الزبون يتوقع توفير 160 فرصة استثمارية ضمن المخطط الشمولي للبحر الميت

تصميمان لمشروع الكورنيش في البحر الميت - (من المصدر)
تصميمان لمشروع الكورنيش في البحر الميت - (من المصدر)

هبة العيساوي

عمان- قال المدير التنفيذي للشركة الأردنية لتطوير المناطق التنموية الدكتور طه الزبون إن المخطط الشمولي لمنطقة البحر الميت يحتوي على 160 فرصة استثمارية سيتم الإعلان عنه في منتصف تموز (يوليو) المقبل.اضافة اعلان
وكشف الزبون في حديث خاص مع "الغد" أنه سيتم طرح أول مجموعة من الاستثمارات بنحو 15 مشروعا بالتزامن مع الإعلان عن المخطط الشمولي ومن خلال ورشة عمل تضم كافة المهتمين بالاستثمار في الأردن ومن الفعاليات السياحية وغير السياحية.
ويتمحور المخطط حول خلق سلسلة من المناطق أو الأحياء الاستثمارية وعددها 12 حيا ذات مراكز حيوية بمساحات تتناسب وحجم المنطقة التي تتوسطها وتتميز بالحفاظ على المميزات الطبيعية والاقتصادية الخاصة بتلك المنطقة.
وأكد أنه ستقوم الشركة بطرح عطاء لاستدراج عروض لتصميم مشروع "الكورنيش" خلال الأسبوع المقبل في الصحف اليومية.
ويحتوي الكورنيش إضافة الى الاستثمارت سابقة الذكر العديد من المرافق العامة كالساحات والمظلات ومدرج مفتوح يطل على البحر يتسع لقرابة 2000 شخص سيتم فيه تنظيم الاحتفالات والمهرجانات السياحية والفلكلورية وجلب كبار المطربين المحليين والعرب، الأمر الذي سيضيف المزيد من التنوع والتشويق ويعمل على إطالة مدة إقامة للسواح في فنادق المنطقة.
ويتوقع الزبون ان تتطور منطقة الكورنيش والواقعة في الجزء الشمالي من البحر الميت بطول 2.1 كيلو متر لتصبح المتنفس الكبير والرئيس للسياحة الداخلية والخارجية لاحتوائها على شريحة واسعة من المشاريع والخدمات التي تحتاجها منطقة البحر الميت بشكل ملح كالفنادق الصغيرة والمقاهي والأسواق التجارية، مبينا أنه سيتم قريبا دعوة المستثمرين المحليين للتقدم بطلبات الاستثمار في الكورنيش، علما بأنه قد تم تحديد قطع الأراضي في هذه المنطقة بما يراعي متطلبات ومقدرة المستثمرين الأردنيين وضمن مراحل زمنية محددة بحيث يتم توزيع الاستثمارات في منطقة الكورنيش بشكل تدريجي ووفق منهج مدروس يتماشى مع برامج تصميم وإنشاء خدمات البنية التحتية.
وبين الزبون أنه سيتم توقيع اتفاقيات مع مستثمرين اثنين قريبا للاستثمار في فنادق في منطقة البحر الميت، مؤكدا وجود اهتمام خليجي بالإضافة الى المحلي في الفرص الاستثمارية في البحر الميت.
ولفت الى أن سلسلة المشاريع القائمة حاليا على شاطئ البحر الميت أجزاء متفاعلة ضمن المنظومة التنموية الجديدة التي ترتبط ببعضها البعض بواسطة شرايين الحركة الرئيسية وأهمها طريق البحر الميت الذي تمت معالجته ليصبح طريقا ساحليا جاذبا للمتنزهين والمصطافين، من خلال تنسيقه وتزيينه بالمظلات والمقاهي وخدمته بمواقف السيارات، إضافة إلى شبكة الطرق القائمة والمقترحة ضمن المخطط الشمولي الذي اشتمل كذلك على خطة للنقل تهدف الى توفير خدمات النقل العام داخل منطقة البحر الميت إضافة الى الربط بعمان والمطار وغيرها لتأمين سهولة التنقل للزوار والقاطنين والعاملين في المنطقة على حد سواء.
وبين أن المخطط الشمولي بمناطقه الاستثمارية المختلفة سيفتح المجال لاستثمارات جديدة تتنوع من حيث الاستعمالات السياحية بشقيها الداخلي والخارجي؛ كالفنادق والشواطئ العامة والخاصة والاستعمالات الداعمة كمراكز التدريب والتأهيل والاستعمالات الخدمية كمحطات تنقية المياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها، وسيقوم المخطط ضمن مراحل تنفيذه التي تمتد قرابة 25 عاما بتوفير عدد يقارب 14 ألف غرفة فندقية بمختلف التصنيفات، وما يقارب 29 ألف وحدة سكنية متفاوتة المساحة.
ولفت الزبون الى أن المخطط الشمولي والتفصيلي يغطي بمساحته الجزء الأكبر من منطقة البحر الميت، ويحدد في جزئياته آليات متعددة للحفاظ والتطوير والتنمية والاستثمار في المنطقة بشكل متفاعل ومدروس، وضمن خطة زمنية ذات مراحل تنفيذ منطقية تنبع من دراسة متعمقة لمعطيات السوق المحلي والعالمي والإمكانات المتاحة بما يضمن الاستدامة لعملية التنمية والاستثمار في المنطقة من دون استنزافها بيئيا أو النزول بمستواها السياحي عالميا.
واشتمل المخطط الشمولي على وضع مخطط تنموي هيكلي لمنطقة السويمة يحقق إنشاء بؤرة خدمية مركزية تدعم المنطقة التنموية بالخدمات العامة كمحطة للحافلات، مغسلة ومخابز مركزية، مواقع لإسكان العاملين في القطاع السياحي وللتوسع السكني المصاحب لتنمية المنطقة بالإضافة إلى معهد تدريب فندقي يأخذ على عاتقه تأهيل الكوادر المحلية ودمجها في المشاريع الاستثمارية القائمة والمستقبلية، وكذلك إعداد المخططات والدراسات التفصيلية لأعمال التحسينات العامة للمنطقة، وتشمل إقامة كورنيش سياحي ومناطق تنزه ومظلات عامة ضمن الشريط المحاذي لشاطئ البحر، وتصميم متنزه عام بسعة استيعابية عالية، وبعناصر ترفيهية وتثقيفية مميزة ليكون إحدى البؤر الجاذبة بهدف تفعيل السياحة المحلية المخدومة في المنطقة.
وأشار الزبون الى أنه تم اقتراح ربط طريق البحر الميت الحالي بطريق جديد يخترق قرية السويمة كشريان تنموي جديد يزيد من فرص التفاعل مع المجتمع المحلي، ويؤمن فرصا استثمارية جديدة له. وسيتم العمل قريبا على إعداد مخطط تفصيلي للأراضي الواقعة ضمن قرية السويمة بعد الانتهاء من العمل الجاري حاليا لإعداد مخططات الأراضي النهائية للمنطقة من قبل هيئة المناطق التنموية والحرة ودائرة الأراضي.
 واشتمل المخطط وفقا للزبون على الأعمال اللازمة لتزويد المنطقة بالبنى التحتية المطلوبة من شبكات مياه وكهرباء، تشمل إضافة الى الشبكات خدمة المنطقة على مراحل تنفيذية متتابعة بمحطة مركزية لمعالجة وتحلية المياه، بحيث يصار الى تحلية المياه في المنطقة وإيصالها الى جميع الفنادق بما يلبي احتياجاتهم الكاملة من المياه مما سيساعد بشكل كبير في تقليل الكلفة العالية لجلب وتوفير المياه بواسطة الصهاريج حاليا، وكذلك إنشاء محطة مركزية لمعالجة مياه الصرف الصحي.
أما على الصعيد البيئي قال الزبون إنه حرص في المخطط الشمولي على توحيد المواقع ذات الأهمية البيئية ضمن منظومة محددة سيتم العمل على إعداد برنامج عملي وزمني لحمايتها ووضع البرامج والآليات لكيفية تفعيل دورها كرافد مهم وحيوي لتجربة الزائر والمقيم في المنطقة وذلك بالتنسيق مع العديد من الجهات المختصة ذات العلاقة.
ووضع المخطط الشمولي لمنطقة البحر الميت كافة السيناريوهات والأنظمة الكفيلة لإدارة المنطقة لمدة 25 عاما، فحدد المعايير والأسس المتكافئة لتقييم الاستثمارات المستقبلية من حيث ملاءمتها واحترامها لجميع المحددات الفنية والتخطيطية المكملة للمخطط الشمولي من النواحي التشكيلية والبيئية والاستثمارية. ووضع الخطة المالية للشركة الأردنية لتطوير المناطق التنموية لتغطية حجم التكاليف المادية اللازمة للنهوض بالبنية التحتية لمنطقة البحر الميت، من خلال استغلال العائد من استثمار الأراضي وفق البرنامج الزمني المحدد في المخطط الشمولي حيث بلغت الكلفة التقديرية لإنشاء البنية التحتية للمنطقة حوالي 180 مليون دينار.

[email protected]