الخطيب يشكك بفرص إتمام ‘‘صفقة القرن‘‘ الأميركية للقضية الفلسطينية

وزير الخارجية الاسبق عبد الاله الخطيب (يسار) متحدثا في معهد الاعلام امس - (من المصدر)
وزير الخارجية الاسبق عبد الاله الخطيب (يسار) متحدثا في معهد الاعلام امس - (من المصدر)

عمان- الغد- شكك وزير الخارجية الأسبق عبد الإله الخطيب في إتمام ما بات يعرف بـ"صفقة كبرى" لإنجاز تسوية سياسية للصراع العربي الإسرائيلي.اضافة اعلان
وقال الخطيب، في محاضرة له أمس بمعهد الاعلام الاردني بعنوان "الأردن والإقليم"، أن "إسرائيل ممثلة بحزب الليكود الحاكم ليس لديها إرادة سياسية بالانسحاب من الضفة الغربية المحتلة، وهناك سياسة واضحة في إسرائيل بهذا الشأن منذ عام 1996".
واضاف ايضا انه "ليس للإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس ترامب القدرة على إجبار إسرائيل على الانسحاب"، وعليه رأى الخطيب "أن الحديث عن إتمام صفقة كبرى خلال فترة إدارة ترامب غير متوفر وغير مكتمل العناصر".
على صعيد آخر، رأى الخطيب في محاضرته ان الدولة الاردنية "بحاجة اليوم الى نخبها السياسية"، وقال إن "النخب السياسية في دول العالم الثالث تخلط بين المصالح الشخصية والمصالح السياسية، ولا بد للنخب أن تفصل بين مصلحتها والمصلحة الوطنية، وهذا الفصل نص عليه الدستور الأردني بشكل واضح".
واضاف أن الأردن "لا يبحث عن دور إقليمي في المنطقة، ولكن أحياناً يبدو الدور بالنسبة للأردن ضرورة وحتمية لحماية المصالح الوطنية، وأن الدول لا تبحث عن الدور بل عن المصالح".
واشار الى أن على الأردن أن يحافظ على مصالحه الوطنية وحماية أمنه واستقراره، "والدولة الأردنية كانت من ضمن الاستثناءات القليلة التي استطاعت أن تحقق معجزة التكيف الإيجابي مع ما يحدث في المنطقة، وتمكنت بفضل دولة المؤسسات أن تحافظ على أمن واستقرار البلاد رغم وجود بعض السلبيات أو التقصير في عدد محدود من المؤسسات".
وحول الإصلاح السياسي، توقف الخطيب عند تجربة الهيئة المستقلة للانتخاب، التي كان اول رئيس لها، وقال "إن الهيئة تمكنت من إجراء انتخابات نزيهة بنسبة عالية، وأن التجاوزات التي حدثت لم تكن من مؤسسات الدولة بقدر ما كانت ممارسة من قبل بعض المواطنين".
وأضاف أن "أمامنا مسافة طويلة ليكون هناك مشاركة حقيقية في الحياة السياسية، ولا بد من تطوير الأحزاب السياسية، وأن يسير ذلك الإصلاح جنباً إلى جنب مع إصلاح اقتصادي".
أما من الناحية الاقتصادية، فاعتبر الخطيب أن اقتصادا مثل الاقتصاد الأردني يفوق فيه الناتج المحلي الإجمالي 30 مليار دولار سنوياً، فيما المساعدات الخارجية تبلغ نحو 2 مليار، "قادر على الاعتماد على ذاته وعلى موارده البشرية الكبيرة"، وقال "علينا توطين وتعزيز قيم العمل من أجل الإنتاج والقيم المدنية وبناء مجتمع مدني منتج".
وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية قال الخطيب "إن الأنظمة العربية لم تتمكن من بناء شبكة أمان للدولة الوطنية وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بالثقة بالنفس أولاً والثقة بالدول المحيطة، وهو ما لم تنجح فيه الدول العربية ولم تتمكن أيضاً في منع التدخل في شؤونها الداخلية"، مضيفاً "أن ضعف الدول الوطنية وضعف النظام الإقليمي حال دون القدرة على التعاون الجماعي حيال كل القضايا المهمة في المنطقة مثل فلسطين أو العراق أو سورية أو حتى إيران".
كما توقف الخطيب في محاضرته عند ما حدث في الربيع العربي، مشيراً إلى "أن انهيار النظام العربي بدأ منذ دخول القوات العراقية إلى الكويت عام 1990، وتعزز الانهيار بحرب غير مبررة على العراق عام 2003، كما أن بعض الزعامات العربية كانت سبباً رئيسياً في حالة الفوضى التي وصلت إليها دولهم".