الحمل والكوابيس المزعجة.. ما الرابط بينهما!

الحمل والكوابيس المزعجة.. الآن بتنا ندرك الرابط بينهما!
الحمل والكوابيس المزعجة.. الآن بتنا ندرك الرابط بينهما!
ترجمة: سارة زايد- يمكن للحمل أن يؤرق راحة المرأة قبل وقت طويل من الولادة، إذ تشير الدراسات أن الكثير من النساء الحوامل يواجهن كوابيس واضحة، خاصة في الثلث الأخير من الحمل، لكن لماذا؟ إذا واجهتِ زيادة في أحلام الحمل المزعجة، فأنتِ لستِ وحدك، إذ وفقاً لدراسة نشرت في مجلة BMC Pregnancy and Childbirth، أبلغت النساء عن  تكرار الكوابيس  أثناء الحمل، كثير منها تعلق بالولادة أو الخطر على المولود الجديد. كما أجرى الباحثون مسحا لـ 406 من النساء الحوامل ليجدوا أنهن أبلغن عن كوابيس أكثر من الضعف بالمقارنة مع  النساء غير الحوامل. وفي كثير من الأحيان، كانت الكوابيس مرتبطة بالأطفال. دراسة أخرى نشرت في مجلة Sleep Medicine استطلعت 57 امرأة حامل كن في الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملهن. من بين اللواتي شملهن الاستطلاع، وصفت 32٪ وجود كوابيس أسبوعية و 21٪ أفدن بوجود أكثر من كابوس واحد في الأسبوع.

النوم المتقطع

يُعتقد أن معظم هذه الأحلام تحدث أثناء حركة العين السريعة (REM)، وهي اضطراب في النوم يحاكي المرء فيه أحلاماً غير سارة، غالباً ما يتخللها استخدام حركات مفاجئة وعنيفة للذراعين والساقين. يزيد اضطراب النوم المتكرر من احتمالية الاستيقاظ خلال مرحلة حركة العين السريعة من دورة النوم، مما يجعل الأحلام تبدو فورية أكثر ولا تنسى. وبالمثل، يمكن أن يحدث الأرق خلال جميع مراحل الحمل، ويمكن أن يكون هذا بسبب الإجهاد وعدم القدرة على الحركة أو الانقلاب بسهولة في السرير والحاجة إلى التبول بشكل متكرر. كما أن متلازمة تململ الساقين هي حالة أخرى تبدأ في كثير من الأحيان أثناء الحمل، وتتسبب في رغبة شديدة في تحريك الساقين، مما قد يقطع النوم ويؤثر على جودته.

تأثير الإجهاد

تقول الدكتورة والمعالجة النفسية والمتحدثة باسم مجلس المملكة المتحدة للعلاج النفسي، إيما هاينز، إن هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلنا نعاني من أحلام الحمل المزعجة. وتضيف: خلال فترة الحمل، يمكن أن تشعر المرأة بالتوتر والقلق. وبالقرب من ولادة الطفل، يمكن أن يتصاعد التوتر إلى مستوى مضاعف. كما أن الجوانب الوجودية مثل الخوف من المجهول قد تثير مخاوف بشأن الولادة، وكيفية التعامل مع آلام الولادة، وما إذا كان الطفل سيكون بصحة جيدة. وتشير هاينز: قد تتسبب هذه المخاوف بأن تختبر المرأة أحلاماً حول الطفل، خاصة بالقرب من الولادة. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث أن القلق والمشاعر السلبية المرتبطة بالحمل لا تزيد من احتمالية حدوث الكوابيس فحسب، بل تزيد من شدتها أيضاً.

القلق أكثر حدة في الليل

يمكن أن يؤثر القلق علينا في أي وقت من اليوم، ولكن غالباً ما يكون أسوأ بكثير أثناء هدوء الليل، لذلك قد تظهر المخاوف أو القلق في أدمغتنا اللاواعية أثناء نومنا. تقول هاينز: يبدو أن المخاوف تتضاعف في الليل، وإذا حاولنا النوم عند القلق أو التوتر، فمن المحتمل أن يكون نومنا سيئاً. وتضيف: إذا كانت المرأة قلقة بشكل خاص، فقد تتحول هذه الأحلام إلى كوابيس، والتي يمكن أن تجعل المرأة تصرخ، أو تسقط أثناء نومها.

مخاوف بشأن الولادة وما بعدها

مما لا يثير الدهشة، أن العديد من النساء يقلقن أثناء الحمل بشأن كيفية تعاملهن مع المخاض والولادة. يمكن أن تصبح هذه المخاوف أكثر حدة في الثلث الثالث من الحمل، حيث يبدأ الترقب في التزايد. ومع ذلك، من الشائع أيضاً أن يشعر الآباء الجدد بالقلق بشأن الطريقة التي سيتعاملون بها مع أطفالهم بعد الولادة.

التأثير على صحة الأم النفسية

تشير التقديرات إلى أن واحدة من كل خمس نساء تعاني اضطراباً في صحتها العقلية أثناء الحمل، لكن وصمة العار لا تزال مشكلة قائمة تحول دون مواجهة المرأة لمخاوفها. في كثير من الأحيان، يتم ردع النساء عن طلب الدعم النفسي لأنهن يخشين الحكم عليهن أو اعتبارهن أماً سيئة. نتيجة لذلك، يمكن أن تمر بمشاكل نفسية عديدة كالقلق والاكتئاب. يمكن أن تؤدي تجربة الكوابيس واضطراب النوم إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية، حتى بعد ولادة الطفل. إذ أشارت الدراسات أن الأرق أثناء الحمل قد يكون مرتبطاً باكتئاب ما بعد الولادة. تقول هاينز: يمكن أن تسبب الأحلام والكوابيس دوامة من مشاكل الصحة العقلية. فالحمل يثير الخوف وعدم اليقين والقلق والتوتر. يمكن أن تغذي الأحلام هذه الأمور، حيث يمكن للمرأة أن تتخيل أن الحلم قد يعني شيئاً عن الطفل.

كيف تتعاملين مع كوابيس الحمل؟

التحدث إلى الطبيب أو ممرضة التوليد إذا كنت تعانين من القلق أو الاكتئاب أو أي مشكلة أخرى تتعلق بالصحة العقلية أثناء الحمل، فمن المهم التحدث إلى طبيبك. تجريب العلاج تقول هاينز: يمكن أن يساعد العلاج النفسي حقاً، لأنه يعالج بشكل مباشر سبب القلق والخوف ويساعد النساء على مواجهة هذه الأسباب وتحديها. التحسين من روتين وقت النوم قد يساعد إجراء تغييرات صغيرة على روتينك المسائي في تحسين جودة نومك بشكل عام. هناك الكثير من الخطوات التي يمكن أن تساعد في إدارة مشاكل النوم، من إنشاء روتين مسائي إلى تجنب استخدام الهاتف ليلاً والحرص على النوم في نفس الوقت كل ليلة. التحدث إلى الأشخاص الذين تثق بهم إذا كنتِ تشعرين بالقلق أو الإحباط، فمن المهم التحدث إلى الأصدقاء والعائلة حول ما تشعر به. يمكن أن يكون الحمل فترة صعبة للغاية ومن الشائع أن تعاني من القلق أو مشاكل المزاج. قيلولة خلال النهار قد يكون أرق الحمل مرهقاً، لذا من المهم الحصول على قسط من الراحة قدر الإمكان. يمكن أن تكون القيلولة أثناء النهار طريقة جيدة لإعادة الشحن إذا كنتِ تكافحين من أجل النوم ليلاً. المصدر: Patient

اقرأ المزيد:

اضافة اعلان