الضغوطات المالية تتزايد على المواطنين مع اقتراب "الأضحى" والشتاء

أحذية مستعملة بأحد المحال في عمان - (تصوير: محمد أبو غوش)
أحذية مستعملة بأحد المحال في عمان - (تصوير: محمد أبو غوش)

سماح بيبرس

عمان- رغم الخيارات المتعددة التي أتاحتها التخفيضات الكبيرة على الألبسة والأحذية في المولات، إلا أنّ سمر أحمد لم تبد بذلك الحماس الذي تكون عليه في مثل هذه الفترة من "التنزيلات".
قلّة هذا الحماس لم يكن إلا بسبب قلة النقود خلال هذه الفترة، بحسب سمر، "خصوصا بعد أن خرجنا من شهر رمضان والعيد، ودخلنا في المدارس وأقساطها والتحضير لها خلال الشهر الماضي".
"اليوم نحن في منتصف الشهر ولا أدري كيف سنتدبّر أمور العيد الكبير، خصوصا أننا مقبلون على الشتاء الذي تزيد فيه المصاريف"، تقول سمر.
وتضيف حتّى ملابس الشتاء والأحذية أغلى بكثير من الملابس الصيفية، في وقت "يجب فيه أن نستعد للشتاء من خلال تزويد المنزل بالسولار؛ حيث أنّ زوجي قرر أن نستغل تخفيض أسعار المحروقات قبل أن تعاود الارتفاع".
وتعتبر سمر من ضمن آلاف المواطنين الذين تتفاوت أولوياتهم واحتياجاتهم قبل فصل الشتاء الذي أصبح فصلا مرتبطا بـ"زيادة المصاريف" بدلا من أن يكون "فصل الخير والأمطار".
وتعتبر سمر بأنّ دخلها وزوجها جيد؛ حيث إنه يقدر بحوالي 3 آلاف دينار شهريا، لكنّ كثرة المصاريف وارتفاع تكاليف الحياة باتت تجعل من هذا الراتب "عاديا جدا"، خصوصا في السنتين الأخيرتين، بحسب سمر.
يشار هنا الى أنّ معدل التضخم للثمانية أشهر الأولى من العام الحالي ارتفع بمعدل 3.2 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2013.
ومن أبرز المجموعات السلعية التي ساهمت في هذا الارتفاع مجموعة "الايجارات" بنسبة 7.2 %، "الملابس والأحذية" بنسبة 10.1 %، "التبغ والسجائر" بنسبة 13.5 %، "النقل" بنسبة 3.4 %، "التعليم" بنسبة 5.5 %.
موظف في أحد محلات بيع الملابس التي علّقت لافتة تحمل عنوان "تنزيلات تصل الى 70 %" أكد أنّ الحركة التجارية قليلة حاليا، وأنّ التجار ينتظرون نزول رواتب الموظفين نهاية الشهر حتى يتحرك السوق، بحسب ما وصف.
وأكد أنه "رغم التخفيضات الكبيرة بالأسعار إلا انّ الحركة ليست كما هو متوقع"، ويفسر ذلك  أنّ الناس خرجت من شهر رمضان وشهر بدء دوام المدارس "مفلسة" وهي تنتظر رواتب الشهر الحالي لا لتستعد للعيد وانما لتستعد لمصاريف الشتاء، ما يبشر بموسم ضعيف تجاريا وفق تنبؤاته.
أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري قال إنّ الأعياد والمناسبات المتلاحقة باتت تشكل عبئا اقتصاديا على الأسر الأردنية.
وأشار الى أنّ ارتفاع الأسعار المستمر مع كثرة الالتزامات واستقرار الدخول ساهم في شعود المواطنين بالضغط المالي في اي مناسبة أو عيد.
وأشار الى انّ هناك أسرا تستطيع أن تناور وتبدّل أولوياتها وخياراتها كأن تنقل من مدارس خاصة الى حكومية أو أن يستبدل تسوقه من المولات الى المحلات التجارية الشعبية والأرخص، لكنّ هناك أسر استنزفت كل هذه الخيارات ولم يعد لديها أي خيار وهؤلاء هم من يعانون أكثر من غيرهم.
ودعا  الحموري التجار الى عدم رفع الأسعار حتى لا يدخلوا في مرحلة كساد، وبالتالي خسائر كبيرة  جدا. 

اضافة اعلان

[email protected]

@samah_bibars