السعفة الذهبية في "كان" تتحول لثلاث سعفات لـ"حياة اديل"

المخرج الياباني كوري ايدا هيروكازو - (أرشيفية)
المخرج الياباني كوري ايدا هيروكازو - (أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- سعفة ذهبية عربية ذهبية نالها المخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف قشيش عن فيلمه "حياة اديل"، إلى جانب سعفتين أخريين لنفس طاقم الفيلم، والتي منحت لممثلتيه وهما؛ ليا سيدو وأديل إكزارشوبولوس، وهي المرة الأولى التي تحصل في تاريخ المهرجان.اضافة اعلان
وجاء قرار منح السعفتين الأخريين خلال الإعلان عن النتائج في حفل الاختتام في "كان" أول من أمس، حيث صرح رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 66 ستيفن سبيلبيرغ ذلك ليسميها النقاد "سعفة الحرية"، إذ احتاجت لجنة التحكيم لتفويض خاص، لأنها لم تحصل في تاريخه، وتعد هذه السعفة الثانية للعرب منذ 38 عاما بعد حصول المخرج الجزائري محمد لخضرحامينا عليها في 1975 عن فيلمه "وقائع سنين الجمر".
وعجز قشيش عن الكلام عندما صعد إلى خشبة المسرح لتسلم جائزته من الممثلة الأميركية أوما ثورمان أمام جمهور يعج بالنجوم.
وعند تسلمه جائزة السعفة الذهبية وبجواره بطلتا الفيلم اكتفى قشيش بالقول "كما تعرفون دائما فإني... أحتاج دائما إلى بعض الوقت للتأمل قبل البدء. هذه عادتي. أعتذر"، وقشيش ممثل قام بأول أعماله الإخراجية في العام 2000.
وأهدى قشيش الجائزة إلى شباب تونس التي ولد فيها وأشاد بصمودهم في انتفاضات الربيع العربي واصفا إياهم بأنهم أناس "لا يريدون سوى العيش والكلام والحب بحرية".
وأوضح سبيلبيرغ أن اختيار اللجنة لفيلم قشيش نبع من أنه يحمل رسالة قوية وإيجابية للغاية وأنه سيجذب الكثير من الجمهور له إلى جانب أنه الاختيار الأمثل بين ممثلتي الفيلم ومخرجه مذهل وواع ومرهف الحس.
أما الجوائز الأخرى فكانت حسب الترتيب التالي، إذ منحت جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم  للمخرج عبد اللطيف قشيش عن فيلمه (La Vie d'Adele - Chapitre 1 & 2، فيما ذهبت  الجائزة الكبرى المركز الثاني للمخرجين ايثان وجويل كوين من الولايات المتحدة الأميركية عن فيلمهما (Inside Llewyn Davis)، ومنحت جائزة لجنة التحكيم في المركز الثالث الجائزة لفيلم (الولد سر ابيه) (Soshite Chichi Ni Naru) للمخرج الياباني كوري ايدا هيروكازو.
أما جائزة الكاميرا الذهبية والتي تمنح للفيلم الأول لمخرجه، فكانت من نصيب المخرج السنغافوري انتوني تشين عن فيلمه (ايلو ايلو) (Ilo Ilo)، ونال المخرج المكسيكي أمات اسكلانت جائزة أفضل إخراج عن فيلمه (هيلي).
وحصل فيلم المخرج الصيني جيا تشانغ كه (لمسة من الخطيئة (Tian Zhu Ding)على جائزة أفضل سيناريو، فيما نالت الممثلة بيرنسيه بيجو جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم المخرج الإيراني أصغر فرهادي "الماضي"(Le Passe)، أما جائزة أفضل ممثل فنالها الممثل بروسديرن عن دوره في فيلم المخرج الكسندر باين "نبراسكا" (Nebraska)، أما في قائمة الأفلام القصيرة والتي ترشح لها نحو 20 فيلما ففاز فيلم "آمن" (Safe) من كوريا الجنوبية للمخرج مون بيونج جون.
كما منحت جائزة فئة "نظرة ما" إلى فيلم "الصورة الناقصة" للسينمائي الفرنسي الكمبودي ريثي بان حول فظاعة الإبادة الجماعية في كمبوديا، فيما كانت جائزة لجنة التحكيم في هذه الفئة من نصيب "عمر" للمخرج الفلسطسيني هاني أبو أسعد.
ويتناول المخرج الكمبودي في فيلمه الجديد عمل الذاكرة ومعاناة الناجين من نظام الخمير الحمر في كمبوديا. وفي هذا لفيلم الوثائقي الشخصي والحميم يبحث ريثي بان الناجي من معسكرات الاشغال الشاقة التابعة للخمير الحمر، والذي فقد جزءا من عائلته فيها، عن الصورة "الناقصة" في مجازر الإبادة هذه، التي تسمح برواية التاريخ.
ومع عجزه عن ايجادها، يتساءل عن دوره كسينمائي ويقرر أن "يوجد" بنفسه هذه الصور التي تساعد على فهم الماضي. ويعيد بواسطة تماثيل صغيرة من الطين تشكيل الصور المفقودة من طفولته في كمبوديا والمأساة التي عرفتها عائلته.
وقد أهدى المخرج جائزته إلى السينمائي الإيراني المعارض جعفر بناهي الموضوع في الإقامة الجبرية في بلاده والممنوع من ممارسة مهنته.
أما جائزة لجنة التحكيم في هذه الفئة فكانت من نصيب "عمر" للمخرج الفلسطيني عمر أبو أسعد، وهي قصة حب وخيانة أبطالها ثلاثة أصدقاء طفولة وشابة في الأراضي الفلسطينية.
ويعمد المخرج الفلسطيني إلى تصوير الواقع الفلسطيني متناولا الحب في زمن الاحتلال وعائق جدار الفصل، فضلا عن مشاعر الشك والثقة التي تتحكم بعلاقات الصداقة والحب في قلب المجتمع الفلسطيني. أما جائزة الإخراج فكانت من نصيب "شخص مجهول في البحيرة" للفرنسي الآن جيرودي.

[email protected]