‘‘التوتر‘‘ الشديد.. حينما تفقد قدرة التمييز بين الخطر والأمان

إسراء الردايدة

عمان- حينما يتعلق الأمر بالتوتر، فإن طريقة التفاعل تكون مختلفة، بحسب قدرة الفرد على التحمل، وانعكاس ذلك على صحته البدنية والعقلية.اضافة اعلان
وعلى سبيل المثال، فإن الطريقة التي تتعامل بها مع زميل يزعجك، او مع الأزمة المرورية المستفزة، وطوابير الانتطار خلال التسوق، وحتى الاستعجال من أجل الوصول في الموعد المحدد لاجتماع ما، كل ذلك يسبب التوتر، ونتائجه تظهر على صحتك العقلية بعد 10 أعوام.
موقع "سيكولوجي توداي يورد"، يبين أن هنالك خمس طرق يتعامل بها الأفراد مع التوتر كمفتاح أساسي للاستجابة. وتختلف ردود الفعل إزاء التعامل مع التوتر، فالبعض يفقد السيطرة على نفسه، ولا يعود قادرا على التجاوب والتعاطي مع مجريات الأمور.
وآخرون يتقبلون الوضع برحابة صدر ويتصرفون بهدوء، وكأن شيئا لم يكن، ويحتاج البعض إلى وقت لاستيعاب ما حولهم، ولن يمر ذلك من دون حدوث ضجة قبل أن يتم الرضوخ للأمر الواقع لدى آخرين، إلا أن أبرز هذه الاستجابات للتوتر من قبل الأفراد عموما هي:
- تجميد الاستجابة، بحيث يصبح الفرد وكأنه "مشلول" أو يشعر بإفراط في اليقظة والنشاط الزائد.
- استجابة قتالية؛ حيث يشعر بالقدرة التنافسية، العدوانية، أو بحالة من الدفاع، والجسد يكون بوضعية القتال.
- استجابة الطيران، التي ارتبط اسمها بوضعية الطيران بالهواتف التي تعني السعي للهرب وتجنب المواجهة وحتى الانسحاب.
- استجابة التحدي، الطريقة التي تفكر بها عند التوتر مهمة بشكل كبير في طريقة المعالجة؛ حيث ينظر البعض للتوتر على أساس أنه تهديد، فيما آخرون يرونه كنوع من التحدي.
ومع شعور الاستجابة للتحدي، تحصل على طاقة إضافية، ويرتفع معدل نبضات القلب، ومستوى تدفق الادرينالين وهو يختلف عن وضع استجابة الطيران، لأنك تكون أكثر تركيزا كبديل للشعور بالخوف، كما تختلف نسبة إفراز هرمون التوتر.
والنتيجة، تعزيز مستويات التركيز وارتفاع الأداء ومزيد من الثقة. وهؤلاء الذين ينظرون للتوتر والإجهاد كتحد هم أقل شعورا بالقلق والاكتئاب ولديهم طاقة عالية وقدرة على الإنجاز.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من القلق يؤثر ذلك في سلوكياتهم، ويعانون من اليقظة المفرطة؛ حيث يميلون للانتباه بشكل مفرط وباهتمام مبالغ فيه للتهديدات، وفي الحالات القصوى يمكن أن يصبح أي شيء مصدر تهديد لهم ومحفزا يطلق سلوكهم نحو الدفاع.
ومع ارتفاع حدة التوتر، يفقد الفرد قدرته على التمييز بين الخطر والأمان، ويميل آخرون لتجنب المواجهة والهرب، باعتبار أنها مشاعر غير سارة؛ حيث تغدو أدمغتهم معتادة على التجنب والهرب من أي مصدر يهدد راحتهم والتفريق بين ما هو صواب وما هو غير حقيقي. ومع الوقت يعتقد الشخص بفرضية خاطئة أن لديه القدرة والقرار على تجنب الخطر وأنه أمر واقع ويمكنه التحكم به.
حين يتمكن الفرد من قياس ردود الفعل والتصرفات في وقت التوتر، وبمجرد تحديد كيفية تعامله معها، فإن الحل يكمن باستراتيجيات بديلة، والخطوة الأولى على هذه الطريق هي السيطرة على التوتر مع الانتباه إلى أن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، إلا أن الوسائل المعتمدة تساعد على التسريع من عملية التغيير نحو الأفضل.
كما أن أنماط الاستجابة تختلف من فرد لآخر بحسب قدرته على مواجهة الضغوطات والتعامل مع التحديات، والخبرات الحياتية والطريقة التي ينظر بها للأمور هي مفتاح المواجهة وتحدث فرقا كبيرا في معالجة التوتر وأسبابه.