الصهاينة يتمددون.. هل تكفي الإدانات؟!!

خلال الأسبوعين الماضيين، عصفت الساحة بسلسلة قرارات صهيونية تدلل مجددا على عنصرية هذا المحتل وفاشيته، وتكرس من جديد حقيقة أن العالم ما يزال يمارس هواية الصمت، وأن الأمم المتحدة إنما أنشأت لتنتصر للقوي على الضعيف!!، وليس لحفظ الأمن والسلم العالميين كما جاء في ميثاق تأسيسها قبل أكثر من نصف قرن.

اضافة اعلان

فالأمم المتحدة التي فوضت الغرب سابقا لاجتياح العراق، وأدانت سورية مرات ومرات رغم أن الدولة السورية تحارب الإرهاب، وصمتت وهي تشاهد الغرب يقلبون نظام الحكم في ليبيا، كما تصمت حتى الآن على الحرب في اليمن، لكنها لم تلمح حتى اليوم الكيان الصهيوني ولم تلحظ عنصريته وفاشيته وما تزال تمارس نحوه سياسة ضبط النفس!!!.

فالكيان الصهيوني، أقر مؤخرا قانون يهودية الكيان من دون أن تحرك الأمم المتحدة والعالم الغربي (المتحضر!!) ساكنا، رغم أن أولئك يعرفون أن مثل ذلك القانون يعني رفض الآخر، ويعني كيانا فاشستيا وحيد الديانة والقومية، ويعني أيضا أن ما يقرب من مليوني فلسطيني، وهم أصحاب الأرض الأصليون والشرعيون الذين يعيشون في ما يعرف بمناطق الـ48 المحتلة، معرضون للاعتداء عليهم وفق تلك القوانين الجائرة، ويعني أيضا أن ذاك ضد كل القرارات الدولية ومنها قرار 181 و191 و242 و338 وغيرها من قوانين ذات صلة بالقضية الفلسطينية وباللاجئين.

الأمم المتحدة ببساطة تمارس بطولاتها على العالم الثالث، فيما نراها تصمت وتغيب في الظلام عندما يقوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ببهدلتها وانتقاد قراراتها، ويقوم بالانسحاب من منظماتها، وهي أيضا لا تملك الشجاعة للرد حتى على المندوبة الأميركية في مجلس الأمن التي هددت دول بقطع المساعدات عنها في حال صوتت تلك الدول بعكس رغبة الولايات المتحدة!!!.

الحقيقة أن الكيان الصهيوني لا يحسب حسابا لا للأمم المتحدة ولا للدول الغربية وخاصة الأوروبية منها، فهو يعتدي ويقتل ويقرر كيف ما يشاء ويترك الإدانات تخرج من هذا وذاك من دون اكتراث لأنه يعرف أن أكثر ما يمكن فعله هو الإدانة فقط، وحال الإدانة ينطبق على دول عربية أيضا، فتلك الدول التي بتنا نراها تهرول للكيان الصهيوني وتستحضر إيران كعدو افتراضي لها، ويخرح علينا ساسة وكتاب ليخبرونا أن الدول العربية تلك ليست في عداء أو حرب مع الكيان الصهيوني، وأن العداء الحقيقي مع إيران.

كل تلك الأمور مجتمعة تسمح للكيان الصهيوني ليعربد، وكيف لا يفعل ذلك وحليفه الأقوى (الولايات المتحدة الأميركية) يحميه ويدافع عنه، ويمنحه رعاية دائمة، كما أن كل الطاقم الجالس هناك في البيت الأبيض في واشنطن يتعامل مع الكيان وكأنه ولاية أميركية.

اعتقلت طفلة بعمر الورد، عهد التميمي، ولم يتحرك العالم باستثناء فعاليات تضامنية شعبية وليست رسمية وإدانات خجولة. خرجت عهد، واعتقل متعاطفون طليان من دون أن نسمع إدانات رسمية، قصفت غزة جهارا نهارا من دون أن يتحرك العالم، استثمر الكيان ما يجري في سورية الشقيقة وأرسل طائراته أكثر من مرة لقصف الداخل السوري من دون أن نسمع من الأمم المتحدة أو الغرب أو دول عربية إدانة لمثل تلك العربدة غير الشرعية، وكأن ما يجري طبيعي، فيما تنهال الإدانات عندما ترسل المقاومة الفلسطينية أو حزب الله اللبناني قذيفة باتجاه الكيان وجنوده ويتهمون بالإرهاب، وكأن الكيان الصهوني يمارس أفعالا ملائكية!!!.

وأيضا يدنس الأقصى يوميا ويضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات التي وقعت ويمنع مطرب (عمر العبداللات) لأنه عبر عن رأيه وموقفه وأصدر ألبوما غنائيا بعنوان (فلسطين من البحر للنهر) يمنع من دخول فلسطين عقابا له على ألبومه، ورغم كل ذلك، ما نزال نحتفظ لذلك الكيان الفاشي بسفارة له فوق رابية عمان الحبيبة. ألم يحن الوقت لنقول لأولئك القتلة الفاشيين الذين لا يريدون خيرا لأهل فلسطين ولا أهل الأردن، كفاكم لعبا وانتهى المشوار بيننا فيرحل السفير وتمزق المعاهدة؟