الروائي محمد أزوقة: تسير أعمالي على خطين متوازيين هما الوطن والمرأة

2
2

عزيزة علي

عمان- يذهب الروائي والمترجم الأردني محمد أزوقة إلى إنه دخل عالم الأدب والرواية والترجمة في سن الرابعة والأربعين، قائلا "بدأت في كتابة روايتي الأولى "الثلج الأسود"، في العام 1986". الرواية نضجت في عقله وهو طريح الفراش لمدة ثلاثة شهور، وبمجرد أن تمكن من النهوض، ذهب الى طاولته، وبدأ يكتب طيلة أربعة شهور، ثم تركها أشهرا عديدة، وعاود الى قراءتها مرة أخرى، محاولاً أن يكون موضوعياً ومحايداً تجاهها.اضافة اعلان
يتابع أزوقة في لقاء مع "الغد"؛ "في ذلك الوقت كنت ابحث عن رأي انسان مثقف وموضع ثقة ليطلع على هذا النص فذهبت الى المرحوم الشاعر الكبير عبد الرحيم عمر، وعرضت عليه النص، طالباً تقييمه وهل يصل للنشر ام لا، فجاء الرد بعد أربعة أيام قال لي: هذه الرواية تستحق النشر، فكانت تلك هي البداية مع مشوار الرواية".
وحول شغفه في كتابة الرواية يقول أزوقة: منذ طفولتي كنت مولعاَ بالقراءة باللغتين: العربية والإنجليزية، فتكون لدي مخزون هائل من القصص والحبكات وطرائق المعالجة المختلفة، الأمر الذي شجعني على خوض هذه التجربة، وعيش حالة من القلق والتوتر الشديدين بعد صدور "الثلج الأسود" لشهور طويلة، رغم أنني اشبعتها مراجعة وتدقيقاً، خوفا من مواجهة القارئ.
اما الترجمة فكانت بدايتها مع الروايات التاريخية للدكتور محي الدين قندور التي كانت مكثفة كما يصفها ازوقة: ترجمت أول رواية له وكانت بعوان "سيوف بلاد الشيشان"، هذا كان قبل حوالي خمسة عشر عاما، والترجمة أضافت عنصراً مهمة جديداً الى خبرتي وهو القدرة على صياغة العمل المترجم بلغة وأسلوب عربيين بعيدين كل البعد عن الترجمة الحرفية، ليخرج العمل المترجم من بين يدي وكأنه كتب أصلاً باللغة العربية، فأنا آخذ النص، سواء كان جملة أو حتى مقطعاً كاملاً، وأعيد صياغته بحيث يبدو أصلياً باللغة العربية. ويشير ازوقة الى الثقة التي منحها له د. قندور بإجراء بعض التعديلات على نصه قد تكون عميقة أحياناً، وذلك من اجل مراعاة الفروق بين مخاطبة العقل العربي والعقل الأجنبي. كما أثبتت لي الترجمة من العربية الى الإنجليزية بأنني قادر على أن أكون مقنعاً بتلك اللغة، ربما بسبب سعة إطلاعي على الروايات الإنجليزية باختلاف أنماطها على مدى ستة عقود.
يضيف: هذا شجعني على ان اكتب روايتي "حريق الصخور "، باللغة الإنجليزية، لكن الناشرين في الغرب رفضوا نشرها لمحتواها التاريخي السياسي. كما ان الترجمة "فتحت لي المجال للاطلاع على طرائق المعالجة لمواقف محددة، تختلف عنها في اللغة العربية، الأمر الذي مكنني من توسيع إمكانات الوصف والشرح، أو حتى التنويع في أساليب الحوار التي أصبحت مقبولة لدى القارئ العربي".
وعن الثمه الرئيسية التي يرتكز عليها في اعماله يقول ازوقة: تسير اعمالي على خطين متوازيين هما "المرأة.. والوطن"، حتى أعمالي الموغلة في خوضها بالشأن السياسي، لا يمكن أن تخلو من دور وحضور المرأة التي هي بالنسبة لي عنصر مهم وحيوي في جميع مناحي الحياة، ولا أتخيل أي عمل أدبي، قصصي أو روائي دون المرأة، فهي حاضرة في كل الظروف والأحوال.. أحرص على ابراز النساء اللاتي عرفتهن وتميزن بالجرأة والذكاء وقوة الشخصية والمصداقية.
ويوضح ازوقة انه كان محظوظا في علاقته بالمرأة فلقد اثرت المرأة في شخصيته وعمله وكتابته بدرجة أساسية، لافتا الى أن المرأة العربية الأردنية – الفلسطينية، خطت خطوات في طريق التطور والحرية الشخصية، واكتسب ثقة ذاتية برغم القوانين الجائرة والظروف الاجتماعية الضاغطة على حريتها وتقدمها. والوطن بالنسبة له فهو ذلك الممتد من المشرق الى المغرب ومن الشمال الى الجنوب.
ويخلص ازوقة الى انه خلال مشواره الإبداعي حاول ان يقدم جهودا متواضعا في هذه الاعمال الادبية، " فقدم 8 أعمال هي خمس روايات، وكتاب قصص قصيرة "الخطيفة" ودراستين، ويعمل الآن على كتابة رواية عن المجتمع الأردني منذ الأربعينيات وحتى السبعينيات، بالتركيز على الزراعة التي كانت مصدر الرزق الأساسي لمعظم الأردنيين، وما رافقها من أحداث اجتماعية وسياسية، مشيرا الى انه يترك تقييم مدى نجاحه في هذه الأعمال الى القارئ".
ويذكر ان محمد عمر أزوقة هو روائي ومترجم اردني ولد في مدينة عمّان، أنهى الثانوية العامة في كلية تراسنطة بعمّان، ثم درس الهندسة المعمارية في جامعة الشرق الأوسط التقنية بتركيا، لكنه لم يتمّ دراسته. وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، عمل في قطاع الصناعة والتأمين في كل من عمّان وأبو ظبي وبغداد.
صدر له العديد من المؤلفات منها: "الثلج الأسود"، "دقيقتان فوق تل أبيب"، "والشتاء يلد الربيع"، "حريق الصخور"، "الخطيفة" ، وترجم العديد من الروايات التاريخية الشركسية التي كتبها الروائي الشركسي العالمي الدكتور محيي الدين قندور باللغة الإنجليزية. وله عدة مقالات أدبية في الصحف والمجلات المختلفة، وهو عضو في المجلس العشائري الشركسي الأردني.