الرزاز: محاذير أمنية ومعلومات مؤكدة تمنع استقبال المزيد من اللاجئين

رئيس الوزراء عمر الرزاز وكبار المسؤولين العسكريين خلال الزيارة الميدانية للحدود الشمالية امس (بترا)
رئيس الوزراء عمر الرزاز وكبار المسؤولين العسكريين خلال الزيارة الميدانية للحدود الشمالية امس (بترا)

أحمد التميمي وخلدون بني خالد 

حدود جابر- جدد رئيس الوزراء د. عمر الرزاز التأكيد على موقف الأردن الداعي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين لوطنهم. مشددا على أن الأردن "يوازن" بين حماية حدوده ومجتمعه بشكل كامل وبين واجبه بإيصال الدعم والمعونات للسوريين، في الجنوب السوري المشتعل منذ أيام.

اضافة اعلان

وأشار الرزاز، خلال زيارة ميدانية للحدود الشمالية للمملكة مع سورية رافقه فيها كبار المسؤولين العسكريين أمس، إلى صعوبة السماح بفتح الباب لاستقبال لاجئين سوريين جددا من مناطق النزاع في الجنوب السوري، وقال في تصريحات له: "إننا في الأردن؛ حكومة ومواطنين نشعر بواجبنا في الوقوف مع أشقائنا السوريين ونقدم لهم كل العون والإغاثة التي يحتاجونها، وهذا من شيم الأردنيين على مر العقود، ولكننا في نفس الوقت ندرك، ولدينا معلومات مؤكدة، أن هناك فصائل مسلحة وسلاح موجود ضمن هذه المجموعات السكانية التي يطالب البعض بالسماح بإدخالها للأراضي الأردنية".

واطلع الرزاز خلال الزيارة على الواجبات التي تقوم بها القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في حماية الحدود وإيصال المساعدات إلى الأشقاء السوريين داخل الأراضي السورية.

وأشاد رئيس الوزراء، خلال اجتماعه في معبر جابر على الحدود الأردنية السورية، بكبار ضباط القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وبحضور وزيري الداخلية والدولة لشؤون الإعلام ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومدراء الأجهزة الأمنية، بالجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حماية حدود المملكة من كافة أشكال التهريب للأسلحة والأشخاص والمخدرات على كامل الشريط الحدودي بين البلدين الذي يمتد لنحو 375 كيلومترا.

وأكد الرزاز الدور الهام الذي تقوم به الأجهزة العسكرية والأمنية في حماية الحدود بالتوازي مع دورها وواجبها الإنساني في التعامل مع اللاجئين والنازحين وتقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء السوريين، الذين نزحوا إلى المناطق الحدودية هربا من العمليات العسكرية في مناطق جنوب سورية.

وشدد رئيس الوزراء على موقف الأردن الداعي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

واستمع رئيس الوزراء والحضور إلى إيجاز عسكري وأمني قدّمه مدير الاستخبارات العسكرية والمعنيون من الأجهزة الأمنية حول آخر التطورات على الحدود الأردنية السورية وآليات التعامل مع النازحين وجاهزية القوات المسلحة في التعامل مع هذه الأزمة وحماية حدود المملكة من أي تجاوزات قد تشكل تهديدا لأمن الوطن والمواطن.

وفي الوقت الذي أكدوا فيه أن الحدود آمنة ولم يتم تسجيل أي خرق أمني إلا أنهم أشاروا إلى سقوط قذائف داخل الأراضي الأردنية لم تحدث أي خسائر بشرية؛ حيث انفجر بعضها وتم التعامل مع البعض الآخر من قبل الجهات المختصة.

ورافق رئيس الوزراء، خلال الزيارة، وزيرا الداخلية سمير مبيضين والدولة لشؤون الإعلام جمانه غنيمات ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات ومحافظا اربد والمفرق والمدير العام لقوات الدرك والمدير العام للدفاع المدني ومدير الأمن العام ومساعد رئيس الأركان للعمليات وقائد المنطقة العسكرية الشمالية وكبار الضباط.

وقال رئيس الوزراء، في تصريحات صحفية، إن زيارته اليوم للشريط الحدودي جاءت للاطلاع على جاهزية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في التعامل مع أي مستجدات على الحدود.

وقال "نحيي القوات المسلحة وكافة الأجهزة على الاستعداد الرائع حماية لحدودنا وقيامها بواجب الإغاثة للأشقاء السوريين بأعلى درجات المهنية والاحترافية".

ولفت الرزاز إلى أن العمليات العسكرية تدور رحاها داخل الأراضي السورية، ولكن نحن في الأردن نتأثر بما يجري، فقد سقطت قذائف داخل الأراضي الأردنية وسببت الهلع بين المواطنين في المنطقة الحدودية، ولكن بفضل الله لم يصب أحد بأذى وتم التعامل مع القذائف التي سقطت ولم تنفجر.

واعرب رئيس الوزراء عن الامل ان تسود الحكمة والعزم على سحب فتيل الازمة حتى يستتب الامن والامان في هذا البلد الجار والشقيق.

وأكد ثقته بأن المواطن الأردني سيقف إلى جانب شقيقه السوري سواء في تقديم المساعدات العينية والمواد الإغاثية، لافتا إلى أن هناك مبادرات من كافة محافظات المملكة للتبرع بالغذاء والدواء تعبيرا عن وقوف ومؤازة الأردنيين لأشقائهم السوريين.

وردا على سؤال، أكد رئيس الوزراء أن هناك تهديدا أمنيا، ولن نستطيع أن نقرر أو نفرز من هو مواطن سوري أعزل ومسالم ومن هو غير ذلك، وقد واجهنا مثل هذه السيناريوهات في وقت سابق ولا نريد تكرارها مجددا.

وقال "نحن سندعم السوري في أرضه وعبر الحدود بين البلدين وحدودنا مفتوحة، ولكن ضمن سيطرة أمنية كاملة. وإذا شعرنا أن هناك حالة أو إصابة تحتاج للعلاج فيتم إدخالها ونقلها للمستشفيات الأردنية".

وأكد الرزاز أن "حدودنا مسيطر عليها بالكامل وعندما يكون هناك استثناء فيتم دراسته ضمن ظروف إنسانية محددة"، لافتا إلى أنه لا يوجد دولة بالعالم تفتح حدودها بالكامل لمئات الالاف، خصوصا في ضوء حالة نكران نعيشها لعدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته في هذا الأمر.

وقال "نحن حملنا، ومستعدون أن نتبرع من قوت أبنائنا ونتقاسم لقمة العيش مع الأشقاء السوريين، ولكن في نفس الوقت ندعو العالم الذي كان مسؤولا عن هذه الحالة لتحمل مسؤولياته".

وشدد على موقف الأردن الداعي للتوصل إلى حل سياسي وسلمي للأزمة السورية، ونحن نعمل على ذلك مع كافة الفرقاء والمعنيين، ونأمل أن يتم تفادي إراقة الدماء والمزيد من التداعيات على الإنسان السوري.

من جهتها، اكدت وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات ان اقامة مناطق آمنة في سورية هو "مطلب اردني"  لحماية الاشقاء السوريبن داخل وطنهم. وشددت، في تصريحات للصحفيين بمنطقة حدود جابر، ان الاردن "يواصل اتصالاته مع جميع الجهات المعنية في الملف السوري للحفاظ على منطقة خفض التصعيد جنوبي سورية، ومساعدة الاشقاء السوريين"، مشيرة الى ضرورة ايجاد حل سلمي للأزمة حقناً لدماء الاشقاء.

وقالت غنيمات ان زيارة رئيس الوزراء للحدود "رسالة وتأكيد على الموقف الاردني، وللاطلاع على الجهود التي تبذلها القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية في حماية الاردن ومساعدة الاشقاء السوريين".

وأضافت ان الاردن على استعداد لدعم الامم المتحدة في جهودها الإغاثية للنازحين السوريين في الداخل السوري، دون فتح الحدود.

وقالت ان ايصال المساعدات يجري العمل عليه، مشيرة الى انه سيتم الاعلان عن كيفية استقبال المساعدات التي جمعها الاردنيون من كل المحافظات.

واكدت غنيمات ان الموقف الانساني الاردني من ازمة اللجوء السوري واضح، مشيرة الى ان الاردن يشعر بمدى الم الاشقاء السورييين، لكن هناك اولويات اردنية اهمها الامن والتخفيف من الازمة الاقتصادية.

وأكدت أن ما يحدث في سورية "ليس مسؤولية أو ذنب الأردن، بل هو ذنب كل الجهات التي قصرت في التوصل إلى حل سياسي ينهي معاناة أهلنا وأشقائنا هناك". ولفتت إلى أن الأردن يتواصل مع جميع الأطراف ومؤسسات الإغاثة الدولية لتقوم بدورها المطلوب تجاه ما يحدث في سورية".

واكدت غنيمات، ردا على سؤال، أن "الجميع يعلم واقع التنظيمات الموجودة في الداخل السوري، وأن الأردن لا يستطع أخذ هذه المخاطرة باستقبال المزيد من اللاجئين". 

واضافت ان الاردن مستعد لتقديم كل الدعم الانساني والاغاثي للاشقاء في سورية، مشيرة الى ان المساعدات المقدمة من  الجيش العربي والمواطنين الاردنيين بدات تصل لهم منذ اول من امس، وان الهيئة الخيرية الهاشمية سوف تلعب دورا رئيسيا في ايصال المساعدات.

واضافت انه سيتم توسيع دائرة العمل، من خلال وضع آليه لتوزيع المساعدات للسوريين  في الداخل السوري وسيتم الاعلان عن الآلية مساء اليوم.

واشارت الى وجود مستشفى اردني ميداني كامل مجهز بغرفة اسعافات وغرفة للحالات الحرجة في الحدود الاردنية، لاستقبال المصابين السوريين، وسيتم تجهير مستشفى اخر ليستوعب اعدادا اكثر.

واكدت وزير الاعلام ان على العالم اجمع  ان يقدم واجبه اتجاه الاشقاء السوريين، مشددة على ان الاردن لا يستطيع تحمل عبء الازمة السورية لوحده.

في سياق قريب، تدافع المئات من المواطنين من مختلف مناطق محافظة اربد ولواء الرمثا امس على التبرع للأشقاء السوريين، الذين نزحوا إلى الجنوب السوري، المحاذي للحدود حيث تم تنظيم حملات جمع مواد غذائية وطبية ومياه شرب تمهيدًا للتواصل مع القنوات التي تتكفل بإيصالها لهم.

وعكست المشاهد التي رصدتها "الغد" النفس القومي للشعب الاردني باغاثة الملهوف والتخفيف من نير الازمات التي يعيشها الشقيق، وبدا واضحا العفوية في جمع التبرعات باحضارها الى شاحنات انتشرت بمختلف مناطق لواء الرمثا ليصار إلى تغليفها ونقلها.

ووفق الناشط الاجتماعي والسياسي خالد الفاخري ان حملات التبرع للاشقاء السوريين بدات منذ 3 ايام من خلال شاحنات مبردة تبرع بها اهالي الرمثا لجمع التبرعات ونقلها الى الحدود بالتعاون مع القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي التي تتولى بدورها التنسيق لايصال المساعدات للسوريين المتواجدين على الحدود.

واشار الى ان حملة التبرعات والمساعدات لاقت استجابة واسعة من جميع سكان اللواء والمملكة بشكل عام من خلال قيام المواطنين بالتبرع بالمواد الغذائية والادوية ومستلزمات الاطفال وغيرها من المواد لايصالها الى الشعب السوري داخل الاراضي السورية.

وقال لقد بلغ عدد الشاحنات المحملة بمواد غذائية وخيم وملابس، حتى مساء أمس حوالي 20 شاحنة كبيرة.  (بترا)