التوتر يعيد صياغة شكل الدماغ ويؤثر سلبا على وظائفه

التوتر يعيد صياغة شكل الدماغ ويؤثر سلبا على وظائفه
التوتر يعيد صياغة شكل الدماغ ويؤثر سلبا على وظائفه

 

ترجمة: مريم نصر

عمّان – اكتشف العلماء أن التوتر، الذي يشمل التوتر العقلي النفسي والعاطفي، يعمل على إعادة صياغة شكل الدماغ ويسبب أذى دائما للبشر والحيوانات، على حد سواء.

اضافة اعلان

ويقول عالم علم الاعصاب في جامعة روكفيلر بنيويورك بروس ماك أوين "التوتر يجعل خلايا الدماغ تتقلص أو تنمو" ويرى أنه يؤثر على النظام العصبي.

ويبين أن التوتر يقلق تطور الدماغ، الذي يعيد برمجة نفسه بعد التجارب المبكرة من التوترات.

التوتر المبكر الذي ينشأ لدى الجنين في الرحم، وفق أوين، يمكن أن يؤدي إلى تغيرات غير مرغوبة في التصرفات والقدرة على التعلم والتذكر، إلى جانب إحداثه خللا نفسيا.

طبيبة الأعصاب تالي بارام تشير إلى أن التوتر الذي يصيب المرأة قبل الولادة "قد يغير الدماغ إلى الأبد"، إلى جانب تغييره للجينات، فـ "التوتر البسيط والقصير قد تكون له أضرار وخيمة".

تصف بارام عملها مع فئران المختبر، وكيف منعتهم من الحركة مدة 5 ساعات، وعرضتهم إلى موسيقى الروك الصاخبة، الأمر الذي أثر على عمل موصلات الاعصاب، حيث تم اجراء صورة طبقية للدماغ وتبين حجم الضرر الناجم.

وترى أن ذلك الاختبار هدف إلى تسليط الضوء على الأسباب التي تجعل المرء يفقد القدرة على اكتساب المعلومات في الظروف التي يتعرض خلالها للتوتر.

وتأمل بارام أن يتمكن أطباء الأعصاب من اكتشاف دواء يمنع حدوث الضرر الناجم عن التوتر.

التوتر المزمن يؤثر أيضا على الدماغ، بحسب ما يبين الباحث فريد هيلمستيتر من جامعة ويسكانسن، ويقول في تجربة قام بها على الفئران تعرضت إلى توتر طويل، ما أدى إلى تقلص خلايا الأعصاب في الدماغ لديها بمعدل 3%.

كما أجرى فريق ضم باحثين من جامعة ستانفورد الأميركية، دراسة رصدت تأثير تعرض الطفل للتوتر على الدماغ، بعد أن تبين لهم من خلال تجارب أجريت على فئران المختبر، أن هرمون “الكورتيزول” الذي يفرز في حالات التوتر يؤثر سلبا على النسيج والنظام العصبي.

وأجريت الدراسة على مجموعة من الأطفال تم وضعها تحت عوامل سببت لها توترا بسيطا، ثم أجري لها فحوصات لقياس مستوى هرمون “الكورتيزول” في الدم، ليتم تصوير الدماغ تصويرا طبقيا لتقييم حالتها.

وتبين بعد الفحوصات أن الأطفال أصيبوا بما يعرف بـ "التوتر بعد الصدمة" الذي يؤثر على مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن التذكر والتعلم.

عالم الاعصاب نيم توتنهام أجرى دراسة على الاطفال الذين تم تبنيهم من دور الأيتام، ممّن عانوا توترات في حياتهم، وعدم قدرة السيطرة على المشاعر.

وأظهر الفحص الطبقي للدماغ أن لدى هؤلاء الأطفال نشاطا غير اعتيادي في منطقة "اميغدالا" المسؤولة عن المشاعر. ويقول توتنهام "إن البيئة التي ينشأ فيها الطفل يمكنها أن تؤثر على الطريقة التي يفصح بها الطفل عن مشاعره" ويبين أنها تكون غير منتظمة ما يسبب ضررا أبديا.

الباحث سيمون سبينيلي من معهد الصحة الوطني في بيثيسادا، أجرى اختبارا على قردة أخذوا من أمهاتهم بعد يوم من ولادتهم، وتبين خلال فحص تصوير طبقي أجري بعد مرور عامين، أن المنطقة المسؤولة عن المشاعر في الدماغ أصبحت كبيرة، ما يدلل على حجم تأثير التوتر على شكل الدماغ.

ويرى سبينيلي أن التعرض للتوتر في بدايات العمر له تأثيرات سلبية على طريقة تطور الدماغ، وأدائه للمهمات، مبينا أن ذلك قد يؤدي ذلك إلى إصابة المرء بالتوتر الدائم. ويقول ماك أوين "التوتر يبدأ في الدماغ، إنه في رؤوسنا".