الحرف العربي في شهر التنزيل.. 17 فنانا بمعرض "حوار الحروف"

Untitled-1
Untitled-1

عمان - "حوار الحروف" هو العنوان الذي اختاره جاليري رؤى بعمان ليتناسب مع أجواء شهر رمضان المبارك ومناخاته التي يغلب عليها مظاهر التقوى والتسامح.اضافة اعلان
جاء الاهتمام بمعرض الحرف العربي في شهر رمضان لارتباطه بتنزيل القرآن الكريم الذي تطورت معه الكتابة العربية تاريخيا من الخط الكوفي القديم إلى الديجتال، وقد أفاد الفنان من الحروفية في منح العمل الفني هويته العربية.
في المعرض -الذي يتواصل طيلة شهر رمضان، وأهدي لروح الفنان الفلسطيني الراحل محمود طه (1942-2017)- شارك 17 فنانا من أربع دول عربية (الأردن، العراق، السعودية، سورية) بـ 52 لوحة تتنوع أنماط الأعمال الحروفية بين الكوفي القديم، والنسخ والرقعة والثلث. وتجاورت مع الخطوط بعض الفنون الإسلامية التي ارتبطت بالحروفية، ومنها الزخرفة بأنواعها النباتية والهندسية، التذهيب، الحفر، الخزف.
ارتبط الحرف مبكرا بالعمارة الإسلامية وهندستها، وكانت الكتابات الحروفية والزخرفة عماد الفن الإسلامي التي زينت بها جدران المساجد، ومنها المسجد الأقصى، وقبة الصخرة التي أفاد منها النحات الراحل محمود طه باستعارة الحروفية العربية كجزء من هوية العمل الفني الخزفي الذي يشتغل عليه الفنون، وكان وصف عمله بأنه "يحتشد في مسافاته على أشكال متعددة ومتنوعة من المعاناة، واستطعت أن أواجه الأحداث التاريخية والحياتية المتغيرة في مقاربة قضيتي والتعبير عنها".
ويمثل الحرف العربي بالنسبة للفنان محمود طه "مدونة لحياة شعب" فهي تؤصل وعيه من خلال المزج بين التاريخ والواقع والفن، موظفا حرف الثلث في أعماله بما يمتاز من مرونة ومقدرة على الامتلاء والانسيابية والجمال الذي تتفرد به لغة الضاد وحروفها.
وقد أفاد طه من حروفيات المسجد الأقصى وقبة الصخرة وزخارفها ضمن البناء الفني للكشف عن طاقة الحرف وجمالياته ووسيلة "للنضال وحماية هوية الأمة".
وكذلك ذهب الخزاف حازم الزعبي (الأردن) الذي أفاد من البناءات الزخرفية والحروفية لتكوين عمله منوعا على الخط الكوني والكتابات الحرة والأشكال الهندسية.
قالت مديرة الجاليري الفنانة سعاد العيساوي إن المعرض "يأتي ضمن مبادرات مؤسسة ولي العهد التي حملت اسم (ض) ويشارك فيه سبعة فنانين أردنيين، وعشرة من ثلاث دول عربية" موضحة أن "اسم المعرض جاء من فكرة الحوار بين الأجيال والأساليب والتقنيات ومقدار ما يثري فن الحروفية" مبينة أن الأعمال تشتمل على نصوص مختلفة إلا أن "المهم هو الفن والجمال الذي تقترحه اللوحة بلغة العصر".
ومن سورية شارك أكسم طلاع ومحمد غنوم وكلاهما يشتغل على الحروفية الكلاسيكية وتوليداتها الجمالية ضمن بلاغة التكرار وجمالياته الذي يمثل معه الخط صورة لنقل مأساة وطنه عبر التكرار المفردة التي تشبه الصراخ، وطني.. وطني.. وطني.
أما السعودي زمان جاسم فيعمل على الحذف والمحو لاقتراح تكوين متوازن باللوحة التي تتشابك فيها الحروف كرمزيات غالبا ما يصفها بأنها "رحلة روحية".
وغلب على أعمال الفنانين العراقيين استعادتهم للخط الكوفي القديم بتحديد إطار زخرفي مذهب على الورق بالأحبار الصينية لاقتباسات قرآنية أو نصوص شعرية أو مقولات وحكم وأمثال أو حروف مجردة، ومنهم عماد الظاهر الذي أفاد من مرونة الخط العربي لتقديم منحوتة نحاسية على شكل حصان من النحاس.
وتنوعت أعمال تركي عبد الأمير وعلي العبادي وجاسم محمد وحارث الحديثي وعباس البغدادي، في أساليبها وخاماتها وتقنياتها بين الحفر والألوان المائية والأكريلك والألوان الزيت.
كما شارك بالمعرض فارق لمبز الذي يشتغل على جماليات التكرار للمفردة الواحدة أو الجملة الكاملة، وفق طبقات بإزاحات تعتمد فكرة المسافة والزمن، منوعا على جملة من الخطوط وفق توظيف يتناغم فيه الشكل والمعنى مدرجا باللون بين تلك الطبقات لتعويض عناصر اللوحة بوضع حرف الكلمة لتشكل مركز اللوحة ثم الانتشار بامتداد الحروفيات التي يتناغم فيما التكوين.
أما الفنان محمد أبو عزيز فهو يركز على فكرة الفضاء باللوحة وامتدادات الحرف في الأفق منوعا بين الثلث والنسخ.
ويصف هذه المبادرة بأنها "ذات قيمة عالية في تنمية الذائقة الجمالية والحسية للمتلقي، خصوصا أنها تختار الحرف العربي عنوانا لها، وهو أساس هويتنا الثقافية والحضارية والثقافية ".
وعن مشاركته يقول "وظفت نصا شعريا على سطح اللوحة كنت كتبته على أحد أدراج مدينة عمان، وهي تجربة تنوع بين العمل الغرافيكي كأثر، وتصوير الحرف من خلال الكلمة كنص بصري بألوان الأكريلك".
ولم تبتعد أعمال الفنان عدنان يحيى عن تجربته السابقة التي ينثر فيها على سطح اللوحة مجموعة من الحروف اللامتعينة التي تغني العمل الفني وتمنحه هويته.
ومن الأردن أيضا، هناك تجارب على الحرف لاختبار طاقته التشكيلية لحسين الأزعط ورسمي الجراح ومحمد بلبيسي. - (الجزيرة نت)