الجانب الإيجابي من العزلة.. هل ندركه؟

Untitled-1
Untitled-1
علاء علي عبد عمان- اعتاد المرء منذ القدم على السعي لتعلم كل ما من شأنه مساعدته على عيش حياته بأفضل صورة ممكنة. لكن، مع الأسف، فإن الكثير من الناس وبالرغم من أنهم مطلعون على الكثير من الأمور التي تحقق لهم ما يريدون بالفعل، إلا أنهم يغفلون عن تعلم أهم شيء في حياتهم، تعلم فهم أنفسهم. لذا نجد أن من ما يزالون يبحثون عن وظيفة تناسبهم ومن يشغلون منصب الإدارة في أكبر شركات العالم يتحججون بالحجة نفسها من أنهم لا يجدون الوقت الكافي لأنفسهم وأنهم لا يحتاجون للتعرف على أنفسهم أصلا. الواقع أننا جميعا بحاجة للتعرف على أنفسنا كون هذا الأمر يجعلنا أكثر وعيا بما يدور حولنا وبأسباب ردود أفعالنا نحوه. تعرف المرء على نفسه يكشف لنا الجانب الإيجابي من العزلة المؤقتة والتي من خلالها نستطيع اكتشاف أنفسنا بشكل واضح ودقيق. لكن المشكلة أن العزلة تسبب للكثيرين رعبا يفوق التوقعات. ففي إحدى الدراسات التي أجريت العام 2014 في جامعة فيرجينيا الأميركية، تبين أن 67 % من الرجال و25 % من السيدات يفضلون التعرض لصعقة كهربائية عن بقائهم وحدهم مدة 15 دقيقة فقط. وعلى الرغم من الثورة التكنولوجية التي نعيشها في عصرنا الحالي والتي جعلت من العالم قرية صغيرة تربط بين الجميع بصرف النظر عن المسافات التي تفصلهم، إلا أن هذه الثورة لم تتمكن من ربط المرء بنفسه بل جعلته أكثر ابتعادا عنها. فيما يلي سنستعرض عددا من الجوانب الإيجابية لدقائق يومية من العزلة: - فرصة لإعادة ترتيب الأهداف:جلوس المرء في مكان هادئ مع نفسه ولو لبضع دقائق يوفر له الفرصة كي يعيد ترتيب أوراق حياته، بمعنى أن يقوم بإعادة تنظيم أولوياته وتحديد الأهداف التي يريد أن يكملها والأهداف التي تحتاج لتعديل أو إلغاء كونها لم تعد بالأهمية ذاتها التي كانت في السابق. لتحقيق هذا الأمر، قم بإغلاق باب غرفة نومك لو كنت في المنزل أو أغلق مكتبك وضع لافتة "الرجاء عدم الإزعاج" على الباب. وبالطبع قم بإغلاق هاتفك الذكي وجهاز الكمبيوتر الخاص بك. - إعادة تنظيم المرء لمشاعره: تماما كما هو الدواء الذي نحاول تجنبه نظرا لطعمه السيئ بالرغم من علمنا بفوائده، فمن الطبيعي أن يشعر المرء بالضيق عندما يغلق على نفسه الباب ليختلي قليلا بنفسه، على الرغم من علمه ما لهذا الأمر من فوائد. وكإضافة على الفوائد التي قد تكون مألوفة لدى البعض، تبين أن للعزلة القدرة على مساعدة المرء على أن يعيد تنظيم مشاعره بحيث يتمكن من السيطرة على الأفكار السلبية التي تتدفق في ذهنه. أيضا يصبح المرء أكثر قدرة على السيطرة على انفعالاته بحيث يصبح أكثر هدوءا وأكثر قدرة على منح نفسه الفرصة قبل أن يتفاعل مع أي حدث يتعرض له.اضافة اعلان