الزيتون.. قصة عشق تبدأ من أول شتلة نبتت على روابي الأردن

زيت ينساب بمعصرة زيتون في السلط -(تصوير: محمد أبو غوش)
زيت ينساب بمعصرة زيتون في السلط -(تصوير: محمد أبو غوش)

عبدالله الربيحات

عمان- للأردن مع شجرة الزيتون قصة عشق، تبدأ من أول شتلة زيتون نبتت على روابيه وسهوله وجباله ووديانه، حتى اضحت رمزا من رموزه، فأينما نذهب، أكان الى سهول إربد الشمالية أو جبال عجلون وروابي السلط وتلال الكرك ومرتفعات الطفيلة، ترتفع اشجار الزيتون لتزين هذه الارض، في رمزية تعبر عن ارتباط الأردنيين وتعلقهم بهذه الشجرة المباركة.اضافة اعلان
ونحن نقف على اعتاب موسم قطف الزيتون الذي يعتبره الاردنيون عيدا، يفرحون بقدومه، يعدون العدة ليجنوا ثماره، ويرددون في احتفالية القطاف، الأغاني والأهازيج الشعبية المتوارثة، ابتهاجا بحلول هذا الموسم.
تعيش شجرة الزيتون في مختلف بقاع الاردن، وتجدها في اي مكان، اذ انها ذات حضور وخصوصية كبيرين، وهي الأمل المرتجى للنهوض بالزراعة الوطنية، وتعد ثروة للكثير من العائلات.
اشتهر الأردن منذ القدم بزراعة الزيتون، شأنه شأن مناطق حوض البحر الابيض المتوسط، وازدادت المساحات المزروعة به وتعددت أنواعه.
وتفيد آخر إحصائيات رسمية متوافرة، بأن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون حاليا في الأردن، تصل الى نحو مليون وثلاثمائة الف دونم.
الناطق الاعلامي بوزارة الزراعة نمر حدادين، بين ان التقديرات الاولية المتوقعه لانتاج ثمار الزيتون للموسم الحالي، تصل الى نحو 180 الف طن ثمار، وزيت نحو 26 الف طن، وثمار لغايات التخليل 36 الف طن.
وبين حدادين ان هذه الكميات تعتبر باقل من 10% مقارنة بالموسم الماضي، بحيث كان الانتاج للموسم الماضي نحو 200 الف طن ثمار وزيت 29 الف طن وثمار لغايات التخليل 44 الف طن.
يشار إلى أن متوسط استهلاك الفرد من زيت الزيتون يصل إلى 5ر3 كيلو غرام سنوياً، والاستهلاك الكلي للمملكة، يقدر بنحو 21773 طنا، ومن ابرز الدول المستورد لزيت الزيتون: البحرين، الكويت، عمان، قطر، السعودية، والولايات المتحدة الاميركية، ويصل عدد أشجار الزيتون الكلي في البلاد الى 18 مليونا، وفق إحصائيات وزارة الزراعة.
وبينت الوزارة أن العمل جارٍ على متابعة المعاصر وعددها 128، ستفتح أبوابها في العاشر من الشهر الحالي، وبطاقة إنتاجية تبلغ 365 طنا/ الساعة، على كوادر فنية وعاملين في مديريات الزراعة، للتأكد من تطبيق الشروط البيئية والصحية والسلامة المهنية لهذه المعاصر.
وأشار حدادين إلى أن المملكة حققت العام الماضي اكتفاءً ذاتيا من زيت الزيتون وزيتون المائدة (الرصيع)، بحيث تعتبر هذه المنتجات مواد غذائية استراتيجية وأساسية في سلة المواطن الغذائية.
وتتفاوت مناطق المملكة في مساحة الأراضي المزروعة باشجار الزيتون، تبعا لطبيعة كل منها، من حيث تضاريسها الطبيعية وجغرافية مواقعها، فمحافظة إربد، تحتل المرتبة الأولى من حيث حجم المساحة المزروعة بأشجار الزيتون وإنتاج الزيت، وبلغ مجموع تلك المساحات أكثر من 290 ألف دونم.
مدير عام الاتحاد العام للمزارعين محمود العوران قال إن "هناك عدة أنواع من اشجار الزيتون تزرع في المملكة، أهمها الروماني، وتصل نسبة الزيت المستخرج من الحبة الواحدة إلى 30 %، ثم الزيتون الصوري ذي اللون الأسود، فالنبالي الذي تعود أصوله القديمة إلى منطقة بيت نبالا في فلسطين، وتتفرع عنه أصناف عدة، إلى جانب اليوناني وحبته كبيرة، بالإضافة إلى هذه الأنواع، فإن الوزارة تنتج حاليا أصنافا عديدة ومحسنة لأشجار الزيتون.
وقال العوران انه مع اقتراب موعد قطف الزيتون الذي يبدأ عادة بعد منتصف تشرين الأول (اكتوبر) من كل عام ويستمر حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر)، يستعد المزارعون لجني ثمار الموسم، يملؤهم الفرح والسرور بثمار وفيرة وإنتاج غزير.
وأضاف انه "يفضل البدء بقطف ثمار الزيتون بعد الشتوة الاولى، اي حين يصبح لون حبة الزيتون أخضر أو أسود، ويتم إما للكبيس أو الرصيع، عندما يصبح لونه أخضر فاتحا، أو لإنتاج الزيت بعد تلون غالبية ثمار الشجرة الواحدة بـ"الأسود".
ويتم القطف بوضع مفارش تحت الشجرة وجمع الثمار في مكان معين، ثم ترسل إلى معصرة الزيتون، ثم يحفظ الزيت لبيعه، وهناك مزارعون يخزنون الزيت في بيوتهم لموسم أو أكثر، ويستخدمونه عند الحاجة، بحيث يحفظ في مكان بعيد عن الضوء والحرارة والروائح الكريهة، لأنه قد يتأثر بذلك.
ودعا العوران المواطنين الى عدم تخزين الزيت في قوارير زجاجية، لأن من شأن ذلك السماح بدخول الضوء إليها، ما يؤدي لتغيير لون الزيت الطبيعي وبالتالي تغير طعمه.
وللتأكد من سلامة الزيت الذي ينتج وتحدد نوعيته وجودته، قال "يتم ذلك بإجراء التحاليل المخبرية الخاصة، او عن طريق طعم الزيت ولونه، بالاعتماد على الذوق والرائحة أيضا".
واضاف العوران أنه إذا كان لون الزيت أخضر داكنا وطعمه لاذعا، فهذا يعني أنه طبيعي وسليم، أما إذا كان أصفر كاشفا، فإنه غير سليم ومغشوش، ومعظم المزارعين لديهم القدرة على تحديد جودة الزيت إن كان طبيعيا أم لا، بسبب خبرتهم.