"الشغب" يتفشى ويخرب المنشآت الرياضية

جانب من أحداث شغب طالت إحدى المنشآت الرياضية للموسم الكروي 2017-2018 -(الغد)
جانب من أحداث شغب طالت إحدى المنشآت الرياضية للموسم الكروي 2017-2018 -(الغد)

مصطفى بالو

عمان- نقيضان، حين شكل 2016 منعطفا مهما في مسيرة المنشآت الرياضية المحلية، وبنيتها التحتية التي "شكلت" تحفة وطنية، بفضل استضافة المملكة لكأس العالم للناشئات تحت 17 سنة، فيما شكل العامان التاليان نقمة على تلك المنشآت الرياضية، التي دخلت مرحلة "الموت السريري" بفعل تنامي ظاهرة شغب الملاعب، وما ألحقته بأضرار على المنشآت الرياضية وإفتقار جماليتها، لتفرض اعباءا إضافة على المؤسسات الوطنية التي تعنى بإعادة صيانة وتأهيل تلك الملاعب على نفقتها الخاصة، وأعني وزارة الشباب وأمانة عمان الكبرى.اضافة اعلان
ظاهرة تتفشى
شغب الملاعب أصبح ظاهرة لا يمكن السكوت عنها، وجريمة يجب أن لا تغتفر، خاصة إذا اخذنا بعين الاعتبار ان الجهات المعنية ولا سيما اتحاد الكرة وقوات الدرك، أقرت بتفعيل قانون شغب الملاعب، لكن يبدو أن فعل على طريقتنا التقليدية واصبح حبرا على ورق، حين تتنامى ظاهرة شغب الملاعب في كل موسم، وكأنها اصبحت متأصلة لدى فئة "غوغائية" من جماهير الأندية لمختلف الدرجات، والغريبة بالفعل على عادات وتقاليد وقيم المجتمع الأردني الأصيل.
ويكفي أن تقوم بجولة مع مسؤولي الملاعب الكروية، لترى حجم الأضرار، جراء خلع وتكسير مقاعد الدرجات-الكراسي-، وكذلك ارضية الملاعب جراء رمي تلك الكراسي بـ"وحشية" إلى أرضيتها، التي كلفت الملاعيين لزراعتها بالعشب الطبيعي أو الأصطناعي، فضلا عن الحاق الضرر بتلك المقاعد بطريقة تعامل بعض الجماهير معها، من حيث الجلوس الخاطئ أو الوقوف فوقها وتكسيرها، لتنشغل فرق الصيانة بإعادة تركيب المكسور أو صيانته، والتي تفرض كلفة مالية جديدة، وقد يكون البديل ليس بنفس الكفاءة الصناعية، ليزيد على خسائر "الشغب" خسائر أخرى، تدخل في بند هدر المال العام، اذا أخذنا بعين الاعتبار أن بعض مسؤولي الملاعب شكوا من اتحاد الكرة يفرض غرامات بحق بعض الاندية وجماهيرها الذين أثاروا الشغب، وخصمها من حصة تلك الأندية او مستحقاتها لدى اتحاد الكرة، من دون أن يخصص جزء منها إلى المدن الرياضية لإعادة تأهيل الأضرار التي تكلف آلاف الدنانير، الأمر الذي يجب أن تتعامل معها الجهات المعنية، للحفاظ على المنجز الوطني واقتلاع الفئة "التخريبية" من جذورها في ملاعبنا الكروية.
مقارنة
بالامس القريب، ونعني قبل عدة سنوات، قدم المنتخب الياباني الأول على مستوى الرجال إلى عمان، لمواجهة المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014، وقبل عامين قدم منتخب الناشئات الياباني المشارك في بطولة العالم للناشئات في عمان، والمنتخب زحفت الجماهير اليابانية إلى مدرجات ملاعبنا المحلية لتشجيع منتخبيها، لكنها قدمت صورة راقية عن حضارة التشجيع والانتماء للمنشئة الرياضية، حين افردت وكالات الانباء صورا تظهر الجماهير اليابانية وهي تنظف المدرجات خلفها، وتسحب "أكياس النفايات" معها إلى خارج الملعب، لتلقي بها في اماكنها المخصصة خارج حدود الملعب.
الصور كثيرة التي نستدل منها على حضارة ورقي جماهير الأندية والمنتخبات العالمية، حتى في اشرس الدوريات المعروفة بظاهرة شغب الملاعب، حين تشتري تذاكرها في أماكنها المرقمة والمحددة، تدخل بإنسيابية وتخرج بإنسيابية أكثر، وكيف تتعامل مع مدرجات الملاعب والبنية التحتية للمنشآت الرياضية؟، وكأنها ملك لها أو جزء منها ومن اماكن اقامتها، من دون ان تؤذيها وتعود ادراجها الى منازلها وكانها كانت في رحلة استجمام واستمتاع كروية، والأهم أنها تزيد على جمالية واستدامة تلك المنشآت الرياضية، وتتقدم اليها بثقافة المحافظة على الثروة الوطنية في تلك المدن الرياضية.