"الجائحة" تزيد رخاء الأثرياء وتضاعف شظف الفقراء

Untitled-1
Untitled-1
عواصم- 2020، الملقب بجدارة بـ"عام كورونا"، الذي طوى صفحته بعد أن دفن أكثر من 1.8 مليون ضحية للفيروس القاتل، وضع الاقتصاد العالمي في حال من الغيبوبة لم يشهد مثلها، حتى إبان الحروب الكبرى، كما دمر سبل المعيشة لملايين الأسر. إلا أن ذلك العام زاد الفقراء 115 مليون إنسان، كما زاد من ثروات كبار الأغنياء بمعدلات قياسية في بعض الأحيان، ليحقق المثل الشهير "مصائب قوم عند قوم فوائد". وقال البنك الدولي إنه يتوقع أن يرتفع معدل الفقر المدقع هذا العام لأول مرة منذ أكثر من عقدين؛ حيث من المتوقع أن يدفع فيروس كورونا ما يصل إلى 115 مليون شخص إلى هذه الفئة. وأوضح البنك أن الوباء يؤدي إلى تفاقم قوى الصراع وتغير المناخ، والتي تعمل بالفعل على إبطاء جهود الحد من الفقر. ويعرف الفقر المدقع بأنه العيش على أقل من 1.90 دولار في اليوم. وستكون الزيادة المتوقعة هي الأولى منذ العام 1998، عندما هزت الأزمة المالية الآسيوية الاقتصاد العالمي. وفي سياق معاكس، يفيد تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بأن أصحاب الثروات العشرين الأكبر في العالم قد ازدادت ثرواتهم هذا العام، باستثناء 3 منهم فقط، بنسبة 24 % على العام الماضي. وكان الإسباني، أمانسيو أورتيغا، صاحب شركة "إينديتكس" للملبوسات هو الذي سجلت ثروته أكبر الخسارات؛ إذ تراجعت بمقدار 7300 مليون دولار، فيما كان الفرنسي برنارد آرنو صاحب مجموعة "LVMH" للمنتوجات الفاخرة الوحيد غير الأميركي على قائمة الثروات العشر الأولى في العالم. كالعام السابق، تصدر الأميركي جيف بيزوس، قائمة أثرى أثرياء العالم؛ حيث كانت شركته الرئيسية "أمازون"، المستفيد الأكبر من تدابير الإقفال التي فرضتها الدول لمواجهة الجائحة، وذلك بسبب من الإقبال الكثيف على التجارة والمشتريات الإلكترونية، ما أدى إلى ارتفاع قيمه أسهم الشركة بنسبة 75 %، وبلغ رأسمالها 1600 مليار دولار. ويفيد التقرير بأن ثروة بيزوس بلغت 194 مليار دولار نهاية العام الماضي؛ أي بزيادة قدرها 79 مليار دولار على العام 2019. وحل في المرتبة الثانية الأميركي من أصل جنوب إفريقي، إيلون ماسك، مؤسس شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية، التي تجاوزت قيمتها في السوق المالية 100 مليار دولار مع نهاية العام الفائت، لتبلغ ثروته 161 مليار دولار. وكانت ثروة ماسك قد ازدادت منذ بداية الجائحة حتى نهاية الشهر الماضي بمقدار 133 مليار دولار؛ أي بنسبة 482 % على العام 2019، ليصبح ثاني أغنياء العالم. وفي المرتبة الثالثة، جاء بيل غيتس الذي زادت ثروته بمقدار 18 مليار دولار في عام الجائحة، لتصل إلى 131 مليار دولار، يخصص قسماً منها لمؤسسته الخيرية الناشطة في تمويل مشاريع إنمائية وصحية في بلدان العالم النامي. وتتوقع أوساط مالية أن تحقق ثروة بيل غيتس قفزة كبيرة خلال هذا العام بعد أن استثمر مبالغ ضخمة في شراء أسهم وحصص في شركات الأدوية التي تنتج لقاحات ضد فيروس "كورونا". لكن صاحب القفزة الأكبر في قائمة كبار أثرياء العالم خلال عام "كوفيد 19"، كان الصيني زون شانشان، الذي لم يكن معروفاً في العام الماضي، وتمكن من مضاعفة ثروته 11 مرة في أقل من 12 شهراً بفضل المبيعات القياسية التي حققتها شركته لتعبئة المياه المعدنية الأكثر مبيعاً في الصين. وقد ازدادت ثروة هذا الصحفي السابق بنسبة 997 %، لتبلغ 68 مليار دولار، وينتظر أن يحقق هو أيضاً أرباحاً قياسية هذا العام بعد أن استثمر قسماً كبيراً من ثروته في شركات إنتاج اللقاحات ومختبرات تطوير الجيل الجديد من الأدوية. ويحتل الرجال 17 مركزاً في قائمة أصحاب الثروات العشرين الكبرى بعد أن كانوا 16 في العام الماضي. وقد حلت الفرنسية فرنسواز بيتانكور، صاحبة شركة "لوريال" لمستحضرات التجميل في المرتبة الأولى بين أثرى نساء العالم، بعد أن زادت ثروتها بنسبة 30 % على العام الماضي، لتبلغ 67 مليار دولار. وجاء ترتيب الأميركية أليس والتون صاحبة شركة "وول مارت"، ثانية بين النساء بثروة قدرها 62 مليار دولار؛ أي بزيادة 18 % على العام الماضي. وحلت بعدها الأميركية أيضاً ماكنزي سكوت، زوجة جيف بيزوس السابقة، التي حصلت على 4 % من أسهم شركة "أمازون" بموجب عقد طلاقها، ما أدى إلى زيادة ثروتها بمقدار 23 مليار دولار في عام الجائحة. تجدر الإشارة إلى أن معظم المدرجين على قائمة أصحاب الثروات العشرين الكبرى في العالم قد استثمروا مبالغ ضخمة خلال العام الماضي لشراء أسهم وحصص في شركات لصناعة الأدوية، وإنتاج مستلزمات الوقاية الصحية، ومنصات التجارة الإلكترونية، وشركات إنتاج وتوزيع المواد الغذائية العضوية.-(وكالات)اضافة اعلان