التحالف التركي مع الروس للتخريب على السياسة الأميركية التي تؤيد مصالح الاكراد السوريين في المنطقة.
وبالتوازي شدد الروس أعمال القصف في معقل داعش الاخير في سورية- البوكمال. وأعلن الروس أن طائرات القصف الاستراتيجية اجتازت سماء إيران، وهو مؤشر آخر على توثيق التعاون.
وكجزء من تدخل الروس في سورية، فقد استدعوا أيضا نحو ألف من رؤساء العشائر السوريين إلى اجتماع يعقد في سوتشي، بهدف اشراكهم في الحوار حول المصالحة الوطنية وكتابة الدستور السوري الجديد. وهؤلاء رؤساء عشائر مسلحة، يتواجدون في اجزاء مختلفة من سورية ويحتفظون بميليشيات مسلحة؛ بعضهم قاتلوا ضد نظام الاسد. يحاول الروس مصالحتهم مع النظام والقبول بحكم الاسد.
أمس دمرت دبابة عسكرية إسرائيلية موقعا سوريا في شمال هضبة الجولان بسبب خرق اتفاق فصل القوات بين الدولتين في العام 1974 والذي يمنع الاحتفاظ بقوات وبناء مواقع بحجم معين في مناطق تخفيف تواجد القوات التي تقررت بعد حرب يوم الغفران.