الرياضة أيضا وسيلة لكسب العيش

أعلن وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور طارق الحموري في إيجاز صحفي أول من أمس، تأجيل النظر بقطاعات المسابح العامة والأندية الرياضية، بعدما قررت الحكومة فتح جميع القطاعات الاقتصادية اعتبارا من يوم غد الأربعاء.اضافة اعلان
ربما كان كثيرون يأملون في أن تمنح الحكومة القطاع الرياضي جزءا من حقه في العودة إلى العمل، لكي لا تتسع دائرة الأضرار الاقتصادية أكثر فأكثر، فالرياضة اليوم ليست هواية بمفهومها التقليدي السابق، وإنما باتت "حرفة" أو "مهنة" يتكسب عشرات آلاف المواطنين من خلالها.
وبالتزامن مع قرار "وزيرنا" الحموري، وجه وزير الرياضة الإيطالي ضربة قاسية لطموحات الطليان بعودة الأندية هناك للتدريبات الفردية لجميع الرياضات، بعدما أشار الوزير فينتشنزو سبادافورا إلى أن أحدا لم يتحدث عن استئناف الموسم، مجددا الموقف السابق بعدم عودة تمارين الفرق حتى 18 أيار (مايو) المقبل، في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد.
مما لا شك فيه أن هناك محاذير من العودة إلى ممارسة النشاطات الجماعية كما كان عليه الحال سابقا، ويبدو أن كثيرين يرون على مختلف الصعد، أن ما قبل "كورونا" لن يكون مثل ما بعدها، وبعد هذه الجملة يمكن وضع مئات علامات الاستفهام والتعجب في آن واحد.
لكن يمكن التدرج في العودة كما هو الحال في مختلف القطاعات الأخرى، ما يعني أن تدرك الحكومة إلى جانب إدراكها لخطورة التجمعات الكبيرة، أن الحركة الرياضية بشقيها "الهواية والاحتراف"، بحاجة إلى "أوكسجين" يبقيها على قيد الحياة قبل أن تصبح "جثة هامدة"، وبمعنى أكثر وضوحا فإن الإغلاق المتواصل سوف "يدمّر" أندية ومراكز رياضية طالما بقي الحال على ما هو عليه، ولم تظهر خطط أو برامج أو حتى مبادرات حكومية تنقذ الرياضة من الضياع.
لا شك أن البعض يرى في الرياضة "تسلية" أو "مضيعة وقت" أو أمرا غير ضروري في مثل هذا الوقت، لكن هذه النظرة بالتأكيد ستكون ظالمة وقاصرة نظر، لأن الحقيقة تؤكد أن دول العالم تحقق الكثير من المكتسبات المعنوية والمادية من خلال تفوقها الرياضي، بعد أن نظرت للرياضة نظرة مختلفة وواقعية وأدركت أهميتها في حياة الشعوب، سواء تعلق الأمر بالجانب الصحي أو الحصول على مكتسبات مالية تشكل ثروة تزيغ الأبصار.
مرة أخرى نتمنى على الحكومة أن تدرك بأن الرياضة ليست اللعب بالكرة أو بأي أداة رياضية أخرى فقط، وإنما هي أيضا وسيلة لكسب العيش.