الخليل تشتعل والاحتلال يعدم طفلاً ويحتجز "الجثامين"

فلسطينيون في مواجهة جنود الاحتلال في الضفة أمس -(ا ف ب)
فلسطينيون في مواجهة جنود الاحتلال في الضفة أمس -(ا ف ب)

نادية سعد الدين

عمان- أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد، أمس، طفلاً فلسطينياً لم يتجاوز 14 ربيعاً بإطلاق 14 رصاصة على جسده في القدس المحتلة، وتركه ينزف على الأرض إلى حين استشهاده، في حين أغلقت منطقة باب العمود بالكامل ونصبت الحواجز الحديدية العسكرية وفرضت حظر التجول في المنطقة.
وبالتزامن؛ شنّ الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بين صفوف المقدسيين بعد تحويل مدينتهم إلى طوق عسكريّ محاصر، في حين اشتعلت الخليل بمواجهات عنيفة أسفرت عن عشرات الإصابات، تزامناً مع الإضراب الشامل الذي عمّ بيت لحم وقراها حداداً على روح الشهيد معتز زواهرة الذي شيعت جماهير غفيرة جثمانه إلى مثواه الأخير.
ورفعت قوات الاحتلال من وتيرة عدوانها في الأراضي المحتلة بعدما استدعت، مجدداً، المزيد من جنود الاحتياط لقمع الغضب الفلسطيني المتفجرّ في أرجاء فلسطين المحتلة، والذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية، وحماية اقتحام المستوطنين المتواصل للمسجد الأقصى المبارك.
يأتي ذلك على وقع زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي أعلن أمس عن قيامه بها قريباً، لبحث الوضع مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي قلل فيه المسؤولون الفلسطينيون من "أهميتها تجاه كفّ العدوان الإسرائيلي إزاء فشل الإدارة الأميركية في إدارة ملف التسوية السلمية".
وكشفت أنباء عن بدء وزير الخارجية الأميركية اتصالات مع الأطراف المعنية تهدف إلى عقد قمة ثلاثية فلسطينية إسرائيلية بمشاركته شخصيا، وفقا لما أورده أمس موقع القناة العاشرة الإلكتروني.
وقال الموقع إن القناة العاشرة علمت من مصادرها أن "الاردن أعرب عن استعداه لاستضافة القمة".
وبموازاة ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 20 مقدسياً، معظمهم من الأطفال، ضمن حملات دهم واسعة النطاق لمنازل المواطنين في العديد من أحياء وبلدات مدينة القدس المحتلة، كما اعتدت على المواطنين الفلسطينيين عند اقتحامها لحي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، وبلدة العيسوية، وسط القدس.
ولم تشفع حداثة العمر عند اعتقال قوات الاحتلال لستة أطفال بعد الاعتداء عليهم خلال اقتحامها للبلدة القديمة ومخيم شعفاط، وسط القدس المحتلة، وجبل الزيتون وسلوان.
إلى ذلك، قالت الشرطة الاسرائيلية أمس ان فلسطينيا حاول طعن حارس أمن في أحد مداخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة ولكن تم اطلاق النار عليه قبل ان يؤذي أحدا.
وقالت الشرطة في بيان "ركض الفلسطيني ومعه سكين على حارس امن كان يرافق عائلة في باب العامود وتعاملت الشرطة معه".
وسيراً نحو مزيد من التصعيد، صادقت لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" الإسرائيلي، خلال جلسة طارئة عقدتها أمس، على طلب وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون باستدعاء 1400  جندي من قوات الاحتياط لنشرهم في القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948.
فيما جدد المستوطنون أمس اقتحامهم للمسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال، التي منعت دخول عدد من الفلسطينيات إليه بذريعة إدراج أسمائهن ضمن "القوائم السوداء" المحظورة من دخول الأقصى.
وفي مشهد آخر لجرائم الاحتلال، شيعت جماهير فلسطينية غفيرة، أمس، جثمان الشهيد زواهرة (27 عاماً) من مخيم الدهيشة للاجئين إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في بلدة أرطاس، إلى الجنوب من مدينة بيت لحم.
وانطلق موكب التشييع، بمشاركة آلاف المواطنين الفلسطينيين، من مستشفى بيت جالا الحكومي في مدينة بيت جالا، حيث تم حمل الجثمان على أكتاف رفاقه سيراً على الاقدام تجاه المخيم، رافعين الأعلام الفلسطينية، وصولا إلى منزل عائلته لالقاء نظرة الوداع عليه، ومن ثم الصلاة عليه، قبل مواراته الثرى.
على صعيد متصل، ومن ضمن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة أيضا، عدم تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين إلى ذويهم، حيث قال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، إن "العائلة تجعل من دفن ابنها تظاهرة لدعم الإرهاب والتحريض على القتل".
وعمّ الاضراب الشامل مدينة بيت لحم وقراها حداداً على روح الشهيد معتز، وشمل ذلك الجامعات والمدارس والمحلات التجارية .
بينما أصيب أكثر من 30 شاباً فلسطينياً خلال مواجهات عنيفة اندلعت في عدة مناطق بمحافظة الخليل، جنوب الضفة المحتلة، منها جروح خطيرة وحالات اختناق على يد الاحتلال خلال مسيرة طلابية صوب جدار الفصل العنصري.
وكانت مجموعات المستوطنين قد نفذت أمس اعتداءات بحق منازل المواطنين شرق مدينة الخليل، في منطقة جبل جوهر والكسارة وجبل جالس القريبة من مستوطنة "كريات أربع" المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أطلقوا الرصاص الحي صوبها، وحطموا نوافذها ورددوا شتائم نابية بحق الأهالي.
فيما واصل الشعب الفلسطيني نضاله ومقاومته ضد عدوان الاحتلال، مما أسفر عن "مقتل أكثر من 7 إسرائيليين وإصابة نحو 99 آخرين"، نتيجة العمليات الفلسطينية النوعية منذ مطلع الشهر الحالي، وذلك وفق ما كشفت عنه القناة الإسرائيلية السابعة.
على صعيد متصل، أكد الرئيس محمود عباس على "الأهمية القصوى لوحدة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة، ووقوفه صفاً واحداً في نضاله المشروع في الدفاع عن مقدساته، وحقه في الحرية والاستقلال"، وذلك في رسالة وجهها إلى الشعب الفلسطيني بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية المباركة.
وأضاف إن "الشعب الفلسطيني أثبت جدارة في دفاعه عن حقوقه ومقدساته، وإصراره على تمسكه بحقوقه الوطنية غير منقوصة، وما زال يمد يده من موقع الاقتدار، لاستئناف عملية سلام حقيقية تكلل بالتوصل لاتفاق نهائي.
من جانبه، أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن "الشعب الفلسطيني يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه في وجه العدوان والإرهاب الذي تمارسه حكومة الاحتلال ضده وضد أرضه ومقدساته".
وقال، في بيان صحفي، إن "المقاومة الشعبية التي يمارسها الشعب الفلسطيني دليل آخر على اتقاد روحه النضالية وقوة إرادته في الدفاع عن حقوقه وكرامته ورفضه للتعايش مع الاحتلال والاستيطان والإجرام الأكثر انحطاطًا في تاريخ البشرية".
في حين أكد القيادي في حركة حماس يحيى العبادسة بأن "الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي للمنطقة تستهدف تبريد حالة المقاومة والتآمر عليها واجهاض انتفاضة القدس"، موضحاً بأنها "جاءت بطلب من الاحتلال الصهيوني لإنقاذه".  وبين، في تصريح أمس، بأن "أميركا لم تبذل أي جهد حقيقي لإقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية ولكنها تقوم بعمليات تخدير لإعطاء وقت مستقطع لاستكمال تهويد الأرض الفلسطينية".

اضافة اعلان

[email protected]