الداوود: إضراب عمال الحاويات يكبد قطاع النقل خسائر تزيد على 10 ملايين دينار

حاويات في ميناء العقبة - (أرشيفية)
حاويات في ميناء العقبة - (أرشيفية)

أحمد الرواشدة

العقبة - أكد نقيب أصحاب الشاحنات، محمد خير الداوود، أن الإضراب الجزئي الذي ينفذه عمال ميناء حاويات العقبة كبد قطاع النقل خسائر تزيد على 10 ملايين دينار.
وأضاف الداوود، خلال اتصال هاتفي مع "الغد"، إن بطء الإجراءات المتعمد في ميناء الحاويات من قبل العاملين بالميناء اضر بالعديد من القطاعات وعلى رأسها قطاع النقل، مشيراً إلى أن موظفي وعمال الشركة يتعمدون تكبيد القطاعات الأخرى خسائر تقدر بعشرات الملايين بهدف تحقيق مطالبهم العمالية على حساب مصلحة الوطن واقتصاده لا سيما مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.
ووجه الداوود نداء استغاثة مستعجل لرئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور وإدارة شركة ميناء حاويات العقبة والجهات ذات العلاقة لثني العمال والموظفين عن إضرابهم، لا سيما وان العديد من القطاعات تنتظر بضائعها في ساحات التخزين لتصريفها قبل عيد الأضحى المبارك.
وبين الداوود أن وضع سائقي الشاحنات يزداد سوء يوماً بعد يوم نتيجة بطء الإجراءات المتعمدة والإضرابات المتكررة، مؤكداً أن ذلك يعيق حركة الاتصال بمخرجات الإنتاج المختلفة.
واشار إلى أن الشاحنة الأردنية لا تستطيع العمل والنقل للبلاد العربية بسبب الأزمات التي تمر بها، ما يحتم عليها العمل في المملكة وخاصة بقطاع نقل الحاويات.
وأكد الداوود على دور النقابة في المطالبة بالإسراع بإجراءات التخليص وتمكين السائقين من مواصلة مصالحهم وإنهاء كافة مظاهر البطء.
وينفذ العديد من عمال شركة ميناء الحاويات برنامجا تصعيديا بشكل تدريجي يقوم على تنفيذ اعتصامات ووقفات احتجاجية وإضرابات متقطعة داخل الشركة، وصولا إلى إضراب شامل خلال الفترة المقبلة في حال لم تستجب إدارة الشركة لمطالبهم.
ويطالب العاملون بالشركة براتب الخامس عشر، وتعديل نظام الشفتات للموظفين ليكون أكثر أريحية ولا يتسبب بالإرهاق للعمال؛ حيث يتهم العمال في الشركة المسؤولين في العقبة بالتنصل من التفاهمات والاتفاقيات السابقة التي كانوا قد وعدوا بها قبل شهر لتعليق الإضراب.
وحمّل سائقو شاحنات تعمل على نقل الحاويات مسؤولية التأخير إلى موظفي الميناء، والذين يعملون ساعات دوام أقل من الساعات المحددة، مشيرين إلى أثر ذلك في تكدس الشاحنات في الساحات التي تشهد فترات انتظار طويلة خاصة هذه الأيام والتي تتميز بدرجات حرارة مرتفعة تصل إلى درجة حرارة 48 مئوية.
وقال صاحب شاحنة، محمد النعيمات، إن هنالك تأخيرا واضحا في عملية تحميل الشاحنات التي تمكث في بعض الأحيان لأيام وذلك حسب مزاجية ونشاط الموظف في ذلك اليوم.
وأكد أن أصحاب الشاحنات ينتظرون لساعات طويلة، ملقيا مسؤولية التأخير على موظفي ميناء الحاويات "الذين يعملون بمزاجية، كما أنهم يتكاسلون في أداء مهامهم فضلا عن استغراقهم وقتا طويلا لحين تبديل الورديات".
وكانت مصادر عمالية مطلعة داخل ميناء حاويات العقبة أكدت أن عملية المناولة والإنتاج انخفضت بنسبة 40 %؛ بسبب الإضرابات المتقطعة التي ينفذها العمال بين الحين والآخر؛ للمطالبة بتحسين ظروف عملهم.
وأشارت تلك المصادر إلى أن الميناء يعمل حاليا بأقل طاقة إنتاجية، وسط تحذيرات بتفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة.
وأكد السائق محمد البشابشة أن سائقي الشاحنات يتعرضون لمعاناة شديدة من قبل شركة ميناء الحاويات؛ حيث ينتظر السائق لأكثر من 72 ساعة في ساعات الحر الشديد في مدينة العقبة.
وناشد البشابشة كافة المسؤولين في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بضرورة إيجاد حل سريع لأزمة تكدس الشاحنات في ميناء العقبة؛ نتيجة الإضرابات المتقطعة التي ينفذها عمال ميناء الحاويات.
ويتسبب الإضراب المتقطع الذي ينفذه عمال الموانئ بتكدس الآلاف البضائع، بالإضافة إلى تكدس المئات من الشاحنات في ساحة 4 ومنطقة الراشدية، وهو ما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني.
ويحذر العديد من الخبراء الاقتصاديين من تداعيات أزمة ميناء الحاويات على الاقتصاد الوطني؛ حيث يؤكد العديد منهم أن عمليات التأخير ستتسبب بأزمة خانقة سيكون تأثريها بالدرجة الأولى في المواطن والتاجر من خلال رفع أسعار العديد من السلع نتيجة زيادة الكلف التشغيلية.
وكان رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة د.كامل محادين أكد في تصريحات صحفية سابقة أن ما يحصل في الميناء حاليا هو توقف عن العمل ما بين الساعة والساعتين، واصفا ذلك بأنه بعض المحاولات لإظهار نوع من الاحتجاج وتقليص الإنتاجية خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي كان له الأثر على مستوى الإنتاجية الطبيعية بحد مقبول نسبيا ولم يصل إلى حد التأثير الكبير على مستوى خدمة السفن.
وبحسب محادين، فإن التوقف أو الإبطاء في العمل لم يؤد إلى تكدس الحاويات؛ حيث إن عملية تسريب الحاويات مستمرة وبشكل طبيعي.
وأضاف أنه تم الاتفاق مع اللجنة النقابية لشركة ميناء حاويات العقبة على مجموعة من طلبات اللجنة، ونحن الآن ما نزال خلال عملية التسوية من خلال وزارة العمل والتي تتطلب التعاون من الطرفين للوصول إلى نتيجة مرضية تلبي وتحقق مطالب اللجنة ومتطلبات الشركة أيضاً في رفع الإنتاجية لمواكبة الطلب المتزايد في خدمة الشركات التي تتعامل مع ميناء الحاويات.

اضافة اعلان

[email protected]