القاهرة - اسدل الستار على الدوري المصري لكرة القدم لاول مرة في الموعد المحدد ولاول مرة في الربع الاول من العام ما يحسب للاتحاد المصري المعين برئاسة عصام عبد المنعم الذي تقدم باستقالته قبل المرحلة الاخيرة من عمر البطولة.
وتوج الاهلي بطلا عن جدارة واستحقاق واستعاد لقبه المفضل بعد غيبة استمرت اربعة اعوام وهي اطول فترة يغيب فيها الاهلي عن منصة التتويج.
الدوري المصري الذي انطلق لاول مرة العام 1948 واختار درعه مقر الاهلي للاقامة فيها ثلاثين مرة بواقع ثلاثين عاما هي اكثر من نصف عمره وكان من بينها اعوام متصله بلغت تسعة اعوام متتالية (من الموسم الاول 48-49 الى موسم 57-58) دون ان يغادر القلعة الحمراء، وكرر الموقف مرة اخرى بالفوز باللقب سبع مرات متتالية (من موسم 93-94 الى موسم 99-2000) وها هو الدرع يعود الى الاهلي هذا الموسم في ظروف استثنائية غير مسبوقة وبارقام قياسية غير مسبوقة ايضا.
فالاهلي تصدر المسابقة من بدايتها وحتى المرحلة السادسة والعشرين الاخيرة، وحسم اللقب عمليا قبل نهاية البطولة بسبع مراحل، وكان الجميع اقر باحقيته باللقب قبل ان تبلغ المسابقة مرحلة الذهاب.
وانهى الاهلي المسابقة من دون خسارة في 26 مباراة وحقق 17 فوزا متتاليا محققا رقما قياسيا محليا وعربيا وعالميا حسب الاتحاد الدولي للاحصاء والتاريخ وحقق اللقب بعدما فاز 24 مرة وتعادل مرتين فقط.
وهي المرة السادسة في تاريخ الاهلي التي يحقق فيها اللقب من دون خسارة بعد اعوام 1975 و1978 و1985 و1989 و1998 و2005.
ولم يكتف لاعبو الاهلي باللقب وحده وانما حصدوا معه كل الالقاب واولها لقب افضل لاعب الذي كان من نصيب محمد ابو تريكة، ولقب هداف البطولة من نصيب عماد متعب في اول موسم له مع الفريق الاول في بطولة الدوري برصيد 15 هدفا بفارق هدفين عن وصيفه مجدي عبد العاطي (انبي) وخمسة اهداف عن عميد الهدافين المصريين حسام حسن (المصري).
ونال الاهلي لقب اقوى هجوم بعدما سجل 59 هدفا بفارق 16 هدفا عن اقرب منافسيه انبي، و22 هدفا عن الزمالك غريمه التقليدي، و41 هدفا عن صاحب المركز الاخير المنصورة، ونال ايضا لقب افضل دفاع بعدما استقبلت شباكه 13 هدفا فقط مقابل 26 لانبي الوصيف و30 للزمالك و42 لكل من بلدية المحلة والترسانة الهابطين الى الدرجة الاولى.
ويعد هجوم المنصورة الاضعف هذا الموسم اذ سجل 18 هدفا فقط، اما اضعف دفاع فكان من نصيب الترسانة وبلدية المحلة وسكن شباك كل منهما 42 هدفا يليهما المنصورة (38 هدفا) ما يعكس ضعف مستوى الفرق الثلاثة ومنطقية هبوطهم معا الى الدرجة الاولى.
وعلى مدى 26 مرحلة اقيمت 182 مباراة بواقع سبع مباريات في كل واحدة، سجلت الفرق 436 هدفا بواقع 2.39 هدفا في كل مباراة وكانت اعلى نتيجة حققها الاهلي بفوزه على الاسماعيلي 6-صفر.
وقاد الفرق الـ14 المشاركة في البطولة 22 مدربا بينهم 3 للزمالك اذ بدأ الموسم مع الصربي دراغوسلاف ستيبي وتبعه البرازيلي كابرال فيما قاد احمد رمزي الفريق في مباراة واحدة امام بلدة المحلة بعد انهاء خدمات كابرال.
وقاد المصري مدربان فاروق جعفر ومحمد صلاح، والبلدية عبد الرحيم محمد وشاكر عبد الفتاح، والترسانة انور سلامة ويحيى السيد، والاتحاد السكندري محمد صلاح وممدوح اوكا وطلعت يوسف، وطلائع الجيش كمال عثمان ومنير حجازي، فيما قاد كل من الاهلي وانبي وحرس الحدود مدربيهم في الموسم الماضي وهم البرتغالي مانويل جوزيه وطه بصري وحلمي طولان على التوالي وقاد الاسماعيلي التركي محسن اورتيغال، واسمنت السويس محمد عامر واسمنت اسيوط جمال محمد علي، وغزل المحلة شريف الخشاب.
وبنظرة الى قائمة ترتيب الفرق بعد ختام البطولة نجد ان الفرق الثلاثة التي هبطت الى الدرجة الاولى كانت اقل الفرق تحقيقا للفوز اذ فازت البلدية والترسانة ست مرات فقط مقابل اربعة للمنصورة، فيما تساوى فريقا حرس الحدود والاسماعيلي في كل شيء (عدد مرات الفوز والتعادل والخسارة ونقاطا) ولعب فارق الاهدف دورا في منح المركز الثالث للحدود في ثالث موسم له في البطولة، فيما ذهب المركز الثاني المفضل للزمالك الى انبي لاول مرة في ثالث مشاركة له، وحل الزمالك سادسا وبذلك يغيب مع الاسماعيلي عن المشاركة في بطولتي ابطال افريقيا وابطال العرب لاول مرة الا اذا نجح احدهما في الفوز باللقب الافريقي هذا العام.
وسيشارك انبي وحرس الحدود الى جانب الاهلي في البطولتين العام المقبل، وقد يشارك الاسماعيلي في بطولة العرب اذا رفض الاهلي المشاركة فيها ووقتها يحق للشركة الراعية اختيار الفريق الرابع في البطولة المحلية.
يذكر ان بطولة الدوري المصري انطلقت لاول مرة العام 1948 واقيمت منافساتها 48 مرة وفاز بدرعها سبعة فرق فقط من بين 60 فريقا شاركت في بطولاته، وكان اكثر الفرق فوزا باللقب الاهلي 30 مرة، يليه الزمالك 11 مرة، والاسماعيلي 3 مرات، والترسانة مرة واحدة (1963) والاولمبي مرة واحدة (1966) وغزل المحلة مرة واحدة (1973) والمقاولون العرب مرة واحدة (1983).
وتوقفت المسابقة تسعة اعوام بسبب ظروف مختلفة مرت بمصر مواسم 51-52، و54-55، و67-68، و68-69، و69-70، و70-71، و71-72، و73-74، و89-90.
