الزهري مرض تناسلي قديم معد ومزمن

الزهري مرض تناسلي قديم معد ومزمن
الزهري مرض تناسلي قديم معد ومزمن

عمّان-الغد- مرض الزهري أو مرض السفلس هو مرض شديد الخطورة تسببه جرثومة تسمى اللولبية الشاحبة، تدخل هذه الجرثومة جسم الانسان عن طريق جرح أو قرحة أو خدش في الأجزاء الرطبة من الأعضاء التناسلية.

اضافة اعلان

 

طرق انتقال مرض الزهري (السفلس)

تنتقل عدوى مرض الزهري (السفلس) بواحدة من الطرق التالية :

1. الاتصال الجنسي مع شخص مصاب بمرض الزهري.

2. الملامسة أو الإحتكاك بالشخص المريض بشكل قريب، كما يحدث عند التقبيل أو الملامسة المتلازمة لمنطقة الإصابة.

3.  ينتقل مرض الزهري من الأم الحامل إلى جنينها عن طريق المشيمة.

4. كما أنه من الممكن أن ينتقل مرض السفلس عن طريق نقل الدم إذا كان الدم ملوثاً بجرثومة الزهري.

فترة الحضانة

يتميز مرض السفلس بفترة حضانة طويلة تتراوح بين 9-90 يوماً، إلاّ أنه في معظم الأحيان تستمر فترة الحضانة لفترة  زمنية ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

تتطور أعراض مرض السفلس في أربع مراحل أساسيّة هي:

1. المرحلة الإبتدائية :

وتتمثل أعراض هذه المرحلة بارتفاع درجة حرارة المصاب، وألم في المفاصل .وتظهر قرحة صغيرة في المكان الذي دخلت منه الجراثيم.

وتتميز هذه القرحة عادة بأنها أحادية، وهي بيضاوية أو دائرية الشكل، ومحاطة بهالة حمراء اللون، وعادة ما تكون غير مصحوبة بحكة. وتكون هذه القرحة ناعمة الملمس ذات لون يميل إلى الاحمرار، وغير نازفة حيث يخرج منها سائل أصفر عند الاحتكاك. ويصاحب القرحة عادة تضخم في الغدد الليمفاوية دون أن يشعر المريض بالألم. وتبقى هذه القرحة مدة زمنية تتراوح ما بين 6-12 أسبوعاً، حيث يعقبها ظهور المرحلة الثانوية من المرض.

2. المرحلة الثانية :

المرحلة الثانية تظهر بعد فترة زمنية متأخرة، تتراوح ما بين ستة أسابيع الى ستة أشهر. حيث يصاب المريض بطفح جلدي ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويتميز بلونه الأحمر القرمزي. ويختفي هذا الطفح في عدة اسابيع، وقد لا يلاحظه المريض. كما يصاحب الطفح الجلدي بعض الأعراض الأخرى مثل:

1. تقرحات مؤلمة بفتحة الفم وبداخل الشفتين قد تصل إلى اللوزتين والحلق.

2.صداع شديد وآلام في مختلف انحاء الجسم.

3.تضخم في الغدد الليمفاوية في جميع أجزاء الجسم.

4.سقوط شعر الرأس.

5.آلام بالمفاصل والعظام تشبه الآلام الروماتيزمية.

تكون إمكانية حدوث العدوى كبيرة في المرحلة الثانية من مرض الزهري؛ ويعود ذلك إلى تعدد أماكن الإصابة بالجلد والأغشية المخاطية .

وتكون طريقة العدوى بالاتصال الجنسي مع المصاب أو بالاحتكاك مباشرة أو بملامسة أماكن التقرحات أو باستعمال أدوات المصاب الملوثة.

وفي هذه الحالة قد ينتقل المرض تحت ظروف معينة إلى أفراد العائلة، خاصة الزوجة والأطفال. ونصادف أحياناً أطفالاً مصابين بمرض الزهري نتيجة العدوى من أحد الأبوين؛ وبالتالي فإن ذلك قد يسبب لهم مضاعفات خطيرة منها: التهاب الكبد والمفاصل والقلب، بالإضافة إلى تشوهات وعاهات جسدية.

مضاعفات المرحلة الثانية من مرض السفلس

قد تحدث مضاعفات خطيرة لمرض الزهري خلال المرحلة الثانية، وتشمل هذه المضاعفات أنسجة العين المختلفة: مثل القرنية وحدقة العين والجهاز الهضمي؛ التي قد تؤدي إلى تليف أنسجة الكبد والجهاز العظمي مثل التهاب عظام الجمجمة؛ ممّا يسبب الصداع المستمر الذي يصيب المريض، باالإضافة إلى التهاب العضلات والتهاب السحايا والتهابات الأعصاب، التي قد تؤدي إل أعراض مختلفة تختلف بحسب العصب المصاب. فالتهاب العصب الثامن على سبيل المثال يؤدي إلى أضرار بالسمع والإحساس بالدوار والدوخة.

3. المرحلة المستترة:

تختفي أعراض المرحلة الثانوية بعد شهرين من ظهورها، إلاَ انَ ذلك لا يعني بأنّ المريض قد شفي، وإنما يعني بأنّ المرض قد تمكن من المريض وبدأ بغزو الأنسجة الداخلية من الجسم. وتستمر هذه المرحلة لفترة زمنية تقارب السنتين.

4. المرحلة النهائية :

في هذه المرحلة من المرض تنتشر الجراثيم اللولبية الشاحبة لتصل إلى جميع أعضاء الجسم الداخلية مثل:

1.الجهاز الدوراني ممّا يسبب تليفاً في القلب، وتمدداً في الشريان الأورطي والشرايين المتوسطة الحجم؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى الموت المفاجئ.

2.كما قد تصل الجراثيم إلى الجهاز العصبي ممّا قد يسبب إضطرابات عصبية أو أنواعاً مختلفة من الشلل أو فقداناً للسمع.

3. وقد تصيب الجراثيم العينين مما يؤدي إلى العمى.

4.الالتهابات المختلفة التي قد تصيب العظام والمفاصل.

5. ظهور طفح جلدي أو تقرحات في مجموعات على شكل قوس أو دائرة حول العنق غير مصحوبة بألم أو حكة. كما قد تظهر بقع في الكف والكعب، فيكون الطفح الجلدي مغطى بطبقة كثيفة من القشور أو المادة القرنية الصلبة. وعادة ما يظهر تدرنات دائرية الشكل تحت الجلد وغير مؤلمة. وقد تتقرح هذه الدرنات وتؤدي بالتالي إلى تشوهات بالجسم. وأكثر الأماكن إصابة هي الوجه والرأس والساقين.

6. إصابة الحبال الصوتية مما يؤدي إلى بحة في الصوت.

7. فقر الدم في بعض الحالات نتيجة تكسر الكرات الدموية الحمراء عند تعرض المصاب للبرد.

8. نوبات حادة من الألم: مثل ألم شديد في البطن والقيء وفقدان الشهية ومغص كلوي حاد يؤدي إلى ألم مضنٍ في الخاصرة.

علاج مرض الزهري

يتم القضاء على مرض الزهري بسهولة بواسطة المضادات الحيوية والتي من أهمها البنسلين، أو أي من المضادات الحيوية الأخرى الفعّالة ضد جرثومة المرض، وذلك في المراحل الثلاثة الأولى من المرض. أما في المرحلة النهائية، فقد يوقف العلاج تطور المرض، ولكن من الصعب القضاء عليه.

مرض القرحة الرخوة

لم يعد هذا المرض منتشراً بشكل كبير في المجتمعات الحديثة، إلاَ أننا نورد ذكر هذا المرض هنا حتى يستطيع القارئ التمييز ما بين مرض القرحة الرخوة وقرحة السفلس الأولية. حيث تبدأ القرحة الرخوة على شكل حبة صغيرة على الأعضاء التناسلية، وخصوصا على رأس القضيب أو غلافه، وهي عبارة عن خراج (دمل) بحجم الزر الصغير، يحتوي سائلاً شفافاً، سرعان ما يتحول إلى قرحة صغيرة. وتتواجـد القرحة الرخوة عند الإناث على الشفرتين ومدخل المهبل عند النساء.

تعتبر البكتيريا العصوية هي المسبب لمرض القرحة الرخوة ، وتسبب هذه الجراثيم قروحاً عديدة في منطقة الأعضاء التناسلية الخارجية عند الرجال أيضاً، وتفرز سموماً تمر في الأوعية الليمفاوية.

وتتجمع في الغدد الليمفاوية المجاورة فتنتفخ وتتضخم خلال أسبوع من بداية المرض وتكون يابسة مؤلمة، وتشكل أحياناً دمامل صديدية.

تظهر القرحة الرخوة عادة بعد انقضاء فترة الحضانة  وهى من 3 - 4 أيام. وهي تختلف عن القرحة الصلبة (قرحة السفلس) بأنها مؤلمة عند اللمس. كما لا يحيط بها أي احمرار أو دلائل التهاب، والجراثيم التي تسببها تنتقل بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجنسي.