"الدافع" قوة سحرية داخلية تمكن المرء من تحقيق النجاح

"الدافع" قوة سحرية داخلية تمكن المرء من تحقيق النجاح
"الدافع" قوة سحرية داخلية تمكن المرء من تحقيق النجاح

عمان - ترى هل فكرت بسر القوة التي أسهمت ببناء الأهرامات في مصر بهذا الإتقان؟ أم بكيفية تمكن دولة مثل اليابان، تعرضت لهجوم بالقنابل الذرية، من أن تصبح من أقوى دول العالم على المستويين الاقتصادي والصناعي؟ إجابة واحدة يمكن أن ترد على جميع ما سبق وهي: الدافع.

اضافة اعلان

إن الدافع أو الحافز سيبقى العنصر المهم والوحيد وحجر الزاوية الذي يقف وراء أي نجاح تحققه البشرية، وطالما وجد الحافز داخل المرء، فإنه سيتمكن من قهر الصعاب للوصول إلى مبتغاه.

ويجب على المرء أن يدرك بأن القوة الدافعة والمحفزة موجودة داخل كل إنسان، ولا بد أن يكون قد شعر بتأثيرها السحري في بعض الأوقات، لكن هنا قد يتبادر إلى الذهن التساؤل حول سبب تمكن البعض من تحقيق أهدافهم بينما يفشل البعض الآخر؟ وإجابة هذا السؤال ببساطة أن الذي فشل بالوصول إلى هدفه لم يستطع الحفاظ على قوة الحافز الموجودة بداخله.

ويعد الشعور بقوة دافعة ومحفزة من الأمور الطبيعية لدى البشر، لكن الصعوبة تكمن في الحفاظ على هذه القوة، وفيما يلي عدد من النصائح التي تسهم في الحفاظ على القوة الدافعة لدينا:

- عرض نفسك للأمور المحفزة: ينص قانون نيوتن في الحركة على أن الجسم المتحرك يبقى متحركا والجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم تؤثر فيهما قوة خارجية تؤثر على حالتهما. ويمكن تطبيق تلك القاعدة على القوة المحفزة لدينا، حيث إن هذه القوة غالبا ما تنبع من مصدر خارجي وليس داخل أنفسنا. فالأشخاص الذين نتعامل معهم والكتب التي نقرؤها والبرامج التلفزيونية التي نشاهدها، كلها أمور تساعد على استمرار قوة الدافع لدينا فيما لو استخدمت بشكل سليم، فعلى سبيل المثال، قد تسهم قراءة عدد من الروايات التي تتحدث عن نجاح البطل بتحقيق أهدافه بالحفاظ على القوة المحفزة لنا.

- تعامل مع أصدقاء يساعدونك على تقوية الحافز لديك: يقال إن الطيور على أشكالها تقع، ولعل الغالبية لاحظوا بأن الطلبة الناجحين غالبا ما يكونون سويا، والأمر نفسه ينطبق أيضا على الطلبة الفاشلين.

ويتبين مما سبق ضرورة الحرص على انتقاء الأصدقاء بعناية، إذ يبتعد الإنسان عن الأشخاص الذين يهبطون من عزيمتهم بدعوى أن أهدافهم مستحيلة التحقيق، علما بأن الحافز يمكن أن ينتقل بالعدوى، حيث إن مصادقة أشخاص طموحين سيجعل طموحهم وقوتهم الدافعة ينتقلان للآخر من دون حتى أن يشعر.

- دوّن أهدافك باستخدام الورقة والقلم: قد لا يتمكن أحد من تفسير سبب نجاح هذه الطريقة، إلا أنها أثبتت قدرتها على الحفاظ على قوة الدافع لدى من قام بها. لقد أظهرت دراسة قامت بها إحدى الجامعات الأميركية بأن 3 % فقط من الناس يحرصون على تدوين أهدافهم. ترى هل ما نزال نستغرب وجود مدير واحد لعشرات بل لمئات من الموظفين؟ لا تتردد، قم بإحضار ورقة وقلم واكتب أهدافك بصرف النظر عما إذا كانت تلك الأهداف غريبة أو مستحيلة التحقيق.

- اعلم بأن تحديد موعد لإنجاز الهدف يختلف عن انتهاء صلاحية ذلك الهدف: لعل أهم مشكلة يعاني منها الكثير من الأشخاص هي أنهم في حال وصلوا إلى التاريخ الذي حددوه لإنجاز هدف معين من دون أن يتمكنوا من إنجازه، فإنهم يستسلمون ويتركون الهدف والأحلام التي تعلقت عليه. السبب بهذا هو أننا نتعامل مع التواريخ وكأنها تواريخ انتهاء صلاحية الأهداف وليست تواريخ للالتزام بإنجازها، وللتفكير عمليا بالأمر؛ عندما يجد أحدهم سلعة غذائية معينة منتهية الصلاحية، فإنهم يقومون بالتخلص منها، لكن ماذا لو أراد كتابة بحث معين في مدة محددة وعند انتهاء المدة وجد بأنه لم ينجز سوى 60 % من البحث، هل يعقل أن يقوم بتمزيق البحث وإلقائه في سلة القمامة؟ لا بد وأنه قد أدرك الفرق الآن.

- احرص على صحة جسدك: لقد أثبتت الدراسات بأن تأثير الصحة النفسية على صحة الجسد توازي تأثير صحة الجسد على الصحة النفسية، لذا، فإن العديد من الخبراء ينصحون المرء الذي يشعر بالخمول والكسل والإحباط أن يقوم برسم ابتسامة على وجهه ومرددا عبارة (أنا أشعر بالراحة)؛ حيث وجد بأن هذه الطريقة ناجعة بتحسين مزاج المرء وإعطائه دفعة معنوية تحفزه على إنجاز مهامه.

ومن هنا، لا بد أن يدرك الإنسان بأن الكثير من الأهداف التي يطمح للوصول لها لا تحتاج إلا إلى القوة السحرية الدافعة التي تنبع بداخله والتي تقع عليه مهمة الحفاظ عليها، فهو فقط من يملك القدرة على هذا.

علاء علي عبد

[email protected]

عن موقع: Helium