الحوت الأزرق: ملك المحيطات مهدد بالانقراض

تستطيع الحيتان سماع بعضها بعضا عن مسافة تقدر بـ 1000 ميل-(أرشيفية)
تستطيع الحيتان سماع بعضها بعضا عن مسافة تقدر بـ 1000 ميل-(أرشيفية)

ترجمة: إسراء الردايدة

عمان- تعد الحيتان الزرقاء من أكبر الحيوانات التي عاشت على سطح الأرض، وتعد هذه الثدييات الرائعة الحاكمة للمحيطات بطولها الذي يصل إلى 100 قدم، أي 30 مترا، ووزن يصل لأكثر من 200 طن، أي 181 ألف طن متري، ولسانها يزن وزن الفيل، وقلبها بحجم مركبة صغيرة.اضافة اعلان
والحيتان الزرقاء تصل لهذا الحجم المحير نتيجة نظامها الغذائي المبني على الحيوانات الصغيرة، التي تسمى الكريل، وفي أوقات محددة من العام، فإن الحوت العازب البالغ، يستهلك نحو أربعة أطنان من الكريل في اليوم.
والحيتان الزرقاء هي حيتان البالين، أي أنها تملك لوحات مهدبة من المواد كالأظفار معلقة على الفكين العلوي. وتتغذى هذه الحيوانات العملاقة من خلال ابتلاع كمية هائلة من الماء أولا، وتوزيعها على الجلد المطوي في الحلق والبطن ليحتوياه.
ومن ثم يقوم اللسان العملاق للحوت، بدفع الماء خارجا، عبر تداخلات لوحات الألين لتبقى الكريل عالقة وراء المياه المدفوعة ويبتلعها الحوت.
وتبدو الحيتان الزرقاء بحق تحت الماء، ولكن على السطح تبدو أكثر زرقة مائلة للون الرمادي، وأسفل بطنها مصفر نتيجة ملايين من الكائنات الدقيقة التي تتخذ منه مقرا لها. وهذا الكائن الجميل لديه رأس مسطح وجسم مدبب، الذي يتوسع عند المؤخرة بشكل مثلث واسع.
وتعيش الحيتان الزرقاء في كافة محيطات العالم، سابحة فيها ضمن مجموعات صغيرة، وتكون على شكل أزواج أو وحدها، وتقضي الصيف في المياه القطبية للتغذية، استعدادا لهجرات طويلة نحو خط الاستواء مع اقتراب الشتاء.
وتتجول هذه الحيتان في المحيطات برشاقة، بسرعة تصل لأكثر من خمسة أميال في الساعة، أي 23 كيلومترا في الساعة عند تحركها، وهي الأعلى صوتا بين الحيوانات على سطح الأرض، مصدرة أصواتا مختلفة من النبضات والآهات والأنين والشكوى.
وتستطيع الحيتان سماع بعضها بشكل جيد في مسافة تقدر بـ1000 ميل أي 1600 كيلومتر، وهي تستخدم ألفاظا للاتصال فيما بينها، وفقا للعلماء، وحاسة السمع لديها قوية جدا، وفقا لأجهزة السونار والتنقل في أعماق المحيط القاتمة.
وعجول الحوت الأزرق التي تلدها، تصنف على أنها الأكبر حجما، فبعد أن يمكث الجنين عاما كاملا في رحم أمه، يصل وزنه عند الولادة إلى ثلاثة أطنان، ويمتد طوله إلى 25 قدما، أي ثمانية أمتار، ولا تنمو إلا عبر التغذية على حليب الأم في العام الأول، حيث تستهلك91 كيلوغراما منه كل يوم.
وتعد الحيتان الزرقاء الأطول عمرا، حيث تمكن العلماء من خلال عد سدادات الأذن في حوت نافق من تحديد عمره، إذ تبين أنه يبلغ من العمر 110 أعوام، ويشار إلى أن متوسط عمر الحوت ما بين 80-90 عاما.
ويعتقد العلماء أن مابين 1000-25000 من الحيتان الزرقاء ماتزال تسبح في محيطات العالم، وهي قليلة بعد حملات الصيد الوحشية التي جعلتها على شفير الانقراض بين العام 1900 وحتى منتصف 1960، حيث ذبح أكثر من 360000، واليوم هي قابعة تحت الحماية من قبل اللجنة الدولية لصيد الحيتان منذ العام 1966، وازدادت أعدادها منذ ذلك.
وتقع الحيتان فريسة للقليل من الحيوانات المفترسة مثل؛ أسماك القرش والحيتان القاتلة، وتترك لتموت إثر جروح كبيرة، وأخرى تموت من السفن التي تصطدم بها، وحاليا تعد هذه المخلوقات معرضة للانقراض، بحسب القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية.
عن موقع: nationalgeographic