الروح الرياضية على المحك

خالد خطاطبة تتحدد، اليوم، هوية الفائز بلقب دوري المحترفين للموسم 2021، وسط حالة غير مسبوقة من الترقب في الشارع المحلي، في ظل استمرار التنافس على اللقب حتى آخر دقيقة من عمر الدوري، في حدث مشوق ويفترض أن يصب في صالح اللعبة، خاصة وأنه منذ سنوات لم نشهد تأجيل الحسم حتى صافرة حكم آخر مباراة بالبطولة. اللافت في المشهد، حالة التخوف التي يبديها البعض، نتيجة الاحتقان الموجود والملموس، نتيجة تداعيات الشكاوى المتبادلة بين عدد من الفرق، خاصة فيما يتعلق بالاستماع لإفادات لاعبي الجزيرة، والشكوى التي قدمها الجزيرة بحق رئيس اللجنة المؤقتة لنادي الرمثا. اليوم تتجه الأنظار لقمة الرمثا والجزيرة، فيما يلعب الوحدات أمام شباب العقبة، وفكره مشغول بأحداث مباراة الرمثا، أملا في الظفر باللقب، في مشهد تنافسي مثير، وسط سيناريوهات رسمها البعض كل بحسب ميوله وهواه، في أحداث قل ما نشهدها في الدوري الأردني. كل ما سبق هو أمر مشوق وجميل، ولكن ما هو أجمل، أن تسود الروح الرياضية بعد انتهاء المباراتين اللتين تحظيان بمتابعة عربية أيضا، تدل على مدى التنافس والإثارة في دوري المحترفين، في شهادة ضمنية بجمال المشهد ومدى الترقب عند الجميع. البعض يتوقع الخروج عن النص، والبعض الآخر يراهن على وعي الجماهير في تقبل الربح والخسارة، وبالتالي، يبقى الأمر مرهونا بوعي وثقافة “العقلاء” الذين يفترض أن ينثروا عبق الروح الرياضية على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لمواجهة العبارات المؤججة للمشهد التي يتوقع أن تظهر على منصات التواصل، والتي عادة ما تجيش الشارع بالاتجاه الخاطئ، وهنا يكمن الخطر والخلل. نجوم الرمثا والوحدات وإدارة الناديين وروابط المشجعين، على عاتقهم مسؤولية كبيرة في مباراتي اليوم، فالتصريحات المسؤولة، تسهم في إحباط المحاولات للتأجيج، وكلمة من نجم رياضي محبوب، لها مفعول السحر على الجماهير، وهذا ما هو مطلوب من اللاعبين قبل وبعد المباراتين، فما أجمل أن يخرج نجم خسر اللقب، لتقديم المباركة لفريق ظفر بالبطولة. الفريق الفائز له الحق بالفرح بالشكل الذي يراه مناسبا، ولكن دون الإساءة إلى الآخر، فما أجمل الأهازيج التي تتغنى بنجوم الفريق والنادي، بعيدا عن ذكر المنافس بسوء، فاليوم لك وغدا عليك، والفائز دوما هو المتحلي بالروح الرياضية في جميع الأحوال والظروف، فما أجمل أن نشاهد الليلة مواكب فرح وأهازيج واحتفالات، عنوانها الروح الرياضية التي تواجه اليوم اختبارا صعبا وحقيقيا.

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا

اضافة اعلان