الحالة الوطنية تغلف أجواء ‘‘الفيصلي والجزيرة‘‘

لوحة وطنية جميلة عبرت عنها جماهير الفيصلي في المدرجات اول من أمس - (تصوير: جهاد النجار)
لوحة وطنية جميلة عبرت عنها جماهير الفيصلي في المدرجات اول من أمس - (تصوير: جهاد النجار)

مصطفى بالو

عمان- شاهد عيان، ترجل في المكان حيث ستاد عمان، موطن لقاء الفيصلي والجزيرة في ذهاب دور الأربعة من مسابقة كأس الأردن، وحركه الشعور الوطني الذي تكلم وتعالى صوته على المدرجات، وألغى الإنتماءات النادوية، واجتمع على حب فلسطين وتأكيد القدس عاصمتها الأبدية، في الوقت الذي طلت فيه صور ايجابية في الملعب واخرى سلبية، والتي ندخلها في باب الحياد تبعا لمصلحة الكرة الأردنية.اضافة اعلان
الشعور الوطني
إنسان اجتاح قلوب كافة الجماهير بعفوية، وتغلف بشعور أردني عروبي إسلامي صوب أولى القبلتين، ونادى أقرانه الشرفاء بالانتصار للقدس والأقصى، رفضا لإعلان الرئيس الأميركي رونالد ترامب ان القدس عاصمة الكيان الصهيوني، وهو شعور الجماهير الفيصلاوية على كثرتها والجزراوية رغم قلتها، والتقى مع الشعور الوطني الذي نقلته شوارع محافظات المملكة التي غصت بالمظاهرات الرافضة للقرار.
جماهير الفيصلي تبدع في رفع "تيفو" فلسطين بداية اللقاء، وهو الذي اخذ اللاعبين إلى هناك إلى اولى القبلتين وثالث الحرمين بالقدس، وتعاظم الشعور الوطني مؤكدا على الهوية العربية للقدس، وعاصمة فلسطين الأبدية، وسط هالة من الأهازيج التي تغنت في فلسطين ونضال شعبها، تأكيدا للموقف الأردني قيادة وشعبا، الداعم للقضية الفلسطينية وعدالتها، والتي تناست المنافسة الكروية، وقدمت جماير الفيصلي والجزيرة لوحة وطنية أردنية عربية فلسطينية بقيت تتسيد الموقف في الملعب.
منصة الصحفيين والجماهير
لو مرت عدسة أحد الزملاء المصورين منصة الصحفيين في ستاد عمان الدولي خلال احداث المباراة، بالتأكيد ستطرح سؤالا ملحا مفاده:" أين هم الصحفيون؟"، وهو السؤال الذي نبحث عن اجابته لدى المسؤولين عن التنظيم في اتحاد الكرة والجهة الأمنية المسؤولة، في الوقت الذي ترفع فيه القبعات احتراما للجماهير وتوافدها وازدحامها خلف فريقها المفضل، لكن نسأل اتحاد الكرة عن التنظيم والترتيب الذي غاب عن منصة الصحفيين والتي اكتظت بالجماهير، والغريب ان المنسقيين الإعلاميين لدى اتحاد الكرة، انهالوا في وضع التجهيزات اللازمة للصحفيين، لاسيما تشكيلة الفريقين أمام جميع الجماهير التي احتلت منصة الصحفيين، متوقعين انهم من الإعلاميين جاؤا لتنفيذ واجبهم الإعلامي للمؤسسات الإعلامية التي ينتمون لها، لا ظنا منهم انهم جماهير جاءت لتؤازر فريقها، وتظهر انفعالها مع الاحداث وردود افعالها، وهو حقها الطبيعي، لكن في مكانها الطبيعي والمحدد لا في مكان عمل الإعلاميين.
ولعل تواجدهم في مكان الإعلاميين، يغيب الأجواء التي من المفترض تأمينها من قبل المعنيين في اتحاد الكرة والجهات الأمنية، فضلا عن فقدان الصحفيين عنصر الأمان فيما لو اصطدمت الجماهير مع بعضها، إلى جانب عملية الإرباك التي تصيب عملهم التي يفقدها تفاعل وردود وصرخات الجماهير، ولعل ازدحام الجماهير ايضا على بابة دخو الصحفيين، تعبر عن الموقف وسط جدال مع عناصر الدرك للدخول الى الملعب، ولعل ما يبرر ذلك حملهم لباجات او تذاكر موسمية تخولهم الدخول إلى المنصة وهو الخلل الذي يحاسب عليه كل من له علاقة في اتحاد الكرة.
"أبيض وأسود"
الصورة تلونت باللونين الأبيض والأسود، حين بلغت الحضارة والثقافة والوعي تارة، تلك التي جسدتها الاحداث التي اعقبت نهاية المباراة، عندما بادرت جماهير فريق الفصلي باتجاه الملعب-يمينا ويسارا، النداء على لاعبي الفريق والاحتفاء به وكأنه الفريق الفائز، رغم الخسارة أمام الجزيرة بنتيجة 0-2 التي وقد تغيبه عن المشهد النهائي للبطولة.
الأبيض في الصورة يؤكد وفاء وانتماء وعشق الجماهير لفريقها، وعكست احترام العرض الذي قدموه رغم اللعب بصفوف منقوصة منذ الدقيقة السابعة من عمر المباراة، وثقتهم بإمكانية عودة فريقهم في مباراة الرد بعد أيام قليلة، وتحفيزا لهم لترتيب اوراقهم في المباراة المقبلة، في الوقت الذي ظهر فيه اللون الأسود القاتم مع بعض الألفاظ النابية التي وجها نفر من جماهير الفيصلي، الى احد لاعبي الفريق المنافس، ما خلق فوضى على المدرجات بسبب وجود أقارب لهذا اللاعب بين جماهير الفيصلي، ليحدث الخلاف الذي تدخل فيه العقلاء وقوات الدرك لاحتواء الموقف وسط شجب اغلبية جماهير الفيصلي لهذا التصرف.