الضائقة المالية تجبر مواطنين على بيع مقتنياتهم للحصول على السيولة

سيدة تبيع ذهبا لأحد المحال في عمان - (تصوير: أسامة الرفاعي)
سيدة تبيع ذهبا لأحد المحال في عمان - (تصوير: أسامة الرفاعي)

حلا أبو تايه

عمان– عرض رعد غسان جهازه الخليوي للبيع في محل لبيع الاجهزة الخليوية بعد شعوره بضائقة مالية جعلته غير قادر على تصريف أموره قبيل اسبوعين من استلام راتبه.
رعد، الموظف في القطاع الخاص، يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 400 دينار يذهب نصفه قسطا لسيارته التي اشتراها منذ نحو 3 سنوات.
تاجر الخلويات أعلم رعد بأنه سيشتري منه الهاتف بـ 200 دينار على الرغم من أن سعر الجهاز يزيد على 550 دينارا، إلا أن الحاجة للمال دفعت رعد لقبول البيع بخسارة.
كذلك باعت آية علي سواراً ذهبياً لديها، لحاجتها للمال قبل عيد الأضحى، سيما أن زوجها أخبرها بعدم قدرته على شراء كسوة العيد لطفليهما.
وتشير آية إلى أنها خسرت كثيرا في السعر اذ باعت الاسوارة بـ 250 دينارا لهبوط سعر الذهب في الفترة التي لجأت فيها للبيع.
وتلفت آية إلى أن الحاجة للمال، سيما في فترة محددة، تدفع المواطنين إما للاستدانة أو للبيع قائلة "ولكوني لا أقبل على نفسي الدين فإنني الجأ لبيع كل ما عندي من مقتنيات لتسديد التزاماتي والتزامات أسرتي".
وعادة ما يلجأ أفراد الطبقة المتوسطة إلى الاستدانة في مواسم معينة لتأمين التزامات الأسر التي يعيلونها، لكن شح السيولة لدى زملاء العمل أو الأقارب أو الجيران يدفعهم للجوء إلى بيع مقتنيات لا تعتبر كمالية، بقدر ما يعتبر التخلص منها سهلا والطلب عليها متوفر.
وتتميز هذه المقتنيات بأنها من السلع غير المعمرة في كثير من الأحيان.
ويرى الخبير الاقتصادي، الدكتور قاسم الحموري، إن اللجوء لعادة بيع المقتنيات ازداد في الفترة الأخيرة نتيجة شح السيولة لدى البعض.
وبين أن المقتنيات تتميز بسرعة بيعها ووجود طلب عليها، بحيث لا تكون من السلع المعمرة، التي تنخفض قيمتها كثيرا عند البيع نتيجة ارتفاع كلف الصيانة لها.
وأكد الدكتور الحموري أن هذا السلوك الاقتصادي يعزز من الاقتصاد غير الرسمي، وتتسم معاملاته بالبساطة والسهولة التي لا توفرها مصادر التمويل التقليدية.
ويقل متوسط دخل الفرد الأردني البالغ 5200 دولار في العام 2013 عن المتوسط العربي البالغ 8200 دولار.
وارتفع متوسط أسعار المستهلك (التضخم) للثمانية أشهر الأولى من العام 2014 بمعدل 3.2 %، مقارنة بنفس الفترة من العام 2013، وفق التقرير الشهري الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
وبحسب التقرير، ارتفع متوسط أسعار المستهلك ارتفع بمعدل 2.9 % لشهر آب (أغسطس) من العام 2014 مقارنة بنفس الشهر من العام 2013.
وعلى المستوى الشهري، ارتفع متوسط أسعار المستهلك لشهر آب (اغسطس) من العام 2014 بنسبة 0.2 % مقارنة مع شهر تموز
الذي سبقه.
ويشير مسح نفقات ودخل الأسر في الأردن، إلى أن الأردنيين ينفقون نحو 11 مليار دينار سنويا على مختلف السلع والخدمات، منها نحو 4.32 مليار دينار على المواد الغذائية، ونحو 6.5 مليار دينار على المواد غير الغذائية، التي تتراوح بين الملابس والسكن وملحقاته والتجهيزات المنزلية والنقل والاتصالات، والتعليم والخدمات والرعاية الصحية، وغيرها من النفقات.

اضافة اعلان

[email protected]