"الزلزال الكبير" يقترب من الأراضي الفلسطينية والأردن !

"الزلزال الكبير" يقترب من الأراضي الفلسطينية والأردن !
"الزلزال الكبير" يقترب من الأراضي الفلسطينية والأردن !

 

يدمر ربع المباني القائمة ونابلس وعمّان الأكثر تأثراً


رام الله - أشار العالم الأميركي، مارينز كنسي، إلى أن القارة الإفريقية والامتدادات الأوربية مهيأة لأن تتأثر بالنشاط الزلزالي الأخير، والمعروف بـ"زلزال آسيا"، والذي راح ضحيته قرابة 130 ألف قتيل، مشيرا إلى أن ما يحدث في المحيط الهندي يمكن أن يصل إلي البحر الأحمر والبحر المتوسط.، ولذلك فإن دولا أفريقية تأثرت من هذا الزلزال، والذي كان من الممكن أن يستمر حتى يضرب في الدول العربية في شمال أفريقيا، كمصر والجزائر وتونس، والمغرب.

اضافة اعلان

وتبعا لكنسي فإن منطقة 'حلقة النار' التي انطلق منها الزلزال الأخير تشارك في الطبقات الأرضية للعديد من الدول العربية في آسيا، خاصة عمان واليمن، وأن الطبقة الأرضية بالتالي ذات ارتباط مع العديد من الدول الإفريقية المطلة على ساحل البحر الأحمر ومن بينها مصر، والسعودية.

وحركة الطبقة الأرضية، حسب دراسة كنسي لا تكون في دولة دون أخرى، ولكن قد تكون أكثر شدة في دولة أو أقل شدة في دولة أخرى، وأن حركة الطبقات الأرضية قد تكون قائمة بالفعل في بعض الدول، ولكن لا يشعر بها السكان لانخفاضها أو قلة حركتها، إلا أن هذا لا يعني أن هذه الدول ذات الحركة الضعيفة في الطبقات الأرضية هي مستبعدة من نطاق هذا الزلزال، فطالما أن هذه الطبقة أخذت اتجاه الحركة فإنها يمكن أن تشتد في أية لحظة.

وأشارت تقارير أخرى إلى أن الزلزال القاري الكبير الذي تنبأت به العديد من المعاهد الجيولوجية العالمية أنه سيحدث في العام 2002 ولم يحدث، قد يكون أوشك على الحدوث بعدما جرى في زلزال آسيا المدمر، فالتقديرات العلمية قد تكون أخطأت في مدة 5 سنوات أو أقل، فمن الجائز أن يحدث الزلزال القاري المتوقع، بعد شهور قليلة، فحركة الأرض الحالية تنم عن حدوث ذلك.

وتشير التقارير إلى أنه، ووفق حركة الأرض ومعطياتها القائمة حاليا، فإن الزلزال القاري، يمكن أن يمسح مدنا أوسطية من على الخريطة السياسية، إلا أن أكثر المناطق التي ستدمر، ستكون في تركيا، تتبعها مدن سورية، ولبنانية خاصة في سهل البقاع، فيما سيهبط هذا الزلزال بقوة أيضا على الأردن وفلسطين فيصيب العاصمة عمان وميناء العقبة، وينحرف إلى مدن الضفة الغربية، إلا أن الحركة الزلزالية ستبدو أكثر عنفا في أثيوبيا والسودان ومصر.

من جهته أشار د. جلال دبيك، مدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية، بمدينة نابلس، إلى أن الأراضي الفلسطينية، والأردن، وسورية، ولبنان (بلاد الشام)، تقع ضمن الدورة الزلزالية لعدد من الزلازل المتوقعة، منها زلزال شمال البحر الميت، وزلزال "إصبع الجليل وبحيرة طبرية"، والذي يحدث كل 200 إلى 250 سنة، ووقع آخر مرة في العام 1759، وأودى بحياة الآلاف ودمر قرى بأكملها، كانت تحيط ببحيرة طبرية، ويقول: نحن في الفترة الزمنية لحدوث هذه الزلازل .. هناك الدراسات العلمية تتحدث عن سنوات قليلة (دون خمس سنوات)، أو ما بين الخمس والعشر سنوات، في حين تتحدث دراسات أخرى عن خمسين عاماً لحدوث أي من هذه الزلازل.

ويؤكد دبيك في حديث لـ"الغد"، إلى أن بعض الدراسات تتحدث عن أن قوة الزلزال المتوقع حدوثه في المنطقة قد تصل إلى 5ر6 درجة على مقياس ريختر، في حين أظهرت دراسات أخرى أن قوة الزلزال قد تصل إلى 7 درجات، في حال كان مركزه "إصبع الجليل"، وهي منطقة داخل الخط الأخضر، معروفة بنشاطها الزلزالي، مشيراً إلى أنه في حال وقوع مثل هذا الزلزال، فإن بعض المدن الفلسطينية ستتعرض إلى انهيارات كلية، في حين تتعرض مدن أخرى لانهيارات جزئية، قد يصل مجموعها إلى تدمير ربع المباني القائمة، كحد أدنى، منوهاً إلى أن ما يفاقم أضرار مثل هذه الزلازل، هو عدم أهلية المباني ومنشآت البنى التحتية لمقاومة هذه الدرجة من الزلازل، وعدم وجود إدارة للكوارث، وإسناد للطوارئ، وعدم جاهزية الإنسان والمؤسسة في فلسطين لمثل هذا النوع من كوارث الطبيعة.


وعن أكثر المناطق تضرراً من حدوث مذل هذه الزلازل، يقول دبيك: بناء على الدراسة التاريخية للزلازل في المنطقة، وخرائط الشدة الزلزالية، فإن أكثر المناطق تأثراً بالزلزال ستكون تلك المحيطة بصفد، داخل الخط الأخضر، ونابلس وأريحا والقدس في الضفة الغربية، وعمان والسلط في الأردن، مشيراً إلى أن ذلك يعتمد على مركز الزلزال.

وينوه دبيك، الذي يتحدث عن انزلاق فلسطين عن الأردن، باتجاه الجنوب، 7 إلى 12 ميليمتراً سنوياً، إلى أن علم الزلازل في نهاية الأمر، "علم احتمالي"، بمعنى قائم على الاحتمالات المبنية على دراسة معقدة، لا يستطيع أي إنسان أن يجزم بشأنها، لا سيما من حيث التوقيت، والشدة.

وعن إمكانية تأثير زلزال آسيا الأخير، على المنطقة، يقول دبيك: هناك العديد من المدارس، التي تختلف فيما بينها، حول تأثير الزلزال الأخير على المنطقة، فبعض الدراسات، التي صدرت في الأيام الأخيرة، تستبعد ذلك، في حين ترى أخرى أنها قد تؤثر على المدى البعيد والمتوسط، لكن هناك دراسات "أكثر جرأة"، تكاد تجزم بالتأثير، استناداً لنظرية الاتزان الكوني (اتزان حركة الصفائح)، لكنه يعود ليؤكد: لا أحد يستطيع أن يجزم.