قال السفير الكندي في الأردن، طارق علي خان لطالبات مدرسة تلاع العلي الثانوية للبنات: “إن الشخص الذي ألهمه للوصول إلى منصب سفير كندا في الأردن، ولن يكون في هذا الموقع لولاه، هي والدته”. جاء ذلك خلال حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة إنجاز للعام الخامس عشر على التوالي.
ويحمل خان درجة البكالوريوس باللغة الإنجليزية، من جامعة تورنتو العام 1991، ودرجة الماجستير في التخطيط الدولي للتنمية الريفية، من جامعة جينييف العام 1998، ثم انضم إلى منظمة التراث الكندي العام 1999، والوكالة الكندية للتنمية الدولية العام 2005، وتنقل بين مناصب عدة من أهمها مدير المؤسسات الديمقراطية والصراع، ومدير برنامج تنمية هاييتي، والمدير العام للشؤون الأفريقية، والمدير العام لغرب ووسط أفريقيا، والمدير العام لأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، ثم المدير التنفيذي، ثم نائب وزير التنمية الدولية، وشغل مناصب دبلوماسية كمستشار، ومدير التعاون، في الصين في الأعوام من (2008 إلى 2010) وفي كولومبيا (2012 إلى 2016).
وبين أن تجربته في الحياة علمته النظر إليها كأنها سباق “ماراثون”، فالاشتراك به يتطلب الجري، والتدريب الجيد يوميا، والنوم الكافي، وبذل الجهد وتعلم الاحتفاظ بالطاقة، وهكذا هي تحديات الحياة تتطلب مواجهة وبذلا للجهد، فلا بد من الذكاء بطريقة حفظ الطاقة خصوصا في أوقات التعب والإجهاد، فمن يفعل ذلك هو من يفوز بالماراثون سواء الحقيقي أو في الحياة.
وذكر أن شح الفرص يتطلب العمل بجهد، وإيجاد الشبكة الاجتماعية المناسبة، والقيام بالعمل بالطريقة الصحيحة، بواسطة الشخص الذي يرى نفسه قادرا على مواجهة العوائق التي تواجهه، مع معرفة متى نستقل بذاتنا ومتى نكون بحاجة للمساعدة؟ فبعض الأشخاص سلبيين لا يحبون رؤية النجاح، وعلينا ألا نكون أسرى لهم، ونقاوم حتى نكسب المعركة.
وأشار خان، إلى أن العلاقات الاجتماعية تتطلب اللطف والكرم، وعدم وضع عوائق في العلاقات مع الناس، لأن السنوات تتغير وتتغير معها طبيعة الأشخاص الذي ساعدوا في النجاح أو الريادة.
وبين أن أهم النصائح للحياة، هي الكرم واللطف مع الآخرين، مع الالتزام بالأخلاق والمبادئ والقواعد التي نعيش بها، والوعي بالذات من خلال السلام الداخلي، وعدم ترك الوقت يمضي بالاستماع للآخرين على حساب أنفسنا.
وأشار إلى أن الشخص لا بد أن يفكر بحلول للبطالة، بدلا من انتظار الوظيفة من خلال عمله الخاص والريادة، والابتعاد عن المقارنات مع أشخاص معينين، فالمقارنة صوت داخلي سلبي، يبتعد عن تقدير الذات.
سأل خان الطالبات، عن أهم شيء في حياتهن الآن، فتنوعت الإجابات بين التعليم، والصحة النفسية، والعائلة، والأم، والنجاح، وتحقيق الأحلام، مشيرا إلى عدم معرفة أي شخص بالمستقبل، لكنه يعتقد أن أهم شيء هو تطوير معرفتنا وبوصلتنا، وتعزيز المهارات وتنويعها وفقا لشخصياتنا المختلفة.
وفي ختام الجلسة قدم خان نصائحه للطالبات، بأهمية الكرم واللطف، والالتزام بالأخلاق، والبحث عن الوعي “بالذات”.
يذكر أن حملة قادة الأعمال هي إحدى برامج مؤسسة “إنجاز” التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها إنجاز للعام الخامس عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة العام الحالي بالتعاون مع الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك) ومدرسة المشرق الدولية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد.
