السياحة بالبحر الميت: استمرار التراجع يفاقم معاناة مئات فاقدي الوظائف

مستشفى الكرك الحكومي - (الغد)
مستشفى الكرك الحكومي - (الغد)

حابس العدوان

البحر الميت – بينما ما يزال واقع القطاع السیاحي في منطقة البحر المیت متدنيا في نسب الاشغال، مقارنة بالفترة التي سبقت جائحة كورونا، فإن معاناة مئات العاملين الذين فقدوا وظائفهم منذ اكثر من عام، او من تراجعت أجورهم بنسبة زادت على 50 % مستمرة، ما انعكس سلبا على أوضاعهم المعيشية.اضافة اعلان
آمال العاملين بتحسن الحركة السياحية وعودتها الى سابق عهدها، تبددت في ظل التراجع الذي تشهده الحركة السياحية بشكل عام، إذ إن غياب السياحة الاجنبية اثر كثيرا على عائدات المنتجعات، ما انعكس على اجورهم، لافتين الى ان الحركة السياحية، تنشط عادة خلال عطلة نهاية الاسبوع وتتراجع بقية الايام.
يقول محمد درادكة "إنه قضى نحو العام بدون عمل، بعد ان تم الاستغناء عنهم إثر جائحة كورونا، وما رافقها من قرارات حكومية صارمة، ما ألحق به وبأسرته ضررا بالغا، نتيجة عدم وجود مصدر دخل له ولأسرته".
ويضيف "عدت إلى العمل بعد العودة التدريجية الى فتح القطاعات، لكن الاجور كانت تقل بمعدل 50 % عما كانت عليه سابقا"، موضحا "ان الاوضاع الحالية وان كانت افضل من فترة الاغلاق، الا انها لا تلبي احتياجات الاسرة بعيش حياة كريمة، بخاصة وان معظم العاملين، عليهم التزامات شهرية للبنوك والمؤسسات الاقراضية".
ويؤكد ان العاملين كانوا يأملون ان تعود الاعمال في القطاع السياحي الذي يوفر آلاف فرص العمل إلى سابق عهدها، لكن تراجع الحركة السياحية بدد آمالهم، لافتا إلى ان جميع العاملين يحاولون توفير متطلبات العيش في حدودها الدنيا، بما يتواءم مع رواتبهم الشهرية.
ويتخوف عاملون من ان هذا التراجع، قد يدفع المنتجعات للاستغناء عنهم في أي وقت والعودة، إلى نظام العمل اليومي، ما قد يعيدهم إلى دائرة الفقر والعوز مجددا.
ويؤكد محمد عليان، ان العمل في القطاع السياحي كان يؤمن له حياة كريمة، لكن تراجع الحركة السياحية اثر بشكل كبير على اوضاعهم الاقتصادية.
ويشير إلى ان البحث عن فرص عمل في أي قطاع آخر لن يكون مجديا، بخاصة وان معظم القطاعات، تشهد حالة من الحذر والخوف، نتيجة الاوضاع الاقتصادية التي خلفتها الجائحة.
ويؤكد ان القرارات الحكومية لدعم القطاع السياحي وضمان استمرارية تشغيل العاملين بدفع اجورهم، عبر برامج الضمان الاجتماعي ساعدت المنتجعات في ادامة العمل، الا انها لم تلب حاجات وطموحات العاملين، كون الرواتب ما تزال قليلة.
ويشير إلى ان عددا كبيرا من العاملين، ما يزالون عبئا على المجتمع بعد فقدانهم لوظائفهم.
ويؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية اصدقاء البحر الميت زيد السوالقة، ان القطاع السياحي يصارع من اجل البقاء والاستمرار في العمل بالحد الادنى الذي يوفر كلفه التشغيلية.
ويؤكد ان عدم قدرة العديد من المنتجعات على تحمل هذه الكلف، دفعها إلى الاستغناء عن العاملين والتوقف عن العمل، ما انعكس بشكل كارثي على مئات الاسر التي تعتمد كليا على العمل في القطاع.
ويوضح ان النشاط السیاحي شهد الفترة الماضية، تحسنا طفيفا مع رفع القيود على الحركة والسماح بفتح كافة الاقسام، لكن غياب السياحة الاجنبية واقتصارها على السياحة الداخلية التي تنشط خلال نهاية الاسبوع فقط، لم يسعف المنتجعات على منح العاملين الحوافز التي كانت تعطى لهم قبل الجائحة.
ويؤكد ان القطاع السياحي في البحر الميت على وجه الخصوص، تكبد خسائر كبيرة منذ بدء جائحة كورونا إلى الآن، ما أثر بشكل كبير على العاملين سواء بالاستغناء عن خدماتهم، او تشغيلهم بالحد الادنى من الاجور.
ويؤكد مدير الاستقبال في فندق البحر الميت العلاجي نصر تايه، ان نسب الاشغال ما تزال دون 50 % خلال نهاية الاسبوع تتراوح بين 22 الى 30 % بقية الايام، لافتا إلى ان الحركة تقتصر في معظمها على السياحة الداخلية.
ويضيف" لا شك ان تراجع الاعمال، سيؤثر على الاوضاع الاقتصادية للمنتجعات وسينعكس على العاملين،" آملا ان تعود الحركة السياحية إلى سابق عهدها مع فتح القطاعات وعودة السياحة الاجنبية إلى البلاد، ما سيحسن من اوضاع المنتجعات والعاملين على حد سواء.
يذكر أن منطقة البحر الميت، تعتبر رائدة في السياحة العلاجية، وتستقطب الكثير من السياح الاجانب، بخاصة بعد قيام مشاريع استثمارية سياحية ضخمة، وفرت بيئة سياحية ممتازة ومتنوعة للسائح، سواء من الخارج أو الداخل.