"الشارقة" للكتاب.. ينهض بالثقافات

في حضرة الكتاب «يكمن الإلهام في أن تَرى ما لا يُرى». جملة تتناثر في كل مكان وزاوية ومحطة في معرض الشارقة الدولي للكتاب. المعرض الذي يؤسس لحب الكلمة المقروءة بين آلاف الكتب التي تتوزع هنا وهناك، وتسعى إلى مخاطبة عقل الإنسان.اضافة اعلان
المعرض تحتضنه إمارة الشارقة التي تعد منارة للثقافة والعلم والمعرفة عربيا وعالميا. وفيه يتسابق الصغار قبل الكبار على النهل من نهر العلم الكبير. ويجد الكاتب مكانه ويشعر بأهمية إبداعاته. كما يلمس القارئ اهتماماته، وكل ما يغير حياته وهو يغوص في بحر الكتب.
في «الشارقة للكتاب» شاركت 1546 دار نشر من 64 دولة من أنحاء العالم كافة، بعدد عناوين تتجاوز 1.5 مليون عنوان، كلها داخل معرض يعد واحدا من أهم ثلاثة معارض للكتب في العالم.
في داخله واحات من الأدب، تُشعر الزائر أن القراءة ما تزال بخير، وأن الحياة حروف يقرأها الشخص بين جنبات كتب تمثل همزة وصل مع مختلف الثقافات والأفكار، وتضيء على كل الحضارات وتثري التجارب، وقبل كل ذلك، والطريق إليه تنمية حب القراءة لدى الناس.
الصغار يتواجدون بكثافة في قاعات وردهات المعرض، يتجولون بعرباتهم الصغيرة، ويختارون ما يحلو لهم من عالم الكتب التي تناسب مختلف الأعمار. إذ أدرك القائمون على المعرض أهمية وضرورة أن يدخل الأطفال مبكرا لعالم الثقافات المتعددة، لتنمية عشق القراءة في عقولهم منذ نعومة أظفارهم، فوفروا لهم العديد من الفعاليات التي تنمي تفكيرهم، وتحببهم بعادات القراءة والعلم.
ومعرض الشارقة يدافع بقوة وصلابة عن الكتاب، في وقت تحتل فيه ثقافة الإنترنت، بما فيها من سرعة الوصول للمعلومة، كما مواقع التواصل الاجتماعي، الحيز الأكبر في حياة شباب يبحثون عن المطالعة السريعة. ولذلك، يسعى المعرض إلى جذب الشباب بجميع الطرق لاقتناء الكتاب.
الزائر يجد هنا بوابات ثقافية تطل على ندوات فكرية، ومحاضرات، وحفلات توقيع للكتب، وأمسيات شعرية، وورش تعليمية.. فتغدو الأيام كلها حافلة بالثقافة والفكر، بين ثلة من أهم الشخصيات الأدبية والفكرية التي شاركت بجلسات أضفت طعما مميزا على المعرض.
اللغة العربية كانت هاجس منظمي «الشارقة للكتاب»، حيث تم التطرق الى أهم التحديات التي تحول دون وصول اللغة العربية إلى العالمية، رغم أنها تنقل ثقافتنا وموروثنا. كما تمت مناقشة دور الأهل في ترسيخ "العربية" في عقول الأبناء.
وفي الوقت الذي تظهر فيه دراسات أن معدل القراءة في العالم العربي هي من بين الأقل عالميا، ركز مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أحمد بن ركاض العامري اكثر من مرة ومن خلال عدة ندوات، على الحاجة إلى تضافر كل الجهود لإعادة اللغة العربية إلى مكانتها؛ واحدة من أهم لغات العالم، ومعها إعادة الهيبة للكتاب العربي، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب نحو القراءة.
الضرورة تكمن في العمل الجماعي للوصول بالثقافة العربية إلى المحافل الدولية والتعريف بها، هكذا  قال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤمن بأن الثقافة هي التي تغير المجتمعات وتخلصها من الظلامية الممزوجة بمغالطات فكرية ودينية.
ويبقى الكتاب ينهض بالثقافة الإنسانية.. والأمم تتطور وتتقدم بالمعرفة التي من شأنها أن تحارب الجهل والظلام. ومعرض الشارقة للكتاب كان وما يزال منارة تضيء على العالم بالثقافة والعلم والأدب.