الصغار والحيوانات الأليفة.. إيجابيات المسؤولية يقابلها الحذر من آثار فقدها

Untitled-1
Untitled-1

ديمة محبوبة

عمان – "يركض عماد وراء كلبه الصغير، يقفز معه، يرمي له الكرة، يلتقطها، يضحك، يمسح على جبينه، يمسك لعبته التي اشتراها له على شكل عظمة، يطعمه، يجلب له الماء ويعطيه كل الاهتمام".

اضافة اعلان


تقول أم عماد، إنها شعرت بفارق كبير على شخصية ابنها الصغير، منذ لحظة احضار الكلب، فابنها يحب الحيوانات بشكل كبير، وليس لديه أقران للعب معهم، وفي فترة إغلاقات كورونا، كان الكلب السبيل الوحيد لتسليته وزيادة شعوره بالمسؤولية.


وتشير إلى أن عماد (6 أعوام)، يلعب طوال النهار مع كلبه في حديقة المنزل، يطعمه ويشربه، وبات متعلقا به بشكل كبير.


عماد هو أحد الأطفال الذين أصروا على أهلهم لاقتناء حيوان أليف، واستجاب أهله لطلبه، في حين يرفض العديدون هذه الطلبات بسبب الخوف، أو عدم القدرة على تحمل مسؤوليتهم.


لكن خبراء التربية يرون أن تربية الحيوانات الأليفة لها إيجابيات عديدة على تواجدها وبعض السلبيات. ويقول التربوي د. محمد أبو السعود، إن معظم الأطفال يمتلكون طاقة كبيرة في اللعب، وفي الوقت نفسه يملون سريعا، فيشاغبون ويثيرون الفوضى في البيوت، ما يفقد بعض الأهالي أعصابهم، لذا يقررون شراء حيوان أليف تلبية لطلب الابن، ولملء وقت فراغه برعاية الحيوان، ويصبح مسؤولا وحنونا مع مرور الوقت.


ويؤكد أن تربية الأطفال للحيوانات الأليفة تمدهم بالسعادة، وتساعدهم على الاسترخاء، وتقبل الآخر، حتى أنها تجعلهم أكثر لطفا في التعامل مع الآخرين.


ويضيف أن تربية الحيوانات أيا كان نوعها، تؤثر على شخصية الأطفال بشكل إيجابي، فالحيوانات تعلم الأطفال المسؤولية والاعتماد على النفس والصبر وهي مفيدة في ملء وقت فراغ المراهقين أيضا.

ويتفق اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، مع أبو السعود، بأن إيجابيات اقتناء حيوان أليف أكبر من سلبياته، فالحيوانات الأليفة تشكل مصدر سعادة وخصوصية للأطفال، كالسلاحف والطيور والأرانب، مبيناً أهمية تربيتها وفق معايير سواء من قبل الأهل أو الأطفال.


ويضيف "في كثير من الأحيان تكون حالة علاجية للأطفال حتى أنها رفيق جيد خصوصا لأطفال التوحد أو أطياف التوحد، وللصغير الذي تعرض لحالة فقد أخ أو أخت أو أحد أبويه أو حتى حيوان أليف عمل على تربيته فترة من الزمن.


والحيوانات الأليفة تؤثر على الطفل من ناحية التفاعل والاستجابة في المشاعر وتكوين الصداقة وإعطاء الأمان والقوة له، كما يعطي اهتمام الطفل بالحيوان نوعا من المسؤولية.
وينوه بأن تعامل الطفل مع حيوان أليف يتواصل ويتعلم مهارات حركية وعقلية ونفسية لها أثر أكبر إيجابا من تعامل الطفل مع أجهزة الهواتف النقالة أو جلوسهم على مواقع التواصل الاجتماعي والكثير منها لا يناسب أعمارهم.
ويؤكد أبو السعود، مرة أخرى، أن الطفل الذي يربي حيوانا أليفا، يدرك حاجة الآخر بشكل أكبر ويكون أكثر رحمة، والسبب إدراكه لحاجة هذا الحيوان المحتاج من دون طلب.


ويلفت إلى أن الطفل يحصل على علاقة سعيدة وخالية نسبيا من الصراعات مع الحيوان الأليف، مقارنة بعلاقته مع إخوته التي قد تكون مزدحمة بالمشاحنات.


ويحذر أبو السعود، من بعض الانتكاسات التي تحدث في شخصية الطفل، ونفسيته في حال وثقت علاقته في هذا الحيوان وتعرض هذا الحيوان إلى المرض أو الموت أو تم فقده أو سرقته، وهو ما يؤثر سلبا على الطفل ويمكن أن يؤدي إلى عزلته والشعور بحزن شديد، واكتئاب، لذا يجب التعامل مع هذه العلاقة بحذر ووعي أكبر من الأهل.

وينصح الأهل حينما يلبون طلب الأبناء بوجود حيوان أليف، أن يتعاملوا بحذر وأن يتحدثوا مع أطفالهم بأن هذا الحيوان هو كائن حي يعيش ويمرض ويمكن أن نفقده، وذلك بطرق سليمة ومخففة تراعي نفسية الأبناء.


وفي هذا السياق يقول مطارنة، الفقد موجود ولا بد منه، ويمكن السيطرة عليه في حال تم شرح هذه الفكرة بشكل سلس للطفل، لكنه يحذر في الوقت ذاته من خطورة التعلق الشديد بالحيوانات، اذ قد يؤدي فقدانه لاحقاً، إلى الإصابة بأزمة نفسية ومن ثمّ الإحساس بالذنب، وعلى الأهل أن يظهروا التعاطف مع الطفل في حال فقدان حيوانه الأليف.

ويشير أبو السعود، إلى أن علاقة الطفل بالحيوان الأليف المبالغ فيها قد تضره، وتضر علاقته بأسرته وبمن حوله، مما يعزز لديه الشعور بتفضيل العزلة، وهنا يكمن دور الأبوين في الملاحظة الواعية لمدى تطور العلاقة بين الطفل والحيوان، مقارنة بعلاقته بإخوانه أو أصدقائه.