الذكاء العاطفي للروبوتات هل يجعلها تتجاوب مع المشاعر؟

Untitled-2
Untitled-2

عمان- وفر الذكاء الاصطناعي الفرصة للقائمين على صناعة التكنولوجيا لتضمين العديد من الوسائل في الحياة اليومية لكل منا. لكن بقيت مسألة مدى التطور الذي يمكن أن يصل إليه الذكاء الاصطناعي مجهولة. وقد كان الاهتمام متوجها لحقيقة مفادها أن الذكاء الاصطناعي سيبقى قاصرا ما لم يتمكن من ملاحظة نبرات الصوت المختلفة والتأثيرات العاطفية التي تطرأ عليها.اضافة اعلان
لكن يبدو أن هذه المشكلة في طريقها للزوال بعد أن منح التقدم التكنولوجي المتسارع مهندسي البرمجيات القدرة على برمجة روبوتات الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر إدراكا للمشاعر التي تظهر في صوت البشر والأفعال التي يقومون بها عندما تمر بهم هذه النوعية من المشاعر.
مشاعرنا كبشر لا يمكن حصرها بالسعادة والحزن والغضب فقط، بل إننا نمر بالعديد من المشاعر التي نعبر عنها بالكلمات والنبرات والأفعال. وهنا تجدر الإشارة إلى أننا كبشر في كثير من الأحيان لا يمكننا التقاط المشاعر التي تظهر في صوت من يكلمنا، فما بالنا بآلات الذكاء الاصطناعي؟
لكن، ومع تقدم العلم أصبح بالإمكان رسم ما يشبه الخريطة التقريبية للمشاعر التي تمر بالبشر وليتم برمجتها في الروبوتات ليتمكنوا من التعرف عليها عند سماعها في نبرات أصواتنا.
لكن، ومن جانب آخر، فإنه وعلى الرغم من هذا التقدم العلمي، إلا أنه ما يزال في مراحله الأولى فالخدمات التكنولوجية كالمساعد الصوتي وما يعرف بالتشات بوت ما تزال غير قادرة تمييز مشاعر الغضب أو الضيق في صوت من يحادثها. هذه الفجوة منعت على سبيل المثال من تطور التواصل بين الزبون وأنظمة الرد الآلي للشركات.
المشكلة التي أعاقت التقدم في هذا المجال تكمن بكون أن الكلمات التي نتحدث بها وتميزها روبوتات الذكاء الاصطناعي لا تحمل على الأغلب أي مؤشر يمكن أن يلتقطه الروبوت، فكل السر يكمن في نبرة الحديث لا في الحديث نفسه.
بالنسبة لنا كبشر، فإن هناك عددا من المؤشرات التي تسمح لنا بالتعرف على مزاج المتحدث من خلال نبرة صوته مثل درجة علو أو انخفاض صوته، درجة سرعته في الحديث، والسكتات التي يستخدمها المرء أثناء حديثه. فلو حاولت أن تسأل نفسك كيف عرفت بأن المتحدث حزين ستجد بأنك على الأغلب اعتمدت على نبرة صوته لا على طبيعة الكلمات التي تحدث بها.
ولتمكين روبوتات الذكاء الاصطناعي من تطوير قدراتها على تمييز نبرة الصوت البشري، تم استحداث مجال تكنولوجي جديد وهو معالجة إشارة السلوك أو (Behavior signal processing)، الموجه خصيصا على المعلومات المشفرة في الصوت البشري. ويتوقع لهذا المجال أن يحقق قفزات مهمة في تطوير قدرة روبوتات الذكاء الاصطناعي.