الشهبان تشق طريقها بالمطرزات بعد تعثر حصولها على وظيفة

Untitled-1
Untitled-1

معتصم الرقاد

عمان- بعد تخرجها في الجامعة بتخصص هندسة الاتصالات، وبحثها المتواصل عن وظيفة عمل في محافظة الطفيلة، إلا أنها لم تحصل عليها، اتجهت المهندسة دانية الشهبان لممارسة مهنة التطريز بإنتاج قطع فنية جميلة، لتصبح مصدر دخل لها.اضافة اعلان
وقالت الشهبان "جمال القصص يكمن في اختلافها، وتتميز ببداياتها، ولأن بدايتي كانت مختلفة قررت أن أكمل اختلافي لأخرج بقصة متميزة".
بدأت قصة الشهبان في إحدى محافظات الجنوب، من الطفيلة الهاشمية تحديداً؛ إذ تخرجت في تخصص الهندسة، وعملت لمدة سنة كمهندسة اتصالات في مختبرات جامعة الطفيلة، وهي ذاتها التي درست بها.
وأضافت الشهبان "لم تكن مشكلتي في الهندسة تحديدا، بل كانت بموقعي الجغرافي الذي حتّم علي الجلوس في المنزل بلا عمل، فلم تكن تتوفر فرص العمل كما في وسط الأردن وشماله".
"قبل سنتين تحديدا بدأت بمشروع للأعمال اليدوية أسميته (Ta6reez Handmade)، كانت بداياتي من الصفر وربما من أسفله، فبدأت بصنع إطارت تطريز، وكنت أتعلم بأدوات قليلة وبسيطة، بتشجيع أهلي وصديقاتي"، بحسب المهندسة الشهبان.
وتبين "هنا وجدت شغفي الذي كنت أبحث عنه، وواصلت التعلم والتطوير حتى أصبح مشروعي الصغير يكبر أمام عيني، فقمت بعمل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض أشغالي اليدوية، وبتوفيق من الله وفضله أصبح لدي زبائن، وحاليًا أعمل على طلبات وهدايا لكل أنحاء المملكة".
والسعادة تغمر وجهها، تقول المهندسة الشهبان "من تجربتي الشخصية، كان لا بد أن أنقل خبرتي وأنصح كل شخص أن يبحث عن مكان يجد فيه شغفه حتى وإن لم تتح له أفضل الظروف".
تعني كلمة التطريز لغوياً وشي الثياب وطرزها بالزخرفة، وتزيينها بالرسوم والأشكال بالإبر والخيوط الحريرية الخاصة بالتطريز، ويعد التطريز من الهوايات المفضلة عند أكثر النساء لقضاء وقت مسل وممتع، وخصوصاً في مرحلة الصبا والشباب؛ حيث تهتم الأمهات بتعليم بناتهن هذا الفن المتوارث، لتناقل هذه الفنون الشعبية بتطريز الأثواب التقليدية من جيل إلى آخر؛ حيث تقوم المرأة برسم شكل هندسي معين على الثوب، وتعمل على تعبئته بالخيوط الحريرية، ضمن غرز مرتبة ومنظمة هندسياً، لتعطي منظر وشكل الرسم المراد للثوب، ويتم تكرار الرسمة على الثوب كاملاً لتعطي شكلاً هندسياً متقناً وجميلاً.
يُعد فن التطريز أحد الفنون الفلسطينية الشعبية، التي تعتمدها حرفة ومصدر رزق الكثير من النساء في القرى الفلسطينية، وقد زاد من دورها وأهميتها طبيعة وخصائص المجتمع الفلسطيني ومعاناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ حيث تطور فن التطريز الذي كان يعتمد على رسومات وأنماط هندسية، ليصبح هنالك نماذج مبتكرة تحمل في مضمونها القيم الشعبية والوطنية ذات الجمال والأصالة العالية.