"الديك" ينجو من "الشياطين"

لم يستطع البلجيكيون "نتف ريش" الديك الفرنسي، فواصل الأخير الصياح معلنا عن إشراقة صباح جديد للكرة الفرنسية، بعد أن تم إقصاء "الشياطين الحمر" في ليلة فاح منها "العطر الفرنسي" بسخاء.اضافة اعلان
تأهل المنتخب الفرنسي إلى نهائي مونديال روسيا، في انتظار الفائز من لقاء كرواتيا وإنجلترا أمس.. لتحديد بطل النسخة 21 من "المونديال".
حضر الفرنسيون بطموح الفوز.. كانوا يعلمون جيدا قدرات المنافس ونقاط قوته وضعفه ومفاتيح فوزه، فلعب "الديوك" كما يجب.. نجحوا في امتصاص حماس البلجيكيين في بادئ الأمر، ثم انقضوا عليهم وحسموا "المعركة" بهدف "الدبابة" اومتيتي.
في المقابل افتقد البلجيكيون لـ"روح الشياطين" التي أذهلت الناظرين في مباريات سابقة.. لم يكن بعض النجوم عند الموعد، فكان كل من دي بروين ولوكاكو بمثابة "الحاضر الغائب"، ولم يستطع "المايسترو" هازارد لوحده أن يعزف "الموسيقى" البلجيكية الشجية، فجاء العزف منفردا في لعبة تحتاج إلى 11 رجلا في الملعب.
فرح الفرنسيون كثيرا.. المشهد يتكرر للمرة الثالثة خلال 20 عاما، ففي العام 1998 كان زين الدين زيدان إلى جانب المدرب الحالي ديدييه ديشان ورفاقهما يسجلون أول إنجاز للكرة الفرنسية على صعيد كأس العالم في العاصمة باريس، عندما فازوا باللقب للمرة الأولى.. كاد الأمر أن يتحقق في العام 2006 في ألمانيا، لكن "ركلات الحظ" ابتسمت للايطاليين، في ليلة فرنسية حزينة عرفت بـ"نطحة زيدان"، عندما طرد خلال المباراة النهائية بعد ضربه المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي، فهل يحمل يوم الاحد المقبل بشرى سارة للفرنسيين، ويعود "الديوك" إلى عاصمة النور باللقب الثاني؟.
كسب "المونديال" منتخبا فرنسيا يستحق الاحترام، وفي ذات الوقت خسر منتخبا يستحق الاحترام أيضا، لأن المنتخب البلجيكي قدم صورة طيبة عنه، وحظي بتعاطف واحترام كبيرين، لكن الرياح سارت بعكس ما يشتهي "البلاجكة"، فغرقت بروكسل وبقية المدن البلجيكية بالحزن والبكاء، ذلك أن هذا المنتخب يضم جيلا رائعا من اللاعبين بقيادة إدين هازار وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، ويعد هؤلاء من أفضل من عرفتهم الكرة البلجيكية في تاريخها.
6 مباريات لم يعرف فيها الفرنسيون طعم الخسارة، وبقيت أمامهم مباراة بوزن بطولة، الفائز فيها يحلق في سماء كرة القدم، ويقضي أياما من الاحتفالات السعيدة، نتيجة الفوز بلقب كأس العالم، في حين أن الخاسرين في مباراتي نصف النهائي سيلتقيان السبت لتحديد المركز الثالث.. مثل هذه المباراة بمثابة "جائزة ترضية" ولم تشكل هدفا مباشرا لأي من المنتخبات الأربعة التي بلغت نصف النهائي، لكن هذا هو الحال، فلا مجال لأن يكون هناك أكثر من بطل لـ"مونديال روسيا".