آخر الأخبار حياتناحياتنا

الصدق في العلاقات.. كيف نقيم أنفسنا؟

عمان- بسبب نشأتنا، نشأ معظمنا على إخفاء ما نحن عليه حقًا. وبدلاً من ذلك، فنقدم أنفسنا بطرق نعتقد أنها ستكسبنا المزيد من القبول والإعجاب وستزيد ثقة الآخرين بنا. فهل هذا يصفك؟
إن الثمن الذي ندفعه إذا لم نعش بصدق وشفافية هو أننا سنواجه صعوبة في تكوين روابط حقيقية.
يعد الصدق والشفافية شرطا أساسيا لبناء العلاقة الحقيقية في العلاقات، ولكنها تتطلب منا تقبل نقاط الضعف، وهذا بدوره يعني السماح للآخرين برؤيتنا على حقيقتنا والتعرف إلينا على نحو كامل بكل احتياجاتنا ونقاط ضعفنا وأفكارنا وسلبياتنا وتحدياتنا. وغالبًا ما نخفي ذاتنا الحقيقية لأننا نخشى أن يُحكم علينا، وبالتالي تظل علاقاتنا ضحلة وتفتقر إلى العمق والمعنى فضلاً عن فقدان التواصل الحقيقي.

  • سنغفل هويتنا الحقيقية: سينتهي بنا المطاف إذا عشنا بشخصيات متقلبة، كالسحلية تمامًا، وقدمنا نسخة مزيفة من أنفسنا للعالم الخارجي، سيؤدي ذلك إلى الغفلة عن هويتنا وأهدافنا في الحياة. فالأمر يبدو كما لو أننا نعيش سيناريو مكتوبًا يشمل جميع الأشياء التي يجب أن تحيط بنا.
  • نعطي انطباعًا “سطحيًا”: سيدرك الناس، مع مرور الوقت، بأن آراءنا وسلوكياتنا لا تأتي من قناعاتنا وقيمنا الراسخة، لكن تتغير حسب الظروف، ويقودنا هذا إلى اعتماد معايير مزدوجة وثلاثية لخدمة ما يناسبنا على نحو أفضل في أي موقف، الأمر الذي قد يمنعنا من تكوين علاقات وصداقات حقيقية وقوية.
  • نعوق قدرتنا على تطوير أنفسنا: عندما نظهر للعالم النسخة المزيفة من أنفسنا، فإن الآخرين لن يستطيعوا تحديد وتحسين نقاط ضعف شخصيتهم وغيرها من التحديات التي قد تواجهنا، وبالتالي ستقل فرصتنا في تطوير شخصياتنا.
    كيف يمكننا أن نكون أكثر واقعية؟
  • تحديد مشاعرنا واحتياجاتنا: إن إدراك ما نحن عليه من خلال التواصل مع نقاط ضعفنا واحتياجاتنا يساعدنا على تحديد أخطائنا والاعتراف بها وقبولها. ستساعدنا معرفة أنفسنا على فهم لماذا وكيف نتفاعل مع الحياة بطرق معينة، الأمر الذي يساعدنا على إدارة مواقف الحياة على نحو أفضل. إضافة إلى ذلك، كلما عرفنا أنفسنا أكثر، كان بإمكاننا فهم الأشخاص من حولنا بصورة أفضل.
  • وضع حدود صحية: تبني الحدود الشخصية يؤسس المبادئ التوجيهية الأساسية لكيفية أن يتعامل معنا الآخرون، وكيف نتعامل مع الآخرين. كما أن وضع الحدود يضمن بناء علاقات يسودها الاحترام المتبادل. لذا نحن بحاجة إلى بناء حدود للحفاظ على سلامتنا وصحتنا.
  • تعلم الحزم: إن عدم التعبير عن احتياجاتنا ونقاط ضعفنا سيراكم الاستياء في داخلنا وسيعوق التواصل مع الآخرين، وسيؤدي إلى استخدام طرق مدمرة للتعبير عما في داخلنا، الأمر الذي سيزيد حدة الصراع مع الآخرين. يعرف الحزم على أنه التواصل ووضع الحدود باهتمام وحب، التعبير عما نحتاج دون مهاجمة الشخص الآخر. حتى إذا لم يلبّ الشخص الآخر طلبنا في بعض الأحيان، فإن مجرد الدفاع عن أنفسنا بطريقة محترمة سيجعلنا نشعر بأننا أقوى وسيعزز تقديرنا لذاتنا.
  • الاعتراف بأن هذا العمل قيد التقدم: يعد الوعي وتحسين الذات عمليتين طويلتي المدى؛ أي أن اكتسابهما يستغرق وقتًا طويلًا، لذا يجب على الجميع تدريب أنفسهم وتعزيز نقاط ضعفهم. ويمكن القيام بذلك من خلال القراءة، وأخذ دورات وورش عمل لتحسين الذات، والاستعانة بمختصين.
    ما المصداقية النفسية؟
    هي محاولة أن يعيش المرء حياته وفقًا لاحتياجات الذات الداخلية، وليس وفقًا لمتطلبات المجتمع أو التغيرات الفردية المبكرة. إنها العيش وفقًا لقناعاتك ومعتقداتك واحتياجاتك، وإبرازها للعالم الخارجي بدلاً من إخفائها تحت شخصية زائفة.

مريم حكيم
مستشارة في العلاقات الزوجية/ مجلة “نكهات عائلية”

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock