الخطر يهدد محيطات العالم

يؤكد علماء وخبراء الأرض وجود كثير من التحديات التي تواجههم في سبيل الحفاظ على المحيطات في العالم - (أرشيفية)
يؤكد علماء وخبراء الأرض وجود كثير من التحديات التي تواجههم في سبيل الحفاظ على المحيطات في العالم - (أرشيفية)

لندن- يفيد تقرير جديد لمجموعة من العلماء المتخصصين، بأن أوضاع الحياة في المحيطات باتت أسوأ مما كان يعتقد. وينبه التقرير إلى أن بعض أنواع الأحياء البحرية يهددها "خطر الانقراض بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية".اضافة اعلان
ويخلص واضعو التقرير إلى أن مجموعة من العوامل تضافرت، كل بطريقته، للوصول إلى هذا الوضع المقلق، خصوصا صيد الأحياء البحرية إلى حد الاستنزاف، وتلوث البيئة، والتغير المناخي. ويقولون إن نتائج تأثير هذه العوامل السلبية على الإنسانية يبدو جليا.
ونظم اجتماع هيئة العلماء والمتخصصين هذا البرنامج العالمي للنظر في حال المحيطات، المعروف اختصارا بـIPSO، حيث تداول هؤلاء النتائج التي توصلوا إليها، كل حسب اختصاصه، الذي توزع بين خبراء في الشعب المرجانية، وعلماء في السميات، وآخرين في صيد الأسماك.
ويقول مدير المشروع العلمي وأستاذ الأحياء في جامعة أوكسفورد أليكس روجرز "إن النتائج التي خلص اليها المشاركون في المشروع مرعبة".
ويضيف روجرز "عندما نظرنا في التأثير السلبي الجماعي للإنسان على المحيطات، فإن تداعيات هذا التأثير أصبحت واضحة للعيان، وتبين أنه أسوأ مما كان يعتقد كل منا منفردا".
ويؤكد المدير الفني للمشروع "لقد جلسنا في منتدى واحد وتداولنا النتائج التي توصلنا إليها. وبشكل عام، تولدت لدينا قناعة بأن وتيرة التغيرات التي تحدث للأحياء البحرية أسرع بكثير مما كنا نظن، أو لنقل تغيرات لم تحدث إلا عبر مئات السنين".
ويشير روجرز إلى "أن هذه التغيرات المتسارعة تشمل ذوبان جليد البحر المتجمد الشمالي، وغرينلاند وألواح الجليد في القطب المتجمد الجنوبي، وارتفاع مناسيب البحار، وانطلاق غاز الميثان المحصور في قيعان البحار".
لكن مما جعل أعضاء الفريق يقلقون أكثر، هو ملاحظتهم للطريقة التي تتفاعل فيها الأمور المختلفة، وتتعاون فيما بينها، لزيادة المخاطر التي تتهدد الأحياء البحرية.
فعلى سبيل المثال، فإن بعض الملوثات التي تلتصق بأسطح بعض المواد البلاستيكية الدقيقة توجد الآن في قيعان المحيطات. وتجد هذه المواد طريقها إلى سلسلة المواد الغذائية، التي تقتات عليها بعض أنواع الأسماك، التي تتخذ من قاع المحيط موطنا لها.
وهناك ملوثات أخرى تجد طريقها إلى المحيطات وتستقر في قيعانها؛ كفضلات الحيوانات ومخلفات المزارع.
وبشكل عام، فإن زيادة حامضية مياه المحيطات، وارتفاع درجات هذه المياه، وزيادة صيد الأسماك التي تتهدد وجود أنواع مختلفة منها، كلها أمور تزيد من الأخطار المحدقة بالشعاب المرجانية، إلى درجة أن ثلاثة أرباع الموجود منها في العالم قد يختفي عاجلا.
لقد شهدت الحياة على الأرض "خمسة حوادث أتت على جميع مظاهر الحياة فيها"، ومن بينها ارتطام كويكب سيار بها. ويقال إن الحادث السادس المتوقع الذي يلحق الأذى بالأرض الآن هو تأثير سكانها مجتمعين على الحياة فيها.
ويستنتج تقرير "البرنامج العالمي للنظر في حال المحيطات" أنه من المبكر حسم الأمر بشكل لا لبس فيه، ولكن جميع المعطيات تشير الى أن الأمر محتمل الوقوع وبوتيرة تفوق أيا من الحوادث الخمسة السابقة.
ويذكر التقرير أن الحوادث الكارثية الخمسة التي وقعت على الأرض ارتبطت بتغيرات نلاحظ مثيلاتها اليوم، ومنها عدم انتظام الدورة الكربونية، وزيادة نسبة الحوامض، ومعدلات نضوب الأكسجين في مياه البحر.
ويختتم التقرير النتائج التي توصل إليها بالقول "إن نسبة امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون أعلى بكثير مما كانت عليه، عندما وقعت الكارثة، التي قضت على الأحياء البحرية في الأرض عن بكرة أبيها قبل نحو 55 مليون سنة".
وستعرض النتائج التي توصل إليها تقرير فريق علماء وخبراء الأرض على الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك هذا الأسبوع، حيث يناقش مبعوثون إصلاح إدارة المحيطات.
وتتضمن توصيات التقرير الفورية إيقاف صيد الأحياء البحرية غير المسؤول وغير المنظم، والعمل على تخفيض نسبة الملوثات التي تجد طريقها إلى مياه المحيطات، والتخفيض الهائل في نسبة انبعاث الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول دان لافولي، رئيس اللجنة العالمية للمناطق المحمية، مستشار الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة "التحديات التي تواجهنا في الحفاظ على المحيطات جمة، ولكن، بخلاف الأجيال الماضية، فإننا نعلم ما يجب فعله. إن الوقت لحماية القلب الأزرق لكوكبنا قد حان".

(بي بي سي)