الرياضة بين عامين

تُقلب اليوم آخر أوراق العام 2012، ويستعد العالم غدا لفتح أول صفحة في أجندة العام 2013، وبين عام فائت وآخر على وشك البدء، مرت ذكريات وأحداث كثيرة، كما تلوح أمنيات لعلها تتحقق إن لم تكن قد تحققت في هذا العام.اضافة اعلان
366 يوما مرت على الرياضة الأردنية، شهدت خلالها جملة من الأحداث والمشاركات، لعل أبرزها المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في لندن، كما شاركت المنتخبات الوطنية في عدة استحقاقات دولية وقارية وعربية في مختلف الرياضات والألعاب.
ماذا يمكن وصف المشاركات الرياضية الأردنية في العام 2012؟.. هل هي مشاركة ناجحة في ظل الإمكانات المتاحة؟.. أم هي مشاركة فاشلة بما أن الإنجاز فيها لم يتحقق خصوصا في الدورة الأولمبية؟.. وهل جميع الاتحادات الرياضية أخفقت، أم أن بعضها كان مجدا وأصاب النجاح في كثير من مشاركاته، والبعض الآخر لم يقدم خطوة للأمام إن لم يكن تراجع أميالا كثيرة؟.
في المجمل، يمكن القول إن العام 2012 لم يحمل إنجازا للرياضة الأردنية، ولا يمكن اعتبار الوصول إلى الدورة الأولمبية إنجازا لأن بعض المقاعد كانت “مجانية” بدون أن تقام تصفيات كحال بعض الرياضات الأخرى التي خاضت مباريات وتأهلت بـ”عرق جبينها”.
الضائقة المالية ألقت بظلالها، لكنها لم تكن السبب الحقيقي وراء غياب الإنجاز، وإنما لأن كثيرا من الاتحادات الرياضية أخطأت في عملها... انشغل بعضها بـ”معارك انتخابية” وغيرت الرئيس أكثر من مرة، وغُيبت كفاءات كثيرة لأسباب عدة، ولم يطبق شعار “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
في العام المقبل، سيتم إجراء انتخابات جديدة لمجالس إدارات الاتحادات، في ظل حديث دائر بشأن تعديلات منتظرة على نظام الاتحادات وبالتالي الانتخابات، وفي ظل حديث عن إمكانية تخفيض قيمة المخصصات والدعم، ما يزيد الطين بلة على اتحادات عدة لم تقو على تسويق نفسها وغرقت في سبات عميق كما غرقت في مشاكل عدة.
مع نهاية كل عام، نردد عبارة “نغلق صفحة ونستعد لفتح صفحة جديدة”، وتتكرر “الأسطوانة” بدون أن يشهد أهل الرياضة تغييرا يذكر... الوجوه هي ذاتها التي جشم بعضها على جسد الرياضة المنهك سنوات طويلة.. تارة يقولون إن الحل يكمن في تعزيز الاتحادات بحملة شهادات الدكتوراه، وتارة أخرى يقولون “لا يحرث الأرض إلا عجولها” ولذلك “اتركوا الخبز لخبازه” حتى وإن لم يحصل على شهادة الدكتوراه.. وبين حملة شهادة الدكتوراه ومن امتلكوا خبرات طويلة بدون شهادات عليا، بقيت الرياضة الأردنية تراوح مكانها، وتستنجد بمن يقدر على تشخيص علتها ويوفر الدواء اللازم لها، ومع ذلك نتمسك بالتفاؤل، لعل العام الجديدة يدفع الاتحادات الرياضية إلى امتلاك إرادة الإنجاز والفوز رغم كل الظروف الصعبة والمحبطة، ولعل الانتخابات الجديدة تحمل واقعا مغايرا وأفضل.

[email protected]