الزرقاء: صناعات محلية شهيرة مهددة بالخروج من السوق

احسان التميمي

الزرقاء- تواجه الصناعات الوطنية تحديات جسيمة قد تدفع لإخراجها من السوق، بسبب ما يؤكده صناعيون وعاملون بالقطاع الصناعي "انحياز" الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الدول الصديقة والشقيقة لصالحها، في الوقت الذي اثبتت فيه هذه الصناعات حضورا كبيرا وكانت موضع اختيار للزبون، ضاربين مثلا على ذلك بمنتجات مصانع "الانتاج" و"سي جي سي".اضافة اعلان
ويقول رئيس غرفة صناعة الزرقاء المهندس فارس حمودة، ان الصناعة الوطنية بحاجة الى وقفة حقيقة من قبل الحكومة والعمل على مراجعة كافة الاتفاقيات التجارية الموقعة مع مختلف دول العالم، والتي تسببت في إلحاق ضرر كبير في الصناعة الوطنية وفي قياس الميزان التجاري.
واضاف حمودة، ان الصناعات الوطنية تواجه العديد من المصاعب والتي تتعلق بتكاليف الصناعة والانتاج.
ولفت الى ان حماية المنتج الوطني بات واجبا وطنيا، قائلا انه من غير المعقول ان تجد دولا موقعة على اتفاقيات تجارية مع المملكة وتعرقل عملية دخول البضائع الاردنية اليها، في حين تدخل بضائعها الى الاردن بكل يسر وسهولة.
واستهجن حمودة بقاء جميع الاتفاقيات التجارية الموقعة لصالح الدول الاخرى، داعيا الى مراجعة كافة الاتفاقيات والغاء او تعديل الاتفاقيات التي لاتصب في صالح الصناعة الوطنية.
واستطرد حمودة قائلا: ان مستوردات الاردن من الاتحاد الاوروبي فاقت 3 مليار في حين لم تتجاوز الصادرات الاردنية 300 مليون.
وبين حمودة، ان العديد من الصناعات الوطنية غادرت السوق المحلي بسبب عدم قدرتها على مواجهة البضائع المستوردة والتي تقدم لها دولها كافة الحوافز ، داعيا حمودة الى تقديم الدعم للصناعة الوطنية والعمل على تقديم حوافز مختلفة لتشجيع الصناعة المحلية.
وقال راضي محمد ويعمل بقطاع الصناعة، ان الصناعة الاردنية قدمت في ثمانينيات القرن الماضي منتجات وسلع ذات جودة عالية كمنتجات مصانع"الانتاج" و"سي جي سي"، وكانت محط اختيار المواطن، رغم وجود صناعات اجنبية مشابهة، وهذا مؤشر على ان المواطن يدعم الصناعات الوطنية اذا توفرت فيها الجودة والسعر المقبول.
اما يوسف الخطيب ويعمل بالقطاع الصناعي فقال: ان الصناعة الاردنية قادرة على المنافسة في حال تخلى بعض اربابها عن فكرة الربح السريع والمباشر، فالمواطن "الزبون" يبحث عن سلعة او منتج ذي جودة عالية وسعر مقبول وليس العكس، وهذا مايدفعه احيانا الى الاقبال على الصناعات والمنتجات المستوردة، مستدركا ان ذلك لا يعني ان تقدم الحكومات ومن خلال دراسة مع ارباب الصناعة اولويات اصلاح التشوهات.
اما المواطن احمد صالح فقال ان الصناعة الاردنية اصابها الترهل لأسباب عدة، منها ماهو متعلق بعدم رغبة اربابها بتطوير منتجاتهم ومنها ماهو متصل بالظروف الاقليمية، موضحا ان الصناعات العالمية جميعها تواجه منافسة شديدة من الصناعات الصينية، وعلى ارباب الصناعات الاردنية وضع خطة إنقاذ لزيادة كمية الانتاج وتنويعه، بحيث تنخفض تكاليف الانتاج والبيع.