الصيام راحة لأعضاء الجسم وعلاج للأمراض

الصيام راحة لأعضاء الجسم وعلاج للأمراض
الصيام راحة لأعضاء الجسم وعلاج للأمراض

 وفاء أبوطه

   أثبت الطب الحديث أن الصوم يريح المعدة وينظم عمل الجهاز الهضمي ويخلص الجسم من الزوائد والسموم, ويعد علاجا للوقاية من كثير من الامراض التي تهدد الجسد البشري.

اضافة اعلان

    أصبح الصيام احدى وسائل العلاج في المجتمعات الغربية, فتم تأسيس المراكز والمصحات التي تضع برنامجا غذائيا معينا من ضمنه الصوم.

     يوفر الصيام راحة وهدوءا لأعضاء الجسم التي كانت تعمل باستمرار, وهذا يشابه الراحة الاسبوعية بعد ايام من التعب والاجهاد, حيث تستريح المعدة من العمل المتواصل لتستعيد نشاطها.

     يؤكد د.محمد خيري لبادة(طبيب عام) أن الصيام أصبح ضرورة في علاج مجموعة من الامراض مثل: أمراض الجهاز الهضمي، كالنزلات المعوية وامراض الكبد والمرارة والقرحة, والأمراض الناتجة عن الخلل في التمثيل الغذائي كأمراض السمنة, والروماتيزم العضلي والمفصلي.

ويعالج الصيام الاضطرابات الوظيفية مثل: سوء الهضم واضطراب الامعاء التي تتجلى بالاسهالات أو الامساك, وتهيج القولون الناتج عن الغازات المعوية.

     ويساعد الصيام في علاج أمراض الجهاز الدوري كالذبحة الصدرية, وارتفاع ضغط الدم, ومجموعة الأمراض الجلدية كالصدفية والاكزيما وأمراض الحساسية. ويفيد في تحسين الاعراض التي تصيب المرأة بعد سن الاربعين, والتهابات المبيض, وبعض امراض الجهاز التناسلي.

    ويوضح د.لبادة ان العديد من حالات التهاب المفاصل تحسنت بالصيام بصورة أفضل من علاجها بالكهرباء وبالحقن والأدوية. ويضيف: معظم الامراض في عصرنا الحاضر ناتجة عن تعدد وتنوع الاغذية المصنعة, والاعتماد على الوجبات السريعة, وفي الصيام نقوم بالامتناع عن تناول المسبب, لذا ترتاح المعدة.

     وعن صوم كبار السن يقول د. لبادة: إن الشيخوخة يصاحبها تغيرات كثيرة متمثلة في زيادة نسبة الدهون وقلة الطاقة, وتقل نسبة السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم بحوالي‏200‏ سعر حراري من سن‏45‏ إلى ‏75‏ وما فوق ذلك، كما تقل السعرات الحرارية المطلوبة لكبار السن حسب نشاطهم اليومي.

     ويقدم د. لبادة بعض النصائح التي ينبغي أن يراعيها المسنون القادرون على الصيام منها‏ ان ‏على مريض السكر الالتزام بنظام الرجيم الذي يحدده الطبيب لأن أي زيادة في الوزن تؤدي الى مقاومة الانسجة لمفعول الانسولين, وقد يعمل الصيام على نقص السكر في الدم‏.‏

    وعلى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل: التهاب العظام المفصلي والروماتويد الاقلال من السكريات والحلويات حتى يتجنبوا زيادة الوزن، والافضل انتهاز فرصة الصيام لتخفيض الوزن لتحسين حركة المفاصل وتقليل الالام في الركبتين. وينبغي مراعاة أن يحتوي غذاؤهم على كميات كبيرة من الألياف التي تقي من سرطان القولون وتجنبهم الاصابة بالامساك، والتقليل من كميات الملح لأنه يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم، وهبوط في القلب، وتليف في الكبد واحتجاز السوائل في الجسم مع ضرورة تقليل تناول الحلويات.

    ويشير د. لبادة إلى أهمية الاكل بطريقة صحيحة خلال الإفطار لتتميم فائدة الصيام الروحية والجسدية، وللمحافظة على ما أنجزه الفرد خلال فترة الصيام من حرق مخزون الدهون لديه.

    ويؤكد على اهمية اتباع الصائم آداب الإفطار وتناول بعض التمر والماء أو الشوربة والسلطة، وأخذ فترة استراحة لأداء صلاة المغرب، ثم تناول الوجبة باعتدال, وعدم المبالغة في الطعام أو الشراب, كما ينصح بممارسة بعض الانشطة البدنية بعد الافطار, والاسترخاء في النهار.

ويرى د. لبادة أن الصيام علاج للأمراض النفسية, حيث إن الصائم يخرج من رمضان وقد صقل نفسه على الصبر وقوة الارادة وطهر نفسه وقلبه من كل سوء وملأه ايمانا وحبا بالله عز وجل.

    وللصوم آثار إيجابية فى تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف عند كل من يعانون من الامراض النفسية، كما أن الصوم بما هو تقرب إلى الله يمنح أملاً في الثواب ويساعد على التخلص من المشاعر السلبية المصاحبة للمرض النفسي، علما ان الصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال النهار يسهم في مضاعفة قدرة المريض على الاحتمال .

     ويعتبر الصوم أفضل وسيلة لتخفيف القلق والتوتر والثورة النفسية ،لانه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة, ويخفف اندفاع الإنسان نحو القلق والتوتر.

     وتتحسن بعض أمراض العين تحسنا ملموسا بالصوم كالجلوكوما المزمنة البسيطة إذ يؤدي الصوم إلى مقاومة هذا المرض بانخفاض في معدل إفراز السائل المائي الذي يؤدي إلى انخفاض ضغط العين الداخلي، وهذا هو نفس المفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين التي تعمل على تثبيط نشاط زوائد الجسم الهدبي.

      ومن هنا يعتبر الصيام القاعدة الطبية الوحيدة التي لا يمكن أن يشكك بضرورتها أحد، وقد استعان بها الأطباء منذ القدم في معالجة الكثير من الحالات، ولا يزالون إلى يومنا هذا ينصحون به لإزالة السموم من الجسم, وتحفيز حرق السعرات الحرارية, حيث يمكن لهذين الهدفين أن يعملا على إبقاء الجسم في حالة توازن غذائي وهضمي.