آخر الأخبار حياتناحياتناكورونا

الحد من التجمعات العائلية.. ثقافة إيجابية تغزو البيوت للحماية من “كورونا”

تغريد السعايدة

عمان- تداعيات اجتماعية وإجراءات عائلية حرصت العديد من الأسر الأردنية بعد تداعيات ظهور عدة حالات تم اكتشافها مصابة بفيروس الكورونا، وتزامنت تلك الاحتياطات مع مجموعة من الإجراءات التي قامت بها الحكومة في محاولة منها للحد من انتشار المرض ومحاصرته.
وعبر صفحتها على فيسبوك، قدمت هنادي اعتذارها لجميع الأصدقاء بسبب عدم قدرتها على استقبال الزوار لهذه الفترة الحرجة، في محاولة منها لحماية نفسها وأسرتها من مخالطة الآخرين، كنوع من المسؤولية الاجتماعية التي تحتم عليها أن تكون جزءا منها، لحماية المجتمع ككل، وتطبيقا لتلك الاحترازات.
وهو الحال الذي قررت فيه عبير حازم أن تستبق قرارات الوزارة، وتعطل ابنتها التي تبلغ خمسة أعوام من الروضة، والجلوس بمرافقتها في البيت، حفاظا منها على حماية ابنتها، والحرص على الابتعاد عن التجمعات التي يمكن الاستغناء عنها، جراء ظروف انتشار الكورونا في العالم أجمع، وتحويل حالة المرض إلى “جائحة” تؤثر على مختلف دول العالم.
وقررت عائلات لديها مناسبات “أفراح أو بيوت أجر” أن تقوم بتقليص عدد أيام العزاء، والاكتفاء بها عند الدفن، كما في عائلة أنس التي نشرت عبر صفحة أحد أفراد الأسرة على فيسبوك عن انصياعها التام لإجراءات الحكومة الاحترازية، وقررت من خلال إعلان الوفاة عبر مواقع التوصل الاجتماعي أن يكون “العزاء بدون بيت أجر وعدم استقبال المعزيين”، وذلك بناء على الإجراءات الاحترازية من قبل الحكومة.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام امجد عودة العضايلة أعلن انه وبناء على التطورات المحلية والعالمية لانتشار فيروس كورونا المستجد، واستمرارا للإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة سابقا قرر مجلس الوزراء اليوم ما يلي؛ تعطيل جميع المؤسسات والدوائر الرسمية، باستثناء قطاعات حيوية يحددها رئيس الوزراء، بناء على تنسيب الوزير المعني.
وأكد مجلس الوزراء على عدم مغادرة المنزل إلا في الحالات الضرورية القصوى، وتعطيل القطاع الخاص باستثناء القطاع الصحي كاملا، وقطاعات حيوية يحددها رئيس الوزراء بناء على تنسيب وزير الصناعة والتجارة والتموين، واتباع قرارات وزارة العمل بخصوص شؤون العاملين.
إلى ذلك، منع التجمع لأكثر من 10 أشخاص، ومنع التنقل بين المحافظات، وقف العمليات والمراجعات الطبية ويقتصر العمل على الحالات الطارئة والعمليات الطارئة، وتوقيف طباعة الصحف الورقية كونها تسهم في نقل العدوى، وتعليق عمل وسائل النقل الجماعي.
إلى ذلك، بقاء عمل الصيدليات والمراكز التموينية والمخابز وسلاسل توريد الغذاء والدواء والمياه والكهرباء والمحروقات.
وتطبق هذه القرارات اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء، ولمدة أسبوعين.
كما أعلن العضايلة خلال إيجاز صحفي عقده في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ظهر اليوم أن الحكومة اطلقت موقعا إلكترونيا توعويا يتيح كامل المعلومات حول الإجراءات التي تتخذها الحكومة للحد من انتشار المرض.
وكان رئيس الوزراء عمر الرزاز قد أعلن بداية الأسبوع الحالي مجموعة من الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد في ضوء التطورات العالمية المتسارعة وبهدف حماية الوطن والمواطنين من ظهور حالات جديدة، والقدرة على استيعاب تلك الإجراءات الوقائية.
ولحرضها على سلامة ابنائها واحفادها، قررت أم علي أن تضع عبوة من المعقم عند باب البيت، وذلك لاستخدامها من قبل زوار البيت، إلا أنها في ذات الوقت أخبرتهم بأنهم غير ملزمين بزيارة بيت العائلة، خاصة وأن بعضا منهم يقطنون في محافظات أخرى، وأنها تكتفي بالمحادثة عبر الهواتف، على حد تعبيرها.
وتقول أم علي أن أحد ابنائها رُزق بطفل قبل عدة أيام، لذلك، طلبت من ابنائها عائلتها الكبيرة أن يقتصروا على “المباركة عبر الهاتف الرسائل”، فهي ترى أن الحرص على التقليل من أعداد الزوار للأم والطفل هي الأولى الآن لحمايتهم من أي نوع من الأمراض المعدية وليس فقط الكورونا، مشيرة إلا أن أولادها بعد تسارع الأحداث قاموا بالفعل بعمل الإجراءات الوقائية التي تمنع التجمعات في بيوتهم وبيت العائلة، والتقليل من الزيارات التي يجتمع فيها الأطفال وكبار السن، علها تكون إجراءات كافية للحد من نشر الفيروسات.
وكان أخصائي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع قد بين لـ “الغد” خلال الحديث عن تداعيات “مرض كورونا” أنه من الأولى بمكان أن يكون هناك تغيير في السلوك الفردي الذي ينعكس على المجتمع ككل، لتكون تلك الوسائل طريقة وقائية للحد من انتشار الأمراض على اختلافها، وعلى الجميع أن يتقبل ويراعي تلك السلوكيات والثقافة الجديدة لبعض المجتمعات، والتي تعتبر متطلب حماية ضروري في مثل تلك الحالات الطارئة.
وشدد جريبيع على أهمية ترسيخ تلك السلوكيات لدى جميع الأفراد وان تكون أمرا مُسلما به ومُتبعا في كل وقت ومكان، في سبيل التأسيس لمجتمع صحي ومتعاون في حماية نفسه من الأمراض، وبخاصة مرض كورونا الذي يجتاح بسرعة كبيرة، وأن يكون هنالك وعي كبير وتعاون ما بين الجهات الرسمية والشعبية.
الخبير والمدرب التربوي الدكتور عايش النوايسة، يرى أن الأزمات تؤثر بشكل كبير في إحداث تغييرات كبيرة في ثقافة الناس وتعاملهم مع الأحداث المختلفة، وقد أفرزت الأزمة الحالية والمتعلقة بانتشار فيروس كورونا تغيرا كبيرا في ثقافة الناس وسلوكهم وتصرفاتهم وبشكل إيجابي في التعامل مع الأزمة والوقاية منها من خلال التخلي عن العديد من السلوكيات والتصرفات والعادات السلبية مثل تبادل القبل والتجمع غير المبرر في الأفراح وصالات العزاء وغيرها.
ويضيف أصبحنا نلمس تقبلا مجتمعيا عاما لذلك وهدفه الوقاية الشخصية والمجتمعية للخلاص من رعب المرض وسرعة انتشاره ولعل هذا ناتج عن الوعي المجتمعي الكبير الناتج عن انتشار وسائل الإعلام ونشرها للأخبار والأحداث بسرعة كبيرة، وعن وعي الأفراد في المجتمع لطرق الوقاية من كورونا وغيرها من الأمراض، وتلعب الثقافة الصحية لدى الناس دوراً كبيراً في إحداث هذا التغيير في العادات والتقاليد والتي كان مجرد التقكير فيها يعد تحدياً للمجتمع، فأصبح بمقدور الجميع تنظيم الزيارات والعلاقات المختلفة وما يرتبط بها من مشاركة في الأفراح والأتراح وغيرها.
هذا التغير الاجتماعي إيجابي لصالح العلاقات الطبيعية والتي تتوافق مع مصالح الناس وصحتهم وسلوكهم وعلاقتهم مع بعضهم البعض.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock