ماذا يعني أن تعتقل مي سكاف وتسحب بعنف إلى سيارة الأمن ثم يلقى بها في مركز أمني وسط معاملة مهينة تمس الكرامة وتحط من شأن الإنسانية؟
تعالوا نرى المشهد من زاوية أخرى، نفترض أن الذي اعتقل هو فنان آخر من الفنانين الذين تم اعتقالهم.. كان خبر الاعتقال سيمر مثلما مر غيره من أخبار الاعتقالات التي طاولت عشرات، وربما مئات الطليعيين في حركة الشارع السوري.
لكن مي سكاف تحظى بكل هذا الاهتمام وهذه المتابعة؛ لأنها ضربت عصفورين بحجر واحد، أو كسرت قيدين في موقف واحد، فهي انتصرت لرسالة فكرية عظيمة ترفض الاستبداد والقهر والظلم والألم، وانحازت في الأوقات الحالكة إلى الشعب الحالم بالتغيير وبحقه الكامل في العيش في ظل دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون، وهي أيضا انتصرت لحق المرأة في المساواة، ليس من باب الكلام المنمق في الندوات المتخصصة، ولكن من موقع قيادة الشارع في التصدي للقمع والطغيان.
لقد شاركت أبناء وبنات شعبها في كسر حاجز العرف والتقليد الذي أراد للمرأة أن تكون دائما في الظل، وأن لا تتقدم أبدا خطوة واحدة إلى الأمام في سياق مبادرة التغيير.
ذلك الحاجز كان قد أراد للمرأة بأن تقصر بواجباتها الكبيرة، بحجة الأنوثة، غير أن الربيع العربي استطاع أن يترصع بأصابع نساء رفعن شارات النصر، وانتصرن لكرامتهن، وللحرية التي لا تعرف التمييز بين ذكر وأنثى.
ثمة نساء أدّين دورا أساسيا في مساندة فكرة التغيير، وكن لاعبات أساسيات في الحراك الجماهيري منذ بداية الربيع العربي، وها هي المرأة الآن تنتزع حقها بيدها، وتحارب النظرة الذكورية التي رسختها قيم وعادات مجتمعية بالية تحصر دور المرأة في تنظيف البيت وخدمة الزوج وإنجاب الأطفال.
نأمل بأن تكون بذرة التغيير التي قضت على الاستبداد والدكتاتورية؛ نواة تطاول مفاهيم وقيما وأعرافا مجتمعية حطت من قدر المرأة عبر عهود طويلة مضت، ونأمل بأن يكون الربيع طريقا معبدا لثورة تنتشلها من النظرة السلبية التي أحاطت بها، لتحرر صورتها من الظلم والكبت ومن الحالة السلبية والرجعية التي أعاقت تقدمها باتجاه تحصيل حقوقها.
ها هي المرأة العربية تدفع ثمن الحرية والخلاص من الاستبداد والظلم من الأنظمة مثل الرجل تماما. وها هي تخرج من عنق الزجاجة، وتثبت بأنها جزء لا يتجزأ من عملية التغيير، وبأن صوتها قادر على أن يعلو ويصدح تجاه حدث متعلق بقضية تخص بلادها، بعد أن كانت تهمس بصوت خافت لا يسمعه إلا هي.
في الربيع العربي، استطاع الرجل أن يكسر حاجز الخوف، وتمكنت المرأة العربية من أن تكسر حاجز العرف والتقاليد المتخلفة التي كانت ترهن التغيير بالمبادرة الذكورية فقط.
أيتها الحرية.. أيتها المؤنثة والمؤثثة بالحب: علّي صوتك بالغنا.. لسه الأغاني ممكنة!
المرأة الأم هي صانعة كل الرجال وحتى الأنبياء
نحن في واقعنا المادي ننظر الى المرأة من الجانب الظاهري .فنهلل عندما نراها تقود المسيرات الشعبية ، وتشارك الذكور في واجباتهم القومية ..وننسى أن كل الذكور قد خلقتهم ، وربتهم واعتنت بهم وأوصلتهم لما هم عليه الان ليتمكنوا من المشاركة بالمسيرات والثورات هي المرأة الأم ..ونحن لا نستغرب البته عندما نرى الذكور يطالبون بالعدالة الأجتماعية وبالحرية وبالأستقلال .ونستغرب عندما نري الاناث يشاركن ايضا ..المرأة والرجل متساويان في الحقوق والواجبات والمسئوليات .فاذا تمكنت اللمرأة ان تهبط على القمر ، وتتسلق الجبال ، وتنشيء العمارات والجسور وان يكن قاضيات ونشيطات في كل الأمور التي كانت حكرا على الرجال فلا غرابة اذن ان تتزعم المسيرات وأن تخطب بالرجال وتدخل المعتقلات والسجون ..فكثير من الدول الأوروبية والاسيوية والأفريقية اصبحت المرأة رئيسة للأحزاب ، ورئيسة دولة وقاضية في المحاكم الدولية .. المرأة هي الجناح الثاني للرجل .هما شريكان في الصراءء والضراء ..والمرأة العربية والجمدلله ، وخاصة المرأة الاردنية قد قطعت اشواطا طويلة لتساهم في بناء الدولة ، وأن تكون شريكة في اتخاذ القرارات ..فأنا اهنيء المرأة الأردنية من صميم قلبي لآنها اصرت بأن تلحق بالركب ، وتطلب المزيد من العلم والثقافة ، وأن تهتم بشئونها ومسئولياتها …ونصيحتي لها بأن تحافظ على انوثتها ولا تفقدها بزحمة المسئوليات لآنه هكذا ارادها الخالق ..وأقول للذكور حافظوا على رجولتكم لانها نعمة من عند الخالق..واما أنت ايتها الأديبه الشابة النشيطة فشكرا لمشاركتك في المسيرات في الاردن
مقال عظيم من انسانة عظيمة!
سلمت الأنامل كاتبتنا الرائعة…
هل أنت متأكدة انه ليست هناك دوافع اسلامية وراء تظاهرة مي اسكاف؟ أنا متأكد أنه لا بد أن يكون هناك خيط ولو رفيع، ربما مرت بجوار أحد المساجد في طريقها الى التظاهر!
ما أردت أن أؤكد عليه .. ان الربيع العربي هو ربيع الانسان العربي … بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو انتمائه، و أتمنى أن تكل أبواق النظم المستبدة عن ترديد الترهات القذافية التي تربط الثورات بالتحريك و التحريض الاسلامي … ألم نفهم بعد…؟؟؟
شكرا لك و شكرا للغد المتألقة للنشر
تعبنا من الثناء عليك ست جمانة
خسارة أن نكتفي بك ككاتبة و منظرة فقط ست جمانة! ربما لو وصل أمثالك من النيرين المستنيرين الى مواقع القيادة لكنا بحال غير هذا الحال.
لعل هذا الصوت يصل يوما و يجد صدى لدى أذن صاغية
أبدعت و أحسنت القول كعادتك