الرمثا .. طموح يتجدد في العودة لمنصات التتويج

لاعبو الرمثا يحتفلون بأحد الأهداف في مرمى الحسين بالجولة الماضية - (من المصدر)
لاعبو الرمثا يحتفلون بأحد الأهداف في مرمى الحسين بالجولة الماضية - (من المصدر)

مهند جويلس

عمان – لم تحد عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم من طموحاته، بعدم استقطاب وتسجيل اللاعبين، ولم يثنه حل مجلس الإدارة وتعيين هيئة إدارية مؤقتة، ولم تعصف به المشاكل المادية التي تجاوزت ديون النادي المليون دينار في أوقات سابقة، ولم تكسره حالة عدم الاستقرار على جهاز فني في موسم واحد، بل نفض غباره بسرعة، وزادت من عزيمة "الرماثنة" لتحقيق الإنجازات.اضافة اعلان
موسم صعب يتلوه موسم أصعب عاشه نادي الرمثا الذي يقع في أقصى شمال المملكة، أسوة ببقية الأندية المحلية، التي ضربتها جائحة كورونا من جهة، والأمور المادية وإعادة تغيير مواعيد بطولات الكرة من جهة أخرى، ليبقى فريق الكرة على "كف عفريت" مع هجرة بعض اللاعبين خلال الموسم الحالي.
وحاولت الأجهزة الفنية المتعاقبة على الفريق، بإبقاء أكبر عدد من اللاعبين المميزين مع الفريق ودعمهم بلاعبين من الفئات العمرية، في ظل عدم قدرة النادي على التعاقد مع اللاعبين، بسبب العقوبة المطبقة عليه من قبل "الفيفا"، لتفكر الإدارة المؤقتة في الكثير من الأحيان لبيع بعض اللاعبين أملا بسد بعض العجز المادي المترتب على النادي.
تلك النقطة أجبرت المدير الفني الأسبق للفريق جمال محمود بأن يعيد حساباته في ظل مطالبة الإدارة منه تحقيق البطولات وبيع بعض اللاعبين المهمين في آن واحد، ليقرر الرحيل بعد جولتين على بداية دوري المحترفين، ويستعين النادي بابنه المدرب بلال اللحام للإشراف على الفريق خلال مرحلة الذهاب، ويقود الفريق لبر الأمان خلال تواجده رغم الظروف الصعبة، ويبقيه في دائرة المنافسة.
إدارة الرمثا وجهت نظرها للخارج من أجل جلب مدرب قادر على إكمال المسيرة وتحقيق حلم جماهير النادي المتعطشة للألقاب لسنوات طويلة، ورأت بأن المدرب العراقي أمين فيليب قادر على منح الفريق دفعة معنوية جديدة فنيا ونفسيا، ليبدأ المشوار من هنا، ويسجل أرقاما ونتائج مميزة.
ويعد فريق الرمثا الأكثر نجاحا في مرحلة الإياب من حيث تحقيق النقاط خلال الجولات الخمس الماضية، فقد سجل نتيجة الفوز في 4 مواجهات مقابل تعادل وحيد، ليقلص الفارق بينه وبين المتصدر الوحدات مع نهاية الجولة السادسة عشرة إلى نقطتين، علما بأن الفريق خلال الشهر الماضي خرج من بطولة الكأس على يد فريق الفيصلي من دور ثمن النهائي، ليتفرغ الفريق ويضع كامل تركيزه على بطولة الدوري.
وبرز في الفريق خلال الموسم الحالي لاعبون عدة، يتقدمهم حامي العرين الحارس مالك شلبية الذي كان سببا رئيسا في تحقيق أغلب نقاط الفريق في بطولة الدوري، بالإضافة إلى القائد الهداف حمزة الدردور الذي كان حاسما في غالبية مباريات فريقه، بدعم وقوة زملائه من خلفه مصعب اللحام والمتألق محمد أبو زريق "شرارة"، وبقوة مدافعيه ومنهم السنغالي كوليبالي والمحلي هادي الحوراني، وأسماء أخرى كمهند خير الله، عامر أبو هضيب، يوسف أبو الجزر، عمر مناصرة وسائد الخزاعلة.
ويفضل المدرب فيليب الابتعاد عن وسائل الإعلام في الفترة المقبلة للتركيز على مهمته الشاقة مع "الغزلان"، بعد أن قدم الفريق مستويات جيدة مؤخرا تحت قيادته في بطولة الدوري، وعدم فقدان سوى نقطتين وكانت في مواجهة السلط الذي لم يخسر في دوري المحترفين لغاية الآن.
بدوره، قال رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة للنادي عوني الزعبي "إن تألق الفريق في الفترة الماضية ليس بغريب عن أفضل لاعبي المملكة حاليا" حسب وصفه، مبينا بأنه رفع والإدارة المؤقتة منذ بداية الموسم شعار "الدوري لينا".
وأوضح الزعبي في معرض رده على استفسارات "الغد" أن اللاعبين لديهم رغبة في تحقيق بطولة الدوري الغائبة عن خزائن الفريق من سنوات طويلة، وأن الهدف في الجولات المقبلة هو تحقيق الفوز لعدم وجود وقت كاف لإهدار النقاط لاحقا.
وواصل : "الاستقرار المادي من حيث تسليم النادي الرواتب للجهاز الفني واللاعبين نحسد عليه، لانتظامنا في تسليم المنظومة في الأوقات المحددة، على عكس أندية المقدمة في الدوري المحلي، ولدينا ثقة بأمين فيليب وجهازه الفني في تقديم الأفضل بعد من الإنجازات، والجماهير هي أساس النادي ونأمل بإسعادهم بحصد اللقب".
من جهته، قال حارس المرمى مالك شلبية إن لاعبي الفريق لم يقصروا مع النادي مؤخرا حبا له، وطمعا بتحقيق الإنجازات، بعد أن قام جميع اللاعبين بتخفيض عقودهم للنصف تقريبا مع بداية الموسم الحالي، نظرا للضائقة المالية والظروف الصعبة التي يمر بها النادي.
وبين شلبية أن الإدارة المؤقتة وبرئاسة عوني الزعبي وضعت نصب أعينها تحقيق إنجاز لمدينة الرمثا من خلال فريق كرة القدم الأول، وحاولت الاستقرار وعدم بيع اللاعبين لأندية أخرى حفاظا على استقرار الفريق وحصد بطولة الدوري.
وأضاف: "اتفقنا منذ بداية الموسم كلاعبين أن ننافس على بطولة الدوري والكأس حتى الرمق الأخير، لعدم امتلاكنا الإمكانيات المادية الموجودة عند الوحدات والفيصلي، لم نوفق في تجاوز الفيصلي ببطولة الكأس بسبب ضغط المباريات وظروف خارجة عن إرادتنا، ونضع كامل تركيزنا حاليا على بطولة الدوري". وتابع: "نهدف دائما إلى إسعاد جماهيرنا التي تساندنا في السراء والضراء، ونطمح كلاعبين خلال الفترة الحالية إلى الدخول وحصد النقاط كاملة من كل مباراة بعد تقليص الفارق مع المتصدر الوحدات لنقطتين، والجولات المقبلة ستكون مفصلية لتحديد بطل الدوري من خلال المواجهات المثيرة، ونأمل بزيادة نسبة حضور الجماهير لما تشكله من متعة وإضافة للاعبي الفريق".