الحذر من "التسلل"

في معرض حديثه عن الإصابات بفيروس كورونا التي سجلت في الأردن قبل ثلاثة أيام، ذكر وزير الصحة د.سعد جابر، بأنها كانت إصابة واحدة ناتجة عن "حالة تسلل"، والمقصود هنا أن تلك الإصابة لم تكن في الحسبان، وحدثت من خلف الخطوط الدفاعية التي وضعتها وزارة الصحة للسيطرة على انتشار المرض، الذي نال أيضا من الحالة النفسية للناس في مختلف أرجاء المعمورة، نتيجة إجراءات العزل والحظر الجزئي والكلي لأسباب وقائية، ما غيّر من نمط حياة الناس وأصبح فضاء المعمورة أشبه بـ"ثقب إبرة".اضافة اعلان
ورغم التطور التكنولوجي الذي أصاب عملية التحكيم في شتى الألعاب، ومنها تقنية "عين الصقر" و"فار"، إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث أخطاء وتسجيل أهداف غير شرعية غيّرت النتيجة وأثرت عليها سلبا، وبالتالي أضاعت مجهودات فريق تعب كثيرا في الاستعداد لتحقيق الفوز، لكنه فوجئ بهدف "قاتل" جاء من حالة "تسلل".
هذا بالضبط ما يجب الانتباه له في هذه المرحلة الحرجة، التي يتوق فيها المواطنون للخروج من حالة الحظر بشكلها، وما ترتب عليها من آثار نفسية واقتصادية سلبية، ويتوقون بلهفة للعودة إلى الحياة الطبيعية، وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته للمواطنين قبل بضعة أيام "شدة وبتزول"، وسيعود الأردن بإذن الله إلى وضعه الطبيعي قريبا.
والحالة غير الطبيعية التي يعيشها العالم وتدخل في سياق "للضرورة أحكام"، و"درهم وقاية خير من قنطار علاج"، فرضت كلمتها وجعلت كثيرا من البرامج والأنشطة الضرورية والترفيهية معلقة حتى اشعار آخر، من دون القدرة على تحديد موعد يمكن من خلاله استرجاع الحياة الطبيعية، طالما أن ثمة تحذيرات متكررة من منظمة الصحة العالمية بضرورة التريث وعدم التسرع، تحسبا من حدوث موجة جديدة من فيروس "كوفيد 19"، الذي حيّر العالم بشأنه، فيما إذا كان طبيعيا ام صناعة صينية، في ظل الجدال الدائر بين الأميركيين والصينيين، وعدم التوصل لعلاج أو لقاح له.
ومع ذلك ثمة بوادر طيبة بأن الشهر المقبل ربما يشهد إنفراجة جيدة بشأن القيود المفروضة على الحركة، وإمكانية العودة بخطوات متدرجة ولكن أوسع حجما من ذي قبل، ومرتبطة بمحاذير طالما أن عداد الإصابات والوفيات لا يتوقف وتحديدا في أوروبا وأميركا.
وينتظر أن يعقد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) اجتماعات عبر تقنية الاتصال بالفيديو الأسبوع الحالي، للبحث في مصير مسابقاته المعلقة، لا سيما مع الاتحادات الوطنية للبحث "في التطورات المتعلقة بالبطولات الوطنية والمسابقات الأوروبية" لا سيما دوري الأبطال والدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".
العالم كله حائر وغير قادر على اتخاذ القرار، بشأن البقاء تحت قيود الحظر أو العودة إلى الحياة الطبيعية، طالما أن ثمة مخاوف من تسجيل أهداف غير شرعية، تتسلل من خلف الخطوط الدفاعية الصحية.