"السمسرة" في تعاقدات الأندية.. واقع أم افتراء؟

1444
1444
خالد الخطاطبة عمان – تتداول أندية كرة القدم بداية موسم كروي، أحاديث عن تواجد “سماسرة” غير مرخصين، يلعبون دورا مهما في استقطاب لاعبين ومدربين، بالتعاون والتنسيق مع رؤساء أندية أو أعضاء مجلس إدارة، بحيث يكون الهدف الأسمى للصفقات، هو دخول مبالغ مالية “من تحت الطاولة” لجيوب رئيس ناد أو عضو مجلس إدارة، بالشراكة مع “السمسار”، فيما يكون النادي هو الضحية، بعد أن يكتشف لاحقا أن المحترف أو المدرب الأجنبي، إما أن يكون “معطوبا” طبيا، أو يكون بعيدا كل البعد عن مسمى لاعب محترف. ويؤكد مسؤولون في أندية المحترفين، في حديثهم لـ”الغد”، أن “السمسار” واقع لا يمكن إنكاره في الكرة الأردنية، وكثير من الصفقات الفاشلة أبطالها أعضاء إدارة وسماسرة، اتفقوا على “توريط” النادي بمحترف أجنبي لا يمت للاحتراف بأي صلة، مقابل دخول مبالغ مالية إلى جيوبهم. ويطالب المتحدثون، بضرورة وضع ضوابط وشروط لأي شخص يتعامل في موضوع استقطاب لاعبين، بحيث يتم محاسبة كل شخص غير مرخص، يتدخل في شؤون التعاقدات والترويج للاعبين الأجانب، أو حتى الترويج للاعب محلي في الخارج. وأكد رئيس نادي الصريح عمر العجلوني المعروف بحديثه العفوي الصادق، بعيدا عن التعقيدات والبروتوكولات، أن السمسار يلعب دورا كبيرا في تعاقدات الأندية الأردنية، بحيث يكون هدفه الرئيسي هو الحصول على مبلغ مالي جيد، بغض النظر عن مستوى لاعبه. وأضاف: “عملية السمسرة في تعاقدات أنديتنا، لا يمكن أن تتم من دون تعاون رئيس ناد أو إداري في مجلس الإدارة، خاصة عندما يكون المحترف الأجنبي غير مقنع، ويحتاج إلى “دفشة” من الإدارة للتعاقد معه”. وأضاف: “السمسار رجل يمارس عملا ليس من اختصاصه، ويقوم بإحضار محترفين أجانب وعرضهم على الأندية من أجل التعاقد معهم، ولكنه أحيانا يواجه صعوبة في إقناع الأندية بمستوى اللاعب المحترف، ما يدفعه لعرض مبلغ مالي على الإداري أو رئيس النادي المعارض لهذه الصفقة، مقابل الموافقة عليها، وبالتالي يكون الإداري والسمسار قد استفادا ماديا من هذه الصفقة، فيما يدفع النادي لاحقا ثمن هذه ذلك، بعد أن يتفاجأ بتواضع مستوى اللاعب الوافد، أو معاناته من إصابة سابقة”. المدرب الوطني ديان صالح، اعترف بوجود هذه الظاهرة في الأندية المحلية، لكنه استبعد تدخل المدربين في مثل هذه المواضيع، معتبرا أن عملية “السمسرة” تنحصر في الغالب بين السمسار وعضو إدارة، من أجل تمرير صفقة احتراف أحد المحترفين غير المؤهلين، مقابل مبالغ مالية تذهب للسمار والإداري. وأضاف “المدرب القوي لا يقبل بمثل هذه التصرفات، ويصر على لعب الدور الرئيسي في قبول أو رفض أي محترف، بناء على قناعات فنية فقط”. وبين صالح، بحكم خبرته واطلاعه على واقع الكرة الأردنية، أن هناك العديد من الحوادث والمشاهد، التي تؤكد تمرير صفقات احتراف “فاشلة” في الأندية المحلية، بسبب تواطؤ إداريين مع سماسرة، بهدف الحصول على مبالغ مالية من وراء مثل هذه الصفقات. ولفت صالح إلى أن ظاهرة السماسرة موجودة في كل العالم، بما فيها الأردن الذي عانى في الفترات الأخيرة من تفشي هذه الظاهرة، مطالبا بضرورة وضع رقابة على عمل وكلاء اللاعبين المرخصين، ومعاقبة كل من يقتحم هذا “الكار” من دون ترخيص رسمي. لاعب محلي فضل عدم الكشف عن هويته، أشار لـ”الغد” إلى أن مدرب فريق محلي، ألمح له بإمكانية إقناع الإدارة بالتعاقد معه في موسم سابق، مقابل حصوله كمدرب على مبلغ معين من الصفقة. وأشار اللاعب إلى أن مثل هذه التفاصيل تحدث كثيرا في الشارع المحلي، خاصة عندما يكون اللاعب لا يتمتع بالمستوى المطلوب، ويحتاج لواسطة من أجل الانضمام لفريق في الدوري، لافتا إلى أن عملية السمسرة حاضرة وبكثرة وأمام الشهود، وتحتاج إلى إعادة ضبط وتدقيق.اضافة اعلان