الشخير يرتبط بمشاكل صحية قد تصل إلى تهديد الحياة

الشخير يرتبط بمشاكل صحية قد تصل إلى تهديد الحياة
الشخير يرتبط بمشاكل صحية قد تصل إلى تهديد الحياة

 

عمّان-الغد- يعتقد الكثيرون أن الشخير مجرد صوت مزعج يظهر نتيجة للتعب والإرهاق، والحقيقة أن الإرهاق قد يزيد من حدة صوت الشخير ولكنه ليس السبب، فالشخير ليس صوتا مزعجا فحسب، بل إنه يرتبط بمشكلة صحية قد تصل إلى تهديد الحياة أحيانا.

اضافة اعلان

وتعدد الأسباب المؤدية لهذا الصوت المزعج، الذي أجريت من أجله الدراسات الطبية العديدة لمعرفة سببه وأفضل الطرق للتخلص منه، وقطعت أشواطا طويلة في ذلك، ومن الجدير ذكره أن الشكوى من إزعاج الشخير الليلي تأتي في الدرجة الثانية بعد الأرق.

ويشكو الرجال من الشخير أكثر من النساء؛ فهم يشكلون أكثر من أربعة أضعاف عدد النساء في الأعمار المتوسطة؛ إذ إن متوسط أعمار الرجال الذين تبدأ لديهم حالة الشخير يتراوح ما بين 30-45 سنة، بينما يزداد انتشاره لدى النساء ما بعد الخمسين، وتتساوى أعداد المرضى من الجنسين بعد الستين من العمر، وقد يصاب به الأطفال أيضا.

فلماذا يصدر هذا الصوت؟ وما الشخير بالضبط؟ وكيف يمكن التخلص منه؟

هذه الأسئلة وغيرها سنحاول أن نجيب عليها في هذا الموضوع.

يمكن تعريف الشخير على أنه الصوت الخشن الصادر من خلال الأنف والفم أثناء النوم نتيجة انسداد جزئي في مجرى الهواء.

كيف يحدث الشخير؟

أثناء النوم تسترخي عضلات الحنجرة واللهاة واللسان، وعند مرور الهواء في المسالك التنفسية الضيقة ينحبس- عند بعض الأشخاص- مجرى التنفس ويتعرقل مرور الهواء الذي يمر بصعوبة عبر القصبة الهوائية..، الأمر الذي يؤدي إلى اهتزاز سقف الحلق الرخو (شراع الحنك) وكذلك جدار البلعوم، لينتج عن هذا الاهتزاز صوت الشخير الذي نسمعه.

مدى شيوع الشخير

ينتشر الشخير بين الناس بنسب مختلفة تتوزع كما يلي:

•25% من الناس يشخرون باستمرار.

•50% من الذين يشخرون باستمرار يعانون من البدانة، ويشخرون على جميع أوضاع النوم.

•70% من الذين يشخرون باستمرار يعانون من اختناق النوم.

•45% من الناس يشخرون بشكل متقطع، على حسب وضعية النوم.

الأسباب المؤدية للشخير

تتنوع الأسباب المؤدية لحدوث الشخير بين أسباب عضوية وخارجية وداخلية..، ومن أهم هذه الأسباب: 

1.كل ما يؤدي إلى ضيق المجرى التنفسي العلوي يؤدي إلى الشخير، وأسباب الضيق كثيرة وأهمها:

• الإصابة بأمراض في الأنف: كوجود زوائد لحمية في الأنف، أو اعوجاج في الحاجز الأنفي، أو التهاب الغشاء المخاطي للأنف، أو تضخم الغضاريف الأنفية، والتهاب الجيوب، وانحراف الوتيرة الأنفية - الرشح المزمن - وتضخم اللحمية كتلك اللحمية الموجودة عند الأطفال في آخر الأنف.

• الإصابة بأمراض في الحنجرة والبلعوم: كتضخم حجم اللوزتين، خاصة لدى الأطفال والمصابين بالسمنة، والذي يؤدي إلى ضيق البلعوم، وتتجلى هذه الحالة بوضوح عند النوم على الظهر، حيث تنزل اللوزتان المتضخمتان للخلف، مما يؤدي إلى انغلاق البلعوم أثناء النوم وإلى اختناقات النوم.

• تضخم مؤخرة اللسان، الذي يؤدي إلى ضيق البلعوم فوق مدخل الحنجرة، وبالتالي تنغلق هذه المنطقة عند النوم على الظهر مما يؤدي إلى اختناقات عند النوم.

• زيادة طول وحجم اللهاة أو لسان الموت (لسان المزمار) لأسباب خلقية، أو بسبب ترهل عضلاته، وهذا الطول يسبب ضيقا في المجرى الهوائي بالبلعوم الأنفي، مما يؤدي إلى اهتزازه بشدة مع مرور الهواء، فيؤدي إلى صدور صوت الشخير.

• صغر حجم الفك السفلي، وهذا العيب الخلقي يؤدي إلى رجوع اللسان للخلف، وبالتالي يضيق البلعوم في المنطقة الواقعة فوق الحنجرة.

• الرقبة القصيرة السمينة، حيث تؤدي زيادة الوزن إلى تراكم الدهون حول الرقبة، وبالتالي تضغط على مجرى الهواء.

2. البدانة العامة، فالبدانة الزائدة تؤدي إلى زيادة وزن الأنسجة على جدار القفص الصدري، وبالتالي تقل قدرة الرئة على الامتلاء بالهواء بشكل جيد، وهذا يؤدي إلى خلل بالغازات التنفسية في الدم (الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون) وبالتالي يؤثر هذا على ضغط الدم، وضربات القلب.

3. التدخين: الذي يسبب التهابا في مخاطات الأنف والحنجرة.

4. شرب الخمر: لأنه يحدث ارتخاء في عضلات الحنجرة أثناء النوم.

5. تناول المسكنات أو المهدئات يؤثر على أعصاب عضلات جدار الحلق، مما يؤدي إلى ارتخائها أثناء النوم.

6. النوم على الظهر.

7. كما يمكن أن يحدث الشخير بسبب مشاكل في الدماغ أو الأعصاب.

8. انخفاض هرمونات الغدة الدرقية يؤدي إلى ترهل عضلات البلعوم وذلك لتأثيرها السلبي على أعصاب جدار البلعوم.

الأعراض التي يشكو منها من يعاني من الشخير

تظهر على من يعاني من الشخير عدة أعراض تـنبهه إلى وجود مشكلة يجب أن تحل، وتكون الشكوى الأولى للمريض هي الشخير، ومن الأعراض الأخرى التي تظهر: 

• الشعور بالخمول والتعب، وضعف التركيز والانتباه، والرغبة الشديدة في النوم أثناء النهار أثناء العمل مثلا، أو عند قيادة السيارة أو القراءة، وأثناء مشاهدة  التلفاز.

• الشعور بالصداع وخاصة عند الاستيقاظ من النوم.

• ضعف الذاكرة، وكثرة النسيان.

• سرعة الغضب والعصبية الزائدة.

• ارتفاع ضغط الدم.

• الإهمال وعدم الاهتمام بالهيئة الشخصية والمنظر العام.

• حدوث بعض المشاكل بالرئة والقلب.

مضاعفات الإصابة بالشخير

ينصب الاهتمام بعلاج الشخير على المضاعفات الطبية الخطيرة التي يؤدي إليها الشخير، فالشخير وما يرافقه من فترات لانقطاع النفس وتقطع النوم يؤدي إلى خلل شديد في الكفاءة التنفسية، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم وارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون طوال فترة النوم، والتي لا تقل عن ثماني ساعات إن لم تكن أكثر.

وهذا الخلل في غازات التنفس في الدم يؤدي إلى المشاكل الطبية الآتية:

1. الإصابة بمرض ضغط الدم في مرحلة مبكرة.

2. عدم الانتظام في ضربات القلب.

3. تضخم عضلة القلب.

4. اختلال في وظائف مراكز المخ وهذا يؤدي إلى:

• عدم التركيز وضعف الذاكرة.

• الشعور بالخمول والإحساس بالصداع عند الاستيقاظ من النوم في الصباح.

• التبول اللاإرادي.

• ضعف القدرة الجنسية عند الرجال.

• النوم أثناء النهار، خلال العمل أو أثناء قيادة السيارة مما يعرض حياة المريض للخطر.

بعض النصائح للتخفيف من الشخير

قدمت الأكاديمية الأميركية لجراحة الأنف والأذن والرقبة ( IIO ) بعض الاقتراحات للذين يشخرون بشكل معتدل أو عرضي للتخلص من الشخير يمكن إجمالها فيما يلي:

• ممارسة التمارين الرياضة بشكل منتظم تساعد على تقوية العضلات.            

• تخفيف الوزن، لأن البدانة عامل مهم في حصول الشخير، حيث تضغط الأنسجة الدهنية على ممرات الهواء وتضيقها في أماكن مختلفة.

• عدم تناول المهدئات والمسكنات ومضادات الحساسية قبل النوم، لأنها تساعد على ارتخاء العضلات.

• ترك شرب الخمور والمسكرات، لأنها ترخي عضلات الحلق وهذا يزيد من الشخير.

• تجنب تناول الوجبات الثقيلة قبل النوم بأربع ساعات على الأقل.

• النوم على الجنب بدلا من النوم على الظهر، لأن اللسان- عند النوم على الظهر- يرجع إلى الخلف داخل البلعوم فيضيق مجرى الهواء، وهذا يؤدي إلى التنفس من الفم، مما يزيد من عملية الشخير.

• النوم بوضعية مرتفعة لنصف الجسم العلوي.

• الحصول على النوم والراحة الكافية، فبعض الأشخاص يعانون من التعب والإرهاق الزائد، وهذا التعب يساعد على ارتخاء العضلات التي تعمل على بقاء ممرات الهواء مفتوحة، مما يؤدي إلى تلف هذه الممرات وبالتالي زيادة الشخير.

• ينصح بأن ينام الشخص الذي لا يشخر أولا قبل شريكه في الغرفة.

علاج الشخير

أولا يجب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب المؤدي لحصول الشخير، ومن ثم البدء بعلاجه، ويعتمد علاج الشخير على معرفة أسبابه، ودرجته، والمضاعفات التي يعاني منها المريض، وعليه تكون استجابة الحالة للعلاج حسب تقييم الطبيب المختص لمدى الاستفادة من العلاج.

وهناك عدة وسائل علاجية نذكر منها:

• إجراءات تنظيم التغذية: وهي مهمة وفعالة لدى كثير من الأشخاص، ويمكنها أن تحل المشكلة من جذورها.

• إذا كانت زيادة الوزن هي السبب وراء الشخير فيجب إنقاص الوزن وبسرعة.

• تنظيف الجيوب الأنفية في حالة الالتهابات أو اللحميات. 

• العلاج الدوائي: مثل مخفضات الاحتقان والالتهابات كبخاخات الأنف.

• علاج الانخفاض في إفرازات هرمونات الغدة الدرقية.

• العلاج الجراحي: إذا كان سبب الشخير تضيقا في المجرى التنفسي العلوي فيجب إزالة السبب، والجدير ذكره أنه ليست كل الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي، وهذا يعتمد على تقييم حالة المريض.

وقد تكون الجراحة عادية كما في الحالات الشديدة المتعددة الأسباب، أو باستخدام أمواج الراديو في الحالات البسيطة والتي يكون سببها تضخم جزء معين فقط، أو تكون باستخدام الليزر وذلك لتعديل سقف الحلق أو إزالة الزوائد اللحمية.

وختاما فإذا اقتصر النظر على الشخير على أنه صوت مزعج فحسب، وأهمل علاج أسبابه، فهذا سيؤدي إلى استفحال المشكلة، التي قد تودي بحياة صاحبها دون سابق إنذار.